لاحظ البطريرك الماروني بشارة الراعي العائد من الفاتيكان، أن الشروع بالحوار بين المستقبل وحزب الله يعني بداية الخروج من النفق الأسود، وقال إن أبواب بكركي مفتوحة لكل راغب. وعشية الإطلالة التلفزيونية المرتقبة للرئيس سعد الحريري مساء اليوم أكدت مصادر في تيار المستقبل لـ «الأنباء» على أن انتخاب رئيس الجمهورية سيكون المنطلق لأي حوار مع حزب الله. وتوقعت مصادر أن يؤكد الرئيس الحريري على هذه النقطة، ويقول النائب رياض رحال، عضو كتلة المستقبل، المهم أن تكون أولوية المتحاورين انتخاب الرئيس، بمعزل عن الظروف والاعتبارات، وطالب بتعهد هؤلاء بعدم المقاطعة. وتوقف نائب عكار أمام ما وصفه بحديث أحد مسؤولي حزب الله عن معجزة على باب الرابية تمثلت في إعلان تلاحم حزب الله مع التيار الوطني الحر، بحيث باتا جسما واحدا برأسين وقال رحال: صحيح انهم جسم واحد برأسين، انما رأس يقرر وآخر ينفذ بالمقاطعة! المصادر توقعت أن يرسم الحريري خريطة طريق للمرحلة، وان يقتصر الحوار مع حزب الله على منع انزلاق لبنان الى أتون الحرب في المنطقة، فيما يمكن ان تبقى المسائل الخلافية، حول رئاسة الجمهورية، والتورط في سورية عالقة. نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، وهو قريب من تيار المستقبل اكد أهمية الحوار لكنه شدد على أهمية معرفة المواضيع التي سيصار الى بحثها بين تيار المستقبل وحزب الله وأوضح أن هذا الحوار يجب ان يوصل الى نتيجة في حال حصل التنازل من الجانبين، مشيرا الى ان نقاط الخلاف الأساسية تتعلق بالاستحقاق الرئاسي والقتال في سورية والاستراتيجية الدفاعية وغيرها من القضايا التي ترضى بنقلها على الساحة الداخلية، مشددا على ان الحوار يجب ألا يكون مشروطا وان تتم مناقشة كل الأمور، مع التركيز على الأمور الأساسية أما اذا أراد حزب الله ان يضعها خارج البحث فأنا لست مع الحوار والعوض لسلامتكم. وقال مكاري البعض يعتقد أن المدخل للحوار مع الحزب هو في ان يبادر الأخير الى تسليم قتلة الرئيس رفيق الحريري الى المحكمة الدولية. وتوقعت مصادر نيابية أن يكون على جدول أعمال الحوار بنود أساسية، كالحفاظ على الاستقرار القائم، والتفاهم على الملفات الداخلية غير المرتبطة بالخلافات السياسية ومقاربة قانون الانتخابات وحول الرئيس المقبل للجمهورية والآلية المتبعة للإنفاق عليه، وحول ما بعد انتخاب الرئيس لجهة تأليف حكومة جديدة قد تكون برئاسة الحريري شخصيا.
