«سقط أكثر من 27 مقاتلاً من «الدفاع الوطني» في معارك مع «جبهة النصرة» في جبل
الشيخ، غالبيتهم من الدروز، فخيّم التوتر على قرى الجبل السورية واللبنانية
والفلسطينية. وفي مقابل قتال الدروز الجماعات التكفيرية إلى جانب الجيش السوري وحزب
الله، ثمّة من يروّج لـ «التدخّل الإسرائيلي» ونظرية «التحييد»
يخيّم التوتّر والغضب على قرى جبل الشيخ في مَقْلَبَيْه السوري واللبناني منذ
ليل أول من أمس، بعد سقوط عددٍ كبير من الشهداء من أبناء قرى عرنة وعين الشعرا
وبقعسم وصحنايا ذات الغالبية الدرزية، في معارك مع مسلحي «جبهة النصرة» وكتائب
إسلامية أخرى في قرية كَفَرْ حَور. إذ أدت المعارك بين «قوات الدفاع الوطني»
واللجان الشعبية الموالية للجيش السوري وبين مسلحي «النصرة»، إلى سقوط 27 مقاتلاً
من «الدفاع الوطني» أغلبهم من عرنة وصحنايا، ومقتل أكثر من 60 مسلحاً من «النصرة»
وجرح 37، على ما أكدت لـ«الأخبار» مصادر ميدانية سورية في جبل الشيخ.
وفي
التفاصيل، قالت مصادر