لماذا يجلد لبنان نفسه بنفسه ويتذرع باحترام القرارات الدولية في قضية الهبة العسكرية الايرانية للجيش اللبناني، بينما دول اخرى مثل العراق تقبل هكذا هبات بلا تردد؟ ومن قال ان العصا الدولية بانتظار لبنان لتنهال عليه اذا وافق على الهبة غير المشروطة والملحة جدا لمواجهة الخطر الارهابي؟
ربما ليس المهم الحديث عن قيمة الهبة الايرانية، لأنها اساسا جزء من عرض مفتوح منذ سنوات ويتجدد مع زيارة كل مسؤول لبناني الى طهران او زيارة مسؤول ايراني الى بيروت، وهي مقدمة لهبات أخرى كانت أعلنت عنها إيران.. انما المهم هو مطابقتها للحاجة اللبنانية الملحّة للسلاح والذخائر بلا اي مقابل مادي او معنوي لتعزيز قدرات الجيش اللبناني.
زيارة نائب رئيس الحكومة سمير مقبل الى ايران كان هدفها الإطلاع على امكانيات وقدرات ايران في مجالات الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، وللتأكد ان كل الاسلحة والذخائر التي ابدت ايران جهوزية مطلقة لتسليمها الى لبنان كلها صناعة ايرانية مئة في المئة وليس من ضمنها اي نوع مستورد قد يتعارض مع هبات اخرى ويعرضها لعراقيل وإشكاليات.
دُهش مقبل خلال زيارته مصنع الدبابات بحجم الخبرات والقدرات الايرانية، علما ان ما اطلع عليه هو جزء من قدرات ايران وليس كل قدراتها، لان هدف المضيف الايراني كان اعطاء صورة عن حجم قدرات ايران وجديتها في تقديم الهبة للحكومة اللبنانية.
ويشير معنيون بملف الهبة إلى أنه «تم التفاهم خلال المحادثات بين الجانبين اللبناني والايراني على امكانية ان يستلم لبنان هذا الجزء من الهبة مع امكانية للبحث في الأجزاء الأخرى، اذ لدى ايران قدرات متقدمة في صناعة الطوافات وعلى استعداد لتزويد لبنان بها، ولديها امكانيات وخبرات كبرى في مجالات صيانة واصلاح الطوافات والدبابات والمدرعات وتجهيزها وصولا الى الطائرات الحربية والنوع الجديد من الطائرات من دون طيار».
ويؤكد هؤلاء ان «الهبة من دون سقف مالي لجهة:
ـــ جهوزية العرض الايراني، وبعد موافقة الحكومة اللبنانية على هذا الجزء من الهبة بثلاث ساعات تكون الطائرات الايرانية قد حطت في مطار بيروت ناقلة الاسلحة والذخائر والمعدات.
ـــ الهبات الاخرى ربطت بعقود وتواقيع وجداول زمنية، بينما الهبة الايرانية تستجيب فورا للحاجة الملحة للحكومة اللبنانية من السلاح.
ـــ ليس المهم تحديد القيمة المادية للهبة الإيرانية، انما المهم هو انها موجودة في الوقت الذي يحتاج فيه الجيش اللبناني الى المؤازرة والدعم.
ـــ هناك بعض الأطراف غير الحريصة على استقرار لبنان وضعت عراقيل امام استلام الحكومة اللبنانية للهبة، متذرعة بالقرارات الدولية، وهذا الربط ساقط».
ويقول المعنيون إن «سقوط الذرائع واضح، لأن العرض الإيراني يأتي بالتزامن مع تقديم إيران العرض ذاته الى العراق، حيث سارعت الحكومة العراقية إلى الموافقة الفورية على المساعدة الايرانية مقدمة مصلحتها على اي اعتبار آخر، ولو تصرّفت بطريقة مشابهة للبنان لكانت بغداد سقطت بأيدي الإرهابيين».
ويعتبر هؤلاء المعنيون انه «للاسف الشديد، نحن نعلم ان الجيش اللبناني يحارب باللحم الحي بسبب ضعف امكانياته التسليحية، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض الاطراف ما زالت تعير أذنا لبعض القرارات الدولية على حساب مصلحة الوطن، وطالما كل الفرقاء يعلنون انهم يريدون الاستقرار والامن والحفاظ على السلم الاهلي في لبنان، وفي موازاة ذلك هناك تحدي الارهاب القائم، فماذا ينتظر الفرقاء او بعضهم لكي يمارسوا حقهم السيادي في قبول الهبة الايرانية واي هبة مماثلة غير مشروطة؟ واي ضوء اخضر ينتظرون ان يأتي ومن اين؟ ولماذا لا يتمثّلون بطريقة تعاطي الحكومة العراقية؟».
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...