تعرب اوساط طرابلسية عن مخاوفها من عودة عقارب الساعة في التبانة ومحيطها الى الوراء، خصوصا مع ما يشاع من دخول عناصر مسلحة الى احياء التبانة مؤخرا، وما تتلقاه من دعم مالي وسياسي، وتساؤلات حول دور هذه المجموعات في المستقبل القريب؟!..
وفي الوقت عينه يسأل اهالي التبانة والقبة وجبل محسن عن مصير الخطة الانمائية والاعمارية التي وعدوا بها يوم بدأت الخطة الامنية في المدينة؟
حين انطلقت الخطة الامنية وكانت مطلبا ملحا لجميع الطرابلسيين الذين تعطشوا للامن والاستقرار بعد جولات العنف السيئة الذكر والتي كادت ان تجعل من المدينة مدينة مهجورة من سكانها الاصليين تقول مصادر طرابلسية، صدر سيل من التصريحات الذي تحدث عن خطة اقتصادية اعمارية متزامنة مع الخطة الامنية وعن احياء المناطق التي شهدت دمارا وخرابا وتعويضات للمتضررين ولعائلات الشهداء والجرحى، لكن كل هذه الوعود يبدو انها اندثرت وبقيت وعودا عرقوبية لم تشهد طرابلس منها الا طلي بعض المنازل باللون الازرق والابيض، رغم انها تحتاج الى ترميم وتأهيل، وهذا ما لم يحصل بعد مرور حوالى الستة اشهر على انتهاء جولات القتال.
عدد كبير من اهالي التبانة وجبل محسن والقبة اعتبروا ان هذه الوعود التي اغدقت عليهم فاقمت من تردي احوالهم الاقتصادية مع تزايد نسبة البطالة وان تطبيق الخطة الامنية حتى الان تشهد خروقات من مجموعات لا تزال فارة من وجه العدالة، ونجحت هذه المجموعات في التمترس في الاحياء الداخلية للمدينة وهي قادرة على خرق الخطة وارباك الامن ساعة تشاء وقد شهدت طرابلس اكثر من حدث في محاولة اشعال فتنة هنا وارباك امني هناك. وتمت السيطرة عليها بالرغم من حساسية المرحلة التي تمر بها المنطقة عموما، لكن لا يعني هذا انه يمكن الركون الى هذا الوضع في ظل ما تشهده الساحة اللبنانية من احداث وتطورات باتت تشكل خطرا على السلم الاهلي برمته بفعل المخطط الداعشي الذي يهدد امن لبنان لتحقيق احلامهم في انشاء امارات داعشية في الاراضي اللبنانية ووجهتهم الشمال حسب ما بات معلوما بعد كشف مخططاتهم.
سكان مناطق التوتر السابقة يعتبرون ان الخطة الاقتصادية توازي بأهميتها الخطة الامنية والتلكؤ في تنفيذ هذه الخطة برأي عدد من فاعليات هذه المناطق انها تؤسس لجولات عنف جديدة نتيجة الاحتقان الشعبي في هذه الاحياء الفقيرة والتي عانت كثيرا جراء الاحداث الامنية. عدا عن انها تترك المجال واسعا امام اغراءات مالية تسد عجز العائلات وبطالة الشباب، فضلا عما تناقلته وسائل اعلامية عن تسلل مجموعات مقاتلة الى التبانة مع كميات من الاسلحة النوعية واغداق اموال على مجموعات متشددة حتى ان احد المصادر لفت «الى ان هذه المجموعات المتحصنة في احياء داخلية تطلب وجبات ساخنة يوميا من مطاعم طرابلس، وهي ذات كلفة لا يستهان بها دليل على ما يعد ويخطط لطرابلس وما تتلقاه هذه المجموعات من دعم معنوي ولوجستي ومالي لا يستهان به، وهي مؤشرات خطيرة لا يجوز اغفالها» حسب رأي هذه المصادر.
وحسب مصادر الاهالي ان على الدولة اللبنانية التي وعدت بخطة اقتصادية اعمارية وانمائية ان تباشر بتنفيذ هذه الخطة وهي بذلك تنجح الى حد بعيد بنزع فتائل تفجير جديد. بل يمكن ان تحبط ما يخطط للمدينة، وما يخيف هذه الفاعليات ان التلكؤ في انجاز هذه الخطة ربما يتعلق بما هو مرتقب من اوضاع امنية تعيد مشهد جولات العنف الى سابق عهدها ولاجل ذلك تتأخر هذه الخطة طالما ان الاوضاع ذاهبة الى الاسوأ.
لذلك لفتت فاعليات طرابلسية الى اهمية تحصين الخطة الامنية بخطة اقتصادية هذا من جهة ومن جهة ثانية ضرورة الحزم في ملاحقة المخلين بالامن وضبط اية محاولة لافتعال فتنة او حدث امني لرفع مستوى الجهوزية ونشر المزيد من الحواجز الامنية وخاصة ضبط الدراجات النارية التي تعتبر برأي الفاعليات ان احدى اهم الوسائل الخطيرة لافتعال ارباك امني او حدث هنا او هناك.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...