تكاد قضية اختطاف متروبوليت حلب والاسكندرون وتوابعهما للروم الارثوذكس ومتروبوليت حلب لطائفة السريان الارثوذكس المطرانان بولس اليازجي ويوحنا ابراهيم، ان تمسح من ذاكرة الرأي العام السوري واللبناني، ومن ذاكرة المعنيين واصحاب الشأن، بعد ان صعق خبر اختطافهما ابناء الكنائس الارثوذكسية في المنطقة.
لكنها غابت كليا عن متابعة واهتمام وسائل الاعلام وانقطعت معها كل قنوات الاتصال والتواصل بشأنهما، وتغلفت هذه القضية التي بدأت في 22/4/2013 عندما ذهب المطرانان الى منطقة حلب بهدف تحرير كهنة سريان ارثوذكس كانوا قد اختطفوا على ايدي مسلحين، ولدى وصول المطرانان الى المكان المقرر لاجراء عملية التفاوض اعترضت مجموعة شيشانية تابعة لنور الدين زنكي طريقهما، وخطفتهما بعد ان رمت مرافقيهم ارضا.
تقول مصادر مسيحية انه مضى على هذه القضية سنة وخمسة اشهر في ظل صمت دولي وفاتيكاني يرسم الكثير من علامات الاستفهام وما زال الغموض يكتنفها منذ اللحظة الاولى حيث انتظرت كنائسهما اتصالا من الخاطفين يحددون فيه شروط الافراج عنهما الاّ ان ذلك لم يحصل حتى الان، وهذا ما زاد غموضها، الذي وصل الى حد غياب الحرارة في ردة فعل روسيا السياسية والدينية والتي تتميز بمقاربتها القضايا الساخنة بأعصاب هادئة وباردة وترافقت عملية الاختطاف مع موجة اتهامات لتركيا بأنها تقف وراء المجموعة التي نفذت العملية وحينها رجحت المصادر المسيحية بأن يكون سبب ارتكاب هذه الجريمة هو «الفيتو» الروسي الذي استعملته موسكو في جلسة مجلس الامن الشهيرة في وجه اندفاعة الناتو ورغبته بإقامة مناطق عازلة ومناطق حظر جوي في سوريا فجاء «الفيتو» الروسي ليضرب احلام اردوغان منذ الشهر الاول لاندلاع الحرب على سوريا التي عاد اردوغان وايقظها كشرط لانخراطه في الائتلاف الاقليمي والدولي لمواجهة الارهاب لكنها ستسقط هذه الاحلام مجددا على حدّ قول المصادر على وقع هدير البوارج والسفن الروسية التي تزداد يوما بعد يوم في المياه السورية الاقليمية وستسقطها مجموعة التناقضات التي تسيطر على الموقف التركي في هذه الايام.
وبالعودة الى عملية خطف المطرانين المذكورين والتي طالت كثيرا والتي بحثها بطريرك السريان افرام الثاني مع رئيس الولايات المتحدة الاميركية باراك اوباما على هامش مؤتمر الكنائس العالمي الذي عقد مؤخرا وبالرغم من الصداقة الشخصية التي تربط البطريرك افرام بالرئيس الاميركي منذ سنوات الاّ انها لم تستطع كشف مصير المطرانين بحسب المصادر وهذا ما يرجح صحة المعلومات التي تتوارد من هنا وهناك بأن المطرانين تمت تصفيتهما في الايام الاولى لعملية الاختطاف.
وبالامس واثناء توقف البطريرك افرام في شتورا اكد جدية اوباما بضرب الارهاب في سوريا والعراق وان اختلف معه بالآلية والوسائل كما اكد البطريرك ان «داعش» هي صنيعة اجهزة استخبارات اميركية وغربية وعربية لكن خطرها بدأ يهدد الامن القومي للدول الداعمة.
وأعاد البطريرك التأكيد ما حاولت الادارة الاميركية نفيه لانه سمع شخصيا من الرئيس الاميركي كلاما ان الرئيس بشار الاسد هو الذي حمى ويحمي المسيحيين في المشرق العربي «واصر على كلامي حتى لو خرج غدا متحدث اميركي ونفى هذا الكلام».
من ناحية اخرى اعتبرت المصادر المسيحية ان عملية خطف المطرانين واستمرار الغموض التي يلفها ستكون سببا في يوم من الايام التي قد تشكل مدخلا لمواجهة عسكرية مع تركيا تكون روسيا رأس حربة فيها.
لماذا يهدّد الروس العالم بالسّلاح النووي؟
كان الخطاب الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاحتفال بضمّ الأقاليم الأربعة إلى روسيا بمنزلة استكمال للخطاب السابق الذي...