منذ مدة تعمل فصائل المعارضة السورية في القلمون وتحديدا تنظيمي داعش والنصرة على اعداد خطط للقيام بعملية واسعة في منطقة القلمون للسيطرة مجددا عليها.
معلومات استخباراتية غربية ترصد تحركات المسلحين وطرق الامداد التي تصلهم وتتقاطع مع رصد الجيش السوري وقوات حزب الله المنتشرة على طول الخط المواجه لمنطقة القلمون على الضفة اللبنانية.
وفي معلومات امنية خاصة لموقع الكلمة اونلاين فان مستوى التنسيق بين داعش والنصرة بلغ ذروته الى حد ان المجموعتين اتفقتا على تشكيل مجلس قيادة مشتركة بهدف تحرير القلمون القصير وبعلبك بعد مبايعة ابو علي الشيشاني لداعش والاتفاق على ابقاء عرسال وجرودها تحت قيادة النصرة.
هذه المعلومات عززتها الاشتباكات الدائرة في جرود فليطة بين تنظيم داعش وفصائل الجيش الحر بعد انذار التنظيم فصائل الحر لمبايعته واعطاء مهلة ثماني واربعين ساعة للموافقة قبل قيام داعش بهجوم مضاد تستعيد المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر.
هذه التطورات والمعلومات تلقفها الجيش اللبناني وبدأ التعامل معها بجدية بحسب المصادر الامنية حيث عززت الوحدات العسكرية من تواجدها في جرود رأس بعلبك وعرسال واستقدمت اسلحة متطورة وذلك على ضوء التشكيلات العسكرية التي شهدها اللواء الثامن والفوج البري المرابض على السلسلة الشرقية.
الخارطة الميدانية للمعارك:
قبل اكثر من سنة تمكن الجيش السوري من تحرير اكثر من ثمانين في المئة من منطقة القلمون تاركا بعض الجيوب والمناطق بيد المعارضة السورية ويشير الخبراء العسكريون الى ان المعارضة هزمت في النبك ودير عطيه وانسحبت باتجاه الجنوب حيث توقفت عند منطقة الزبداني واستقرت في اودية ومناطق كرنكوس ومزارع ريما وعسال الورد وامنت دعما لوجستيا مع الداخل السوري.
بالتزامن مع تلك الاشتباكات انسحب اكثر من 3000 عنصر الى جرود عرسال حيث كانت الحدود مع سوريا في تلك الفترة مفتوحة واتخذوا من الجرود ملاذا لهم واقاموا معسكرات تدريبية تتصل ببلدة عرسال.
وبعد فترة قاموا بالهجوم الفاشل على الجيش في محاولة للسيطرة على عرسال البلدة ويومها دارت معركة عرسال وخُطف الجنود وتمكن الجيش من تطويق المسلحين في الجرود.
ويؤكد الخبراء انه اذا ما كانت المعلومات عن هجوم موسع في القلمون صحيحا فان هؤلاء المقاتلين في جرود عرسال سينسحبون حكما من المنطقة ليلتحقوا برفاقهم على الجبهة.
حرب القلمون سيف ذو حدين بالنسبة للبنان:
واذا ما حددت الجماعات المسلحة ساعة الصفر وقررت الانطلاق بعمل هجومي موسع في القلمون فسيكون لهذا الامر انعكاس كبير على لبنان وهو سيكون سيف ذو حدين:
فمن الناحية الايجابية ستريح المعركة الجبهة في جرود عرسال حيث يعمد المسلحون بشكل دوري بالقيام بعمليات لخرق الحصار المفروض عليهم من قبل الجيش اللبناني وسيتمكن الجيش من التقدم من دون ان يكلفه ذلك عملية عسكرية موسعة.
اما الناحية السلبية فتكمن فيما اذا تمكن هؤلاء من السيطرة الكاملة على منطقة رنكوس عسال الورد ومحيطها وصولا الى بلدة الطفيل اللبنانية فهنا بحسب الخبراء تكون الخشية مجددا من ان تتحول المنطقة الى ممر للسيارات المفخخة ومرتعا يصدرها الى الداخل اللبناني الذي تنفس الصعداء بعد توقف مسلسل التفجيرات.
انعكاس العملية على مصير العسكريين المخطوفين:
العملية لها تأثيرها ايضا على العسكريين المخطوفين الذين سينتقلون حكما مع المجموعات المسلحة في الجرود اذا ما قررت الانتقال الى جبهات القتال، ومن هنا فان عامل الوقت ضروري جدا لحل هذا الملف من قبل الحكومة عبر تسريع وتيرة التفاوض خصوصا وان الدولة تملك اوراق قوة كثيرة فعائلات المقاتلين بغالبيتهم موجودين في عرسال ولن يتركوهم بعيدين نظرا للحاجات اللوجستية وغيرها التي توفرها العائلات.
على الدولة تلقف المعلومة الاستخباراتية وان تقوم بمراقبتها الحدود وتحرك المسلحين والضغط على هذه المجموعات لتسليم العسكريين لأنهم سيكونون عبئا في المعارك.
في كل الاحوال الايام المقبلة ستكون كفيلة لمعرفة الخطوط العريضة واستراتيجية المقاتلين الجديدة في حرب الاستنزاف الدائرة في القلمون.