«الامتار» الاخيرة في «الترسيم»
في هذا الوقت، دخل ملف «الترسيم» امتاره الاخيرة في ظل محاولة الجانب الاميركي- الاسرائيلي نقل الضغط الى الجانب اللبناني عبر «ادعاء» استعجال التوصل الى اتفاق قبل نهاية شهر ايلول، وسط الحاح للحصول على الاجوبة اللبنانية حول الخط الازرق البحري بينما يريد لبنان في المقابل ضمانات بعدم تأثير ذلك مستقبلا على «الترسيم» في البر. ووفقا للمعلومات يفترض ان تتبلور كل هذه الامور الاسبوع المقبل على ابعد تقدير حيث يفترض عودة هوكشتاين الى المنطقة نهاية الجاري او مطلع تشرين الاول، اذا كانت الامور قد وصلت الى خواتيمها السعيدة، حيث تنحصر التسوية الان باقرار متبادل حول حقلي «قانا» وكاريش» ضمن الخط 23 المتعرج، وفيما تسعى اسرائيل ( الكيان المؤقت )لحفظ «ماء وجهها» من خلال ادعاء الحصول على ضمانات لخطها البحري واخراج حزب الله من معادلة التهديد، فان بعض السياسيين اللبنانيين يعيشون في «زمن آخر» وسط عملية تشكيك جديدة مصدرها بعبدا بنوايا «عين التينة» «المشبوهة»، حسب تعبير زوار «القصر».
عون يتهم بري؟
وفي هذا السياق، نقل زوار رئيس الجمهورية ميشال عون كلاما تشكيكيا في نوايا البعض من مسألة الترسيم، لافتا الى انه يخشى وجود اطراف لبنانية تعمل على «المراوغة» مع الاميركيين في سعي واضح منها لحرمانه من اي «انتصار» يمكن ان يحققه قبل نهاية عهده. ووفقا لتلك الاوساط، يشعر الرئيس عون بان رئيس مجلس النواب نبيه بري يلاحقه حتى آخر دقيقة من ولايته تحت «شعار» «الله لا يخليني اذا رح خلي يشتغل».. وهو في هذا السياق، يستغرب عون طرح بري امام هوكشتاين العودة الى التفاوض غير المباشر في الناقورة. وهو يرى في ذلك مجرد تضييع للوقت الى حين انتهاء العهد. وهو يقول» الاتفاق كان ان العودة للناقورة فقط للتوقيع على الاتفاق وليس اعادة التفاوض لكن للأسف يبدو ان هوكشتاين ومن ورائه الرئيس بايدن احرص من بعض اللبنانيين على الانتهاء من هذا الملف قبل تنفيذ العدو الصهيوني تهديداته بالبدء باستخراج الغاز من منصة كاريش مطلع الشهر المقبل». وفي هذا السياق، علم ان الاميركيين ابلغوا الجانب اللبناني رفضهم الفكرة وتمسكوا بضرورة استمرار التفاوض وفق الآلية الحالية.
لبنان يريد ضمانات برية؟
وفي هذا السياق، تشير اوساط مطلعة الى ان الجانب اللبناني يريد ضمانات اميركية بان لا يؤثر «الخط الازرق» البحري على ترسيم الحدود البرية فيما بعد. فبعد ان انتهى الجيش اللبناني من وضع ملاحظاته على الاحداثيات التي سلمها «الوسيط» الاميركي الى المسؤولين اللبنانيين تبين ان خط «مسار العوامات» الاسرائيلية التي لا يقربها لبنان اصلا يمتد من النقطة 31 ويمتد نحو 6 كيلومترات في البحر ثم ينحني جنوباً ليتطابق مع الخط 23. ويقتطع الخط نحو أربعة كيلومترات مربعة من مساحة الخط 23 أقرب ما تكون إلى «منطقة امنية اسرائيلية عازلة»، بذريعة توفير شروط أمنية. لكن ما لفت اليه التقرير العسكري وجود «شبهة» واضحة لجهة اخراج بعض النقاط الاساسية من السيادة اللبنانية «كنفق الناقورة» وهو امر قد يؤثر لاحقا على ترسيم الحدود البرية. ولهذا سيطالب لبنان هوكشتاين باقرار اسرائيلي بعدم المس باي نقاط قد تؤدي الى خسائر لبنانية في البر،وهو امر دقيق ولا يمكن السماح للاسرائيليين بالتلاعب به.
الديار