سيناريوات عدة طرحت وستطرح للقضاء على تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام_ داعش”، الا أن لا خطة محكمة حتى هذه الساعة قادرة على شلّ هذا التنظيم الارهابي. ولا يعني الأمر ان غارات التحالف في العراق وسوريا لم تضعف من قدرات وحركة هذا التنظيم على الارض وتفرمل تقدمه في اتجاه بغداد واربيل وتمنعه من توسيع انتشاره في سوريا خصوصا بعد صمود قوات “الدفاع الشعبي” في كوباني، على رغم تأخرها. ويبدو وفق المعطيات الميدانية على الارض ان القضاء على “داعش” في العراق سيكون اسهل من القضاء عليه في سوريا، وذلك لوجود تكامل وتنسيق بين الغارات الجوية وتحرك القوات العراقية التي تقاتل على الارض ضد “داعش”، لكن الحال ليست نفسها في سوريا اذ ليس هناك شريك حقيقي للتحالف في ضرب التنظيم الارهابي ولا تنسيق كاملاً مع جهة يثق بها كما هي الحال في كوباني، وهذا ما أكده أكثر من مسؤول أميركي في الأيام الماضية.
“داعش” سوريا اقوى
يقول الخبير الامني والعسكري اللواء الركن المتقاعد في الجيش العراقي عبد الكريم خلف لـ”النهار” إن “غارات التحالف، ولو جاءت متأخرة نسبياً، تعطي نتائج جيّدة في العراق بخلاف سوريا، وذلك لسبب رئيس ان الغارات الجوية في العراق تتزامن مع هجمات برية ينفذها الجيش العراقي والحشد الشعبي والعشائر بالتنسيق مع التحالف، فيما هذا التنسيق معدوم في سوريا إذ ليس هناك شريك حقيقي للتحالف على الارض يثق به وينسق معه”. ويعتبر ان “غياب التنسيق بين التحالف وقوات برية على الارض في سوريا سيؤخر من القضاء على “داعش” في سوريا ويسرعه في العراق”.
ضبط الحدود مع سوريا يعوق “داعش”
وعن سيناريو فصل “داعش العراق” عن “داعش سوريا”، استبعد خلف ان يحصل ذلك في المرحلة الحالية وفق المعطيات العسكرية المتوافرة حالياً في العراق وسوريا. وقال: “قبل ان نصل الى مرحلة ضبط الحدود مع سوريا ومنع تحرك “داعش” بحرية بين العراق وسوريا، هناك خطوات ضرورية يجب القيام بها، وهي استعادة تكريت والانبار وبعدها ننتقل الى مسألة ضبط الحدود”. وشدد على ان “ضبط الحدود العراقية – السورية يعوق حركة داعش ويمنعه من نقل موارده بالحرية التي يتنقل فيها الآن، اي انه لن يستطيع نقل عناصره بحرية لاسناد مراكزه الضعيفة”. ويضيف ان “وضع “داعش” حالياً بفضل الغارات الجوية بات ضعيفاً جداً خصوصاً بعد حزيران الفائت”.