اسرائيل تهدد باجتياح بري على قطاع غزة والقضاء على البنية الاساسية للمقاومة الفلسطينية وخصوصا حركة حماس فهل تتمكن اسرائيل من القيام باجتياح بري لقطاع غزة في ظل تهديدات المقاومة الفلسطينية وضربها للعمق الاسرائيلي بعدة صواريخ مختلفة ومتطورة وجديدة ؟ وكيف سيكون شكل الاجتياح البري فيما لو اقدمت اسرائيلي على القيام بعملية عسكرية شاملة لتحقيق هدفها المنشود بالقضاء على سلاح المقاومة الفلسطينية.
وحول امكانية جيش الاحتلال الاسرائيلي باجتياح كامل لقطاع غزة أكد الكاتب والمحلل السياسي العسكري اللواء د.واصف عريقات لدنيا الوطن ان اسرائيل لا تستطيع القيام باجتياح كامل لقطاع غزة ,ولكن توقع ان تقوم بعملية عسكرية برية “قشرة” .
واضاف لدنيا الوطن: يجب ان نأخذ بعين الاعتبار التهديدات الاسرائيلية على محمل الجد ,مشيرا الى اننا امام قيادة يمينة “حمقاء” وارتكبت ولازالت ترتكب المزيد من الحماقات على مدار أكثر من شهر وهي مصرة على ذلك وحتى الان هي ممعنة في ارتكاب المزيد من الجرائم ضد الشعب الفلسطيني سواء في قطاع غزة او الضفة الغربية.
واشار الى ان التحليل الموضوعي للقيادة الاسرائيلية يكمن في تراجع القرار على الصعيد السياسي والعسكري ,منوها الى ان هناك وزيرين من المحسوبين على فريق “الصقور” التابع للحكومة الاسرائيلية وههما يعالون وبينيت المتشددين رفضا منطق الاجتياح البري ,بالرغم من انهم كانوا مصرين قبل ذلك على اجتياح قطاع غزة بالكامل والقضاء على البنية الاساسية للمقاومة الفلسطينية.
ونوه الى ان القيادة العسكرية الاسرائيلية تؤكد أنه في حال ما اذا ما اقدم جيش الاحتلال الاسرائيلي على اجتياح بري كامل سيواجه “غزتين” غزة فوق الارض وغزة تحت الارض .
واوضح ان المواجهة على غزة فوق الارض يجب ان يعلم الجندي الاسرائيلي أنه سيذهب الى غزة وله عينان عين على المقاوم الفلسطيني وأخرى على الميدان وفي ذهنه انه سيكون “شاليط” آخر في أي لحظة ,والعين الاخرى ستكون على اسرته التي تنهمر عليها صواريخ المقاومة الفلسطينية التي باتت تدك العمق الاسرائيلي ووصل مداها الى تل ابيب وحيفا ذات الاهمية الاقتصادية والصناعية بالنسبة لدولة الاحتلال الاسرائيلي.
ووصف حالة الجندي الاسرائيلي الذاهب الى قطاع غزة سيكون فاقد للروح المعنوية ولا يمتلك القدرة الكاملة على القتال ,مشيرا الى انه في حال التحام الجندي الاسرائيلي مع المقاوم الفلسطيني سيكون هناك تكافوء ,مؤكدا على ان الغلبة ستكون لصاحب الارادة القوية والمدافع عن ارضه ,خصوصا انه في حال ان الجندي الاسرائيلي سيكون بدون اسناد من الطيران والدبابات وغير ذلك من وسائل الاسناد.
ومن جانب آخر اذا اراد جيش الاحتلال الاسرائيلي القتال في غزة السفلى “تحت الارض” فهو يحتاج الى 100000 جندي احتياطي اضافة لجنوده الحاليين ,وعلى واقع الارض وبعيدا عن الاعلام الذي ادعى باستدعاء 40000 جندي احتياطي فالاكيد ان جيش الاحتلال لم يستدعي حتى اللحظة سوى 15000 جندي احتياط فقط وهم لا يكفون للمواجهة في “الغزتين” تحت الارض وفوق الارض.
