من جديد عاد الغموض سيد الموقف في ملف العسكريين الاسرى، وسط المعطيات المتراكمة غير المبشرة، سواء ميدانيا بالنسبة للمسلحين، ام تفاوضا بالنسبة للدولة اللبنانية. فمن خلف هذا الالتباس في التعامل اللبناني مع ملف العسكريين المفتوح على المجهول، وسط علامات التجاذب السياسي الخفي حيال من يدير دفة التفاوض ، تتخذ التطورات وبحسب مصادر متابعة للملف، منحى اكثر خطورة في ظل الاوضاع العسكرية والمواجهات الجارية في القلمون والمخاوف من استهداف «الدولة الاسلامية » المقلب اللبناني، برزت تغريدة رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط التي طالت شظاياها كل الاتجاهات والاطراف.
فبيك المختارة المتوجس من السياسة الحكومية الملغومة والحملات التي طالته ، قرر وبحسب المصادر ادارة ظهره لخلية الازمة ومقرراتها والسير في الخطوط التي فتحها له القطريون عبر الشيخ مصطفى الحجيري باتجاه جرود عرسال ، او عبر خط سري كلف به نائب رئيس بلدية عرسال الذي حاز ثقة الوزير ابو فاعور وتكليفه لزيارة المسلحين وخوض جولة جديدة من المفاوضات، اثمرت له تفويضا من «داعش» للسير في المفاوضات. غير ان المصادر تؤكد ان عوامل عديدة وقفت وراء مواقف جنبلاط النارية خلال الساعات الماضية لعل ابرزها :
– خوف وليد بيك من قيام بعض اصحاب «الرؤوس الحامية » بتنفيذ عملية عسكرية لمحـاولة تحـرير الاسرى.
-القلق المستجد من التطورات الامنية المستجدة على جبهة القلمون نتيجة التناحر القائم بين الفصائل المسلحة.
– الكلام الواضح الذي ادلت به احدى الشخصيات امام بعض الاعلاميين وصفت فيه العسكريون بالخونة وبالتالي وجب «اعدامهم ».
-افشال مسعى الشيخ وسام المصري رغم ان تكليفه من قبل «النصرة» جاء بعد اسبوع من المفاوضات البعيدة عن الاعلام بين الجبهة والدولة اللبنانية.
-الحملة التي تعرض لها الوزير ابو فاعور بعد العرقلة التي طالت مسعاه الناجح والذي كاد ان يؤدي الى الافراج عن عدد من العسكريين.
-رعب بيك المختارة من تداعيات اي تطور سلبي في هذا الملف ، ذلك انه ليس «كل مرة ستسلم الجرة » ، ولن يكون بالامكان الاستمرار في الضغط على الاهالي الى ما شاء الله ، خاصة ان انقساما بدأ يظهر بين الاهالي خلفيته طائفية حزبية كاد يتطور اكثر من مرة الى ما لا تحمد عقباه كما حصل في ضهر البيدر.
-ادراكه ان جهة اقليمية مدعومة من قوى محلية تسعى الى الاستثمار في الملف ودفعه باتجاه سياسي لتسجيل نقاط تحت الضغط من خلال اجبار فريق من اللبنانيين على التعاون مع النظام السوري ما يعني عمليا اعترافا بشرعيته.
-العقدة الشكلية التي وضعها وزير الداخلية لجهة طلبه الحصول على تعهد خطي من الخاطفين بوقف التهديد بالقتل رغم يقينه بان لا قيمة لاي تعهد .
-المعلومات المتوافرة لدى المختارة عن روايات واتصالات ومبادرات اقليمية ومحلية كفيلة في حال انكشافها بتفجير البلد بكامله، خاصة ان هناك مسؤولون لبنانيون رسميون متورطون فيها قد لا يكون من مصلحة احد البحث فيها او اظهارها للراي العام .
– «سخريته» مما يسمونه اوراق قوة تارة بالكلام عن الثلج والبرد والحصار وطورا عن اعتقالات من هنا وتوقيفات من هناك انقلبت في النهاية على اصحابها مكلفة حتى الساعة اربعة شهداء آخرهم علي البزال الذي سقط نتيجة «عنتريات» البعض.
– تبلغه ان المسلحين قسموا الاسرى الى فئات وان الدور في الاعدامات اقترب من الرؤوس الدرزية.
– تبلغه من جهات امنية صور وتقارير عن ممارسات بحق الاسرى وتعذيب يتعرضون له.
-اصرار جهات معنية على منع ايصال ادوية ضرورية الى الجرود لمعالجة الاسرى الجرحى والمرضى ومنهم قد ساءت احواله كثيرا في ظل غياب اي علاج خاصة ان من بينهم من يعاني قصورا في وظائف الكبد.
وبالتالي خوفه من وفاة احد الاسرى والادعاء بذبحه ما قد يفلت الامور من عقالها .
– تهديدات واضحة وصلت الى مسامع المختارة عن عزم عائلات الانتقام في حال اعدام اولادها من طوائف معينة خاصة في الجبل ما يضع السلم الاهلي بكامله على المحك (بالتحديد من عائلات سنية وشيعية).
-ادارة الدولة السيئة للملف في ظل طغيان المصالح الخاصة لبعض الجهات على عمل خلية الازمة والتقصير المقصود من قبل المعني الاول بالتفاوض الذي يبرر فشله برمي الكرة في ملعب الآخرين رغم الصلاحيات المطلقة التي اعطيت له .
-ادراكه لعدم وجود اتفاق وتوافق على مبدأ التفاوض والمقايضة هو الذي قام بجولات مكوكية شكل ملف الاسرى نقطة وحيدة على جدول اعمالها بين الرابية والحارة.
-غياب التنسيق والتعاون بين الاجهزة الامنية التي بدات تضع العصي في دواليب بعضها البعض وعرقلة عمل بعضها البعض.
– الدخول السوري الملغوم على خط الملف من خلال ما كشفه اللواء جميل السيد عن لسان الرئيس الاسد والذي من الواضح انه رسالة موجهة الى الخارج وليس الى الداخل ، والصدفة التي رافقت الاعلان وتزامنت مع اطلاق «داعش» حملته التطهيرية ضد «السوري الحر».
تعقيدات زادت تعقيدا تضيف المصادر، مع نقل «الموفدين » امتعاض «جبهة النصرة» من نشر شريط الفيديو الذي طلبت من الشيخ المصري تسليمه الى الجهات المعنية ، ليتبين لاحقا بحسب التحقيقات ان احد الامنيين «باع » الشريط الى مؤسسة اعلامية، كما اظهرت التحقيقات هوية الشخص الظاهر في الشريط متحدثا بالفرنسية وهو ذكرت معلومات مخابراتية لصحيفة «أبو بلقيس »، معروف بتطرفه، يحمل الجنسية الفرنسية، كما ذكرت المعلومات أنّ «أبا الوليد المقدسي » ، يرجح أن يكون الشيخ مجد الدين الذي كان يشغل موقع الأمير الشرعي «لجبهة النصرة» في القنيطرة، قبل أن ينضم إلى «داعش»، وهو تصادمي، وكان يعرف «بأبو الوليد الصومالي »
يجمع المتابعون على ان مواقف «البيك » الاخيرة من اشادته بـ «النصرة» وصولا الى اصراره على خطوط الوزير ابو فاعور التفاوضيـة ، اضحـت مكـشوفة الاهداف ، حتى مقايضته لنشريع زراعة الحشيـشة، ابعـاد شبـح الاعدام عن الاسـرى الـدروز او اقله تأجـيله الى اجل غير مسمى قد يخلق الله خلاله ما ليس معلوما.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...