في غضون ذلك، مصادر سياسية واسعة الاطلاع ومواكبة لمشروع الحوار المرتقب بين المستقبل وحزب الله تلخص الأجواء وخارطة المواقف والتوجهات في النقاط التالية: 1 ـ الرئيس نبيه بري هو مصدر التفاؤل المحيط بهذا الحوار حتى قبل أن يبدأ، وهو الذي عمل على ضخ الأجواء المشجعة والمحفزة للحوار الذي يراهن عليه وينتظره بفارغ الصبر لفتح الباب أمام انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ولكن موقف بري «محير» وهو يروج لحالة تفاؤلية غير مفهومة، والقوى السياسية لا تعرف المعطيات التي يملكها وتدعوه الى الرهان بقوة على الحوار بين المستقبل وحزب الله. 2 ـ حزب الله مستعد للحوار ولكن على أساس جدول أعمال لا تدرج فيه بنود ثلاثة: مسألة قتاله في سورية، مسألة سلاحه في الداخل اللبناني، موضوع رئاسة الجمهورية بعدما أعلن الحزب وقوفه الى جانب حليفه العماد عون ولا يستطيع التخلي عنه طالما هو لا ينسحب من السباق. 3 ـ تيار المستقبل مستعد لوضع الأزمة السورية وقتال حزب الله في سورية جانبا، خصوصا ان من أهداف الحوار إقامة فك ارتباط بين الأزمة السورية والوضع اللبناني، ومدرك أن ليس هذا أوان البحث في سلاح حزب الله خصوصا انه يدخل ضمن الإستراتيجية الدفاعية التي تبحث في إطار حوار وطني.. ولكن يصعب على «المستقبل» أن يسحب من الحوار عصبه السياسي المتمثل بمعالجة الشغور في مركز رئاسة الجمهورية وإلا يصبح الحوار فارغا من مضمونه الأساسي.. ويرى تيار المستقبل أنه مقابل التقديمات الأمنية والقرارات الصعبة التي اتخذها بتوفير تغطية للجيش اللبناني في عملياته العسكرية والأمنية، تترتب على حزب الله تقديمات وتنازلات سياسية، وتحديدا في موضوع رئاسة الجمهورية لكسر حدة الأزمة وتطبيع الوضع. 4 ـ يسود في تيار المستقبل رأيان وتوجهان بالنسبة للحوار مع حزب الله: الرأي الأول يغلب عليه التحفظ والحذر لأن هذا الحوار ينعقد من دون ضمانات مسبقة ويكتنفه الغموض في جدول أعماله، ومن أين يبدأ وما هو سقفه الزمني، وماذا عن احتمالات الفشل والدوران في الحلقة المفرغة.. كما يعتبر أصحاب هذا الرأي أن المنطقة تجتاز مرحلة انتقالية رمادية وليس هذا وقت إنتاج تسويات في لبنان، كما أن حزب الله هو المستفيد من الحوار حتى لو كان حوارا للحوار وحوارا للصورة، فيما سيكون على تيار المستقبل أن يقدم تنازلات ليس أقلها إهمال تطورات المحكمة الدولية وعدم استثمار الشهادات السياسية وتجاهل الموقف السعودي من حزب الله وتجاوز موقفه من الحرب السورية ودور حزب الله العسكري فيها.. ويخلص هذا الرأي الى وضع شرط البحث في موضوع رئاسة الجمهورية للخوض في الحوار وإلا تأجيله الى ما بعد انتخاب رئيس الجمهورية والاكتفاء بالحوار الدائر على طاولة مجلس الوزراء… أما الرأي الثاني، فإنه يرى في هذا الحوار أهمية وضرورة لتحقيق الفصل بين الوضع في لبنان والأزمات الإقليمية ولتحصين الوضع الأمني واستباق مرحلة صعبة مقبلة على المنطقة ولها ارتدادات على لبنان، إضافة الى أن إعادة التوازن الى الحكم والدولة تتطلب ملء الفراغ الرئاسي، وهذا ما ليس ممكنا من دون التفاهم مع حزب الله. 5 ـ في المستقبل آراء متعددة ولكن ليست فيه محاور ومراكز قوى، والقرار في يد الرئيس سعد الحريري الذي أعد لإطلالة تلفزيونية خاصة اليوم أحيطت بهالة إعلامية وسياسية، وسيحدد فيها موقفه من الحوار مع حزب الله. وهذا الموقف كما علم من أوساط قريبة منه سيكون موقفا إيجابيا ويعكس جهوزية واستعدادا للحوار، ولكن الإيجابية ليست مطلقة وإنما ستكون حذرة ومربوطة بتساؤلات حول الضمانات والآليات والأولويات، ومنها رئاسة الجمهورية وقانون الانتخابات الجديد. لا يمكن للحريري أن يرفض الحوار واليد الممدودة وأن يبقي الكرة في ملعبه، ولكنه سيقولها على طريقة «نعم… ولكن». 6 ـ الحوار بمجرد حصوله سيكون عامل انفراج سياسي ونفسي، وسيكون إيذانا بنقل العلاقة من مرحلة ربط النزاع في إطار الحكومة، إلى مرحلة التفاهمات السياسية في حدها الأدنى، ومن مرحلة تنظيم الخلاف الى مرحلة تنظيم التعايش الذي سيمتد لسنتين و7 أشهر وما يقتضيه من تفاهم على دور وعمل الحكومة والمجلس والملفات والخطط الأمنية إذا قدر للملف الرئاسي أن يظل خارج الحوار ولرئاسة الجمهورية أن تظل شاغرة حتى إشعار آخر. |
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...