وبالاشارة الى السيناريو القادم اكد اللواء عريقات لـ”دنيا الوطن” ان شكل الاجتياح البري القادم لن يكون سوى “قشرة” أي على الاطراف دون الدخول الى مراكز المدينة ,مشيرا الى ان ما حصل اثناء طلب الاحتلال الاسرائيلي اليوم من سكان مناطق شرق خانيونس عبسان وخزاعة باخلاء المناطق الحدودية والذهاب الى مركز المدينة واصفا اياه بالاسلوب “التطبيلي” من اجل استنزاف قوات المقاومة الفلسطينية وقد تكون المواجهة من جهة اخرى كالمثلث الشمالي “بيت حانون والعطاطرة وبيت لاهيا ومعبر ايرز” ,منوها الى ان اسرائيل تعتقد ان تلك المناطق هي التي يخرج منها الصواريخ سواء منطقة الشمال او الجنوب وفي المقابل تتحدث اسرائيل عن ضرورة وقف اطلاق صواريخ المقاومة.
واعتقد عريقات ان هذه الخروقات ربما تكون في الايام القادمة ,مشيرا الى انها اختراقات محدودة وغير ثابتة.
وعن ميزان القوة في المواجهة البرية نوه الكاتب والمحلل العسكري اللواء د واصف عريقات لـ”دنيا الوطن” الى ان الاجتياح البري من صالح المقاومة الفلسطينية وليس في صالح جيش الاحتلال الاسرائيلي ,مؤكدا ان الالتحام سيكون مباشر مع تكافوء في نوعية السلاح بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال الاسرائيلي .
واشار الى ان نفسية الجندي الاسرائيلي يعلم تماما انه قادم الى ارض المعركة وهو في حالة قلق وارباك شديد من انه سيكون “شاليط” آخر او ان يقتل.
وحول حتمية المعركة وصبها في صالح المقاوم الفلسطيني اكد عريقات ان المقاوم الفلسطيني يمتاز بمعرفة طبيعة المنطقة الجغرافية كونه جزء من النسيج الاجتماعي الفلسطيني الذي سيشكل له حاضنة ,في المقابل الجندي الاسرائيلي يخشى من جهة على نفسه ان يوقع في الاسر “شاليط” آخر وقلقه الاخر على عائلته التي تنزف تحت رحمة صواريخ المقاومة الفلسطينية التي طالت كل المدن الاسرائيلية في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
اللواء عبدالاله الاتيرة عضو المجلس الوطني الفلسطيني ومن قيادات الثورة الفلسطينية اوضح في تعليقه على ما يحدث لدنيا الوطن :”التصريحات الاسرائيلية والتهديدات باجتياح غزة هي جزء من الحرب النفسية ويمكن اعتباره خرقا سياسيا وعجزا عسكريا”.
الاتيرة أكد في حديثه ان الداخل الاسرائيلي لن يتحمّل الخسائر التي سيتلقاها جيشه في غزة مؤكداً :”معنى دخول غزة بريا ان تدخل في عش الدبابير ومستنقع صعب الخروج منه”.
واوضح الاتيرة انه مهما كانت انواع القوات التي تحاول اسرائيل اعدادها لدخول غزة -مشاة – محمولة-برية-سلاح الدبابات ..الخ , فإن هناك في غزة انفاق واصغر طفل يحفظ تضاريس القطاع فما بالكم بالمقاومة”.
وعن سيناريوهات الدخول برياً أكد الاتيرة ان اسرائيل تريد “انتصارا” ولو كان كاذباً وتوقع ان تقوم بعمليات توغل على الحدود الشرقية لا تزيد عن 2 كيلو متر وبامكان اسرائيل عمل “جيب أو جيبين” فقط في القطاع , مؤكداً أنه من المتوقع ان تقوم اسرائيل بتقطيع اوصال القطاع فيما لو قررت الدخول لتلك المسافات في الحدود مع غزة”.
واعتبر الاتيرة انّ كثافة النيران من المقاومة في الايام الاولى للحرب كانت هي “مفاجأة الحرب”.
الجدير بالذكر ان القيادة الاسرائيلية هددت مؤخرا باجتياح بري وكامل للمحافظات الفلسطينية في قطاع غزة ادعاءا منها في محاولة للقضاء على البنية الاساسية للمقاومة الفلسطينية.