سجل في الايام الاخيرة تقدم ملحوظ للمعارضة السورية باتجاه العاصمة دمشق في ظل نقاشات حامية داخل الحلقة الضيقة لبشار الاسد وفي ظل تحركات دولية وقرارات أميركية بتسليح المعارضة السورية المعتدلة.
فبعد سنوات على بدء الثورة السورية ضد بشار الاسد، عاد الكلام عن معركة دمشق التي كانت محيدة نسبيا خلال السنوات الماضية.
أسباب كثيرة وراء هذه المعركة أهمها توّحد الكتائب المعارضة تحت لواء الجيش الحر بعد ان سرقت التنظيمات الاسلامية المتطرفة الضوء وباتت هي التنظيمات الاكثر شهرة ونفوذا في سوريا.
أما السبب الثاني فهو المعلومات التي نشرتها وسائل الاعلام عن خلافات بدأت تظهر للعلن بين بشار الاسد وحاشيته، وفي هذا السياق يأتي خبر إعفاء بشار الاسد حافظ مخلوف من مهامه كرئيس للقسم 40.
وبالنسبة للعارفين بطبيعة هذا النظام، فلا يمكن التعامل مع حافظ مخلوف كأي ضابط آخر عامل في صفوف الجيش السوي، فالمخلوف واحد من أفراد المافيا الحاكمة، وهو من أوائل المُتحمسين لاستخدام الخيار العسكري في قمع الاحتجاجات.
جملة قرارات وتطورات أسفرت عن تقدم نوعي في العمليات العسكرية للمعارضة السورية التي تمكنت من الوصول إلى قلب دمشق وتحديدا حي الزاهرة، كما تقدمت المعارضة في الدخانية المحاذية لجسر المتحلق الجنوبي وجرمانا، ما يعني نهاية الهدوء في العاصمة دمشق.
ويبدو ان الهدوء انتهى أيضا في المناطق ذات الاكثرية العلوية المؤيدة لبشارالاسد فقد أعلن ناشطون ضد النظام السوري من أبناء الطائفة العلوية في منطقة الساحل، عن بدء حملة بعنوان “صرخة”، للتعبير عن حالة الغضب بين أبناء المنطقة نتيجة ارتفاع عدد القتلى في صفوف أبنائهم في الجيش السوري.
ورفعت “بوسترات ” كُتب عليه “الكرسي إلك والموت لولادنا”.علما انها ليست الحملة الاولى التي تشهدها المناطق العلوية ضد الرئيس السوري كحملة وينن وغيرها.
كل ذلك ترافق مع نقاشات حادة بين قيادات الطائفة العلوية عن صوابية الخيارات التي اتخذها النظام وهروب عدد كبير من هذه القيادات من المسؤولية عما الت اليه الامور.
هذا وتنتشر معلومات عن انهيارات في صفوف الجيش السوري علما ان مقاتلي حزب الله الذين يقاتلون الى جانب النظام يؤكدون ان عناصر الجيش السوري لا يستبسلون في القتال وان من يخوض المعارك فعليا هو الحزب.
المستقبل