خلال متابعات صدى العرب للآراء المختلفة المنتشرة عبر المواقع الالكترونية، لفت انتباهنا هذا المقال في ايلاف، ليس لأنه يهاجم حزب الله انما رأينا من وراء الاكم الابواق الصفراء التي تريد ان تعكر على المقاومة الفلسطينية ممثلة بحركة حماس هنا وتقارنها بسلبية مع حزب الله بهدف النيل منها.
اننا في صدى العرب نعرض هذا المقال ونؤكد بأن الشعوب العربية لا يمكن الا ان تقف قلباً واحداً مع المقاومات المختلفة لهذا العدو الصهيوني المتغطرس الذي يتبين يوماً بعد آخر عن مدى همجيته وبربريته ومهما كتب البعض ومهما تآمر الزمن الا ان عدونا واحد وأبداً يبقى… إسرائيل الكيان الغاصب
ما وجه الشبه بين “حماس” و”حزب الله” ؟ السؤال يُطرح في مجالس السياسيين في بيروت خلال مناقشات للموقف من أحداث غزة تدور حتى ضمن كل فريق. لا خلاف على تأييد الشعب الفلسطيني، فالجميع يقولون الكلمات نفسها تقريبًا في هذا الموضوع. “تيار المستقبل” يقوم بنشاطات ويوزع بيانات بهذا المعنى مثله مثل “حزب الله”. إنما تختلف الصورة تماماً عند دخول التفاصيل حيث تكمن الشياطين.
إلا أن شقة التباعد تصل إلى أقصى مدى عند المقارنة بين ما تفعله “حماس” في غزة منذ أيام، وما أقدم عليه “حزب الله” في مثل هذه الايام بافتتاحه حرب تموز (يوليو) 2006 .
في الشأن الغزاوي، يصرّ الفريق المتضامن مع الشعب الفلسطيني والمخاصم لسياسة إيران في المنطقة على تبني وجهة نظر السلطة الفلسطينية . يرون شبهاً بين منطق “حماس” ومنطق “حزب الله” الذي يزعم أنه يدافع عن السيادة والأرض وعلى المواطنين الآخرين الإنصراف إلى شؤونهم وتدبيرها وإقامة المهرجانات الفنية إذا أرادوا، ليقول الحزب ضمناً إن من يدافع عن الأرض هو الذي يجب أن يحكم البلاد، وهو يتصرف عملياً على هذا الأساس. لكن ما حصل أن تمسكه بالقرار الدولي 1701 الذي أنقذه سنة 2006 رغم محاولته تفريغه من مضمونه في تعامله مع القوة الدولية (“اليونيفيل”) حوّل هذا الحزب إلى مجرد حرس للحدود مع إسرائيل فيما هو غارق حتى أذنيه في المذبحة الدائرة في سوريا.
وضع القرار الدولي 1701 جنوب لبنان تحت مظلة الشرعية الدولية . يريد خصوم “حزب الله” توسيع مظلة هذه الشرعية لتغطي حدود لبنان كلها ، من أقصى نقطة في الجنوب إلى أقصاها في الشمال مروراً بالشرق بما يمنع دخول مسلحي “الحزب” إلى سوريا وخروجهم منها علناً بأسلحتهم الثقيلة والخفيفة، وبما يحول كذلك دون تنقل المسلحين من المعارضة السورية، أفراداً وجماعات على الحدود بين البلدين، وأيضاً اعتداءات دوريات النظام السوري وسلاحه الجوي الذي يشن غارات في شكل شبه يومي على مواقع داخل الأراضي اللبنانية.
هذا التعويل على الشرعية الدولية والعربية يشكل نقطة خلاف مع “حزب الله”، وكذلك مع “حماس” التي تتبع نهج الحزب، لا بل يمكن القول إن الحزب هو مثالها الأعلى حتى في الشكل. لا أحد ينسى أن إيران هي التي تولّت تدريب مسلحي “حماس” والجماعات الإسلامية القريبة منها. في عرضهم لتاريخ العلاقة والموقف من هذه الحركة ، يذكر السياسيون المناهضون لـ”حزب الله” أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أقفل مكاتب “حماس” في دمشق وطرد المسؤولين عنها عندما أبدت تضامناً مع الثورة السورية على النظام تجاوباً مع توجهات “الإخوان المسلمين” الذين تعدّ “حماس” من صلبهم. عندما وصل “الإخوان” مع الرئيس السابق محمد مرسي إلى السلطة في مصر استغنت “حماس” عن الدعم الإيراني ولاذت بمصر وقبلت بالمصالحة مع “السلطة الفلسطينية” وتوحيد الشعب الفلسطيني. عندما أقصي “الإخوان” في مصر عن السلطة عادت “حماس” إلى حضن إيران . ستظل مختلفة مع “حزب الله” في النظرة إلى الأحداث السورية، لكن الحزب سينهمك رغم ذلك بتأمين طريقة لتعويضها الصواريخ التي أطلقتها على الأراضي الفلسطينية المحتلة معتبراً “الخسائر النفسية الجسيمة” التي أصيب بها الإسرائيليون بمثابة “إنتصار إلهي آخر”، أياً تكن نتائج المواجهة.