عن مجاهد قال: كان في الكعبة على يمين من دخلها جبّ عميق، حفره إبراهيم خليل الرحمن وإسماعيل عليهما السلام حين رفع القواعد، وكان يكون فيه ما يهدى للكعبة من حلي أو ذهب أو فضة أو طيب أو غير ذلك، وكانت الكعبة ليس لها سقف، فسُرق منها على عهد جرهم مال مرة بعد مرة، وكانت جرهم ترتضي لذلك رجلاً يكون عليه يحرسه، فبينا رجل ممن ارتضوه عندها، إذ سوّلت له نفسه، فانتظر حتى [إذا انتصف النهار، وقلصت الظلال، وقامت المجالس، وانقطعت الطرق، ومكة إذ ذاك شديدة الحر، بسط رداءه، ثم نزل في البئر فأخرج ما فيها فجعله في ثوبه، فأرسل الله عز وجل حجراً من البئر [فحبسه حتى راح الناس، فوجدوه فأخرجوه، وأعادوا ما وجدوا في ثوبه في البئر، فسميت تلك البئر الأخسَف فلما أن خسف بالجرهمي وحبسه الله عز وجل، بعث الله عند ذلك ثعباناً وأسكنه في ذلك الجب في بطن الكعبة أكثر من خمسمائة سنة يحرس ما فيه، فلا يدخله أحد إلا رفع رأسه وفتح فاه، فلا يراه أحد إلا ذعر منه، وكان ربما يشرف على جدار الكعبة، فأقام كذلك في زمن جرهم وزمن خزاعة وصدراً من عصر قريش، حتى اجتمعت قريش في الجاهلية على هدم البيت وعمارته، فحال بينهم وبين هدمه، حتى دعت قريش عند المقامعليه، والنبي صلى الله عليه وسلم معهم، وهو يومئذ غلام لم ينزل عليه الوحي بعد، فجاء عقاب [فاختطفه]ثم طار به نحو أجياد الصغير.
وعن عمرو بن عبيد، عن الحسن، أن عمر بن الخطاب قال: لقد هممتُ أن لا أدع في الكعبة صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها، فقال له أبي بن كعب: والله ما ذلك لك. فقال عمر: لِمَ؟ فقال: إن الله عز وجل قد بيّن موضع كل شيء وأقرّه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: صدقت(1).
قال: وذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم وجد في الجب الذي في الكعبة سبعين ألف أوقية من ذهب مما كان يُهدى للبيت، وأن علي بن أبي طالب قال: يا رسول الله لو استعنت بهذا المال على حربك فلم يحركه، ثم ذكر لأبي بكر فلم يحركه
عن أهل مكة وبعض الحجبة: أن الحسين ابن [الحسن]العلوي عمد إلى خزانة الكعبة في سنة مائتين في الفتنة حين أخذ الطالبيون مكة فأخذ مما فيها مالاً عظيماً، وقال: ما تصنع الكعبة بهذا المال؟ نحن أحق به، نستعين به على حربنا(4). انتهى
ورد في صحيحي البخاري ومسلم أنه صلى الله عليه وسلم قال: “يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة”.
ما يهمنا من هذا الحديث هو ما قيل عن ( كنز الكعبة ) ؟! جاء في سياق تفسير نفس الحديث:” وأما كنز الكعبة فالمقصود به المال المدفون فيها ” ذكر ابن كثير في التفسير والعيني في شرح البخاري أنه مدفون في بئر في جوف الكعبة .
حسب ما جيء في هذا الحديث الموروث أن المقصود بـ ( كنز الكعبة ) هو (مال مدفون ) في (بئر ) في جوف الكعبة ؟!
لا نستطيع ان نقول شيئا في صفة هذا الحديث : فانْ نحن أخذناه على ظاهره ، قد نقول أنه فعلا ً يوجد بئر داخل الكعبة وهو بئر مدفون و به مال ؟؟
ولكن الأسئلة البديهية التي قد تستفز عقل العقل ؟
امعقول ان تُجيّش الجيوش والقواة من ( الاحباش ) أي من الاعاجم ، بهدف استخراج فقط ( كنز من مال ) مدفون في بئر ؟؟ انّ بقاع الارض مليئة بالكنوز الدفينة ذات القيمة المالية والآثار الكبيرة ؟؟
وحتى ان افترضنا ان موضوع ( كنز الكعبة ) هو فعلاً مال مدفون بها ؟! ما علاقة ذلك المال واستخراجه بخراب ( قبلة المسلمين )
هل قبلة المسلمين لن تبقى مُفعّلة كقبلة للصلاة اذا استخرج ذلك الكنز ؟ هل الكنز اذن اذا استخرج سيغير من موقع القبلة التكويني ؟
هل استخراج كنز مدفون في بئر سيخرب كينونة القبلة ؟! بحيث حتى وان وجهنا قبلتنا في الصلاة الى الكعبة فان الصلاة لن تقبل ؟
هل قبول الصلاة قِبَل الكعبة متوقف على وجود كنز من ( مال ) مدفون في بئر داخلها ؟
يقول الحق تعالى ((إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:97)
(فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)
((اين تلك الآيات البينات ..؟؟ انها لا بد ان تكون في صدور الذين امنوا .. واين هم ..!! الم يأتي الوقت الذي فيه يرفعون القرءان للعلم ..؟؟ انه والله بانتظارهم … مذخور ليومهم .. في زمن الحاجة اليه ..
انها ذكرى تقيم العلم .. لماذا سبعة اشواط حول البيت ..؟؟ لماذا سبعة اشواط في السعي …؟؟ ما هو مقام ابراهيم ..؟ هل هو رمز تاريخي ..؟ ام انه موقع علمي عظيم ..؟؟ فيه هندسة ميدان تذهل عقل الباحثين … الا انهم غير موجودين ..!! فما من باحث علم في القرءان …!! الا من يتفرج على نصوص على نصوص القرءان …!! ويتغنون بالحانه … ويعالجون حركات الفاظه وهم عن الفاظه ساهون …!!
انها تثويرات عقل يبحث عن منظومة خلق فطرها الله في دينه (الاسلام) بها يواجه المسلمون اكبر هجمة على كيان الاسلام في تاريخه ..!!))
(جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
المائدة :97
اقراوا جيدا لفظ ( لكي تعلموا ) الذي جاء ربط بين (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ)
وبين (أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)
فــ (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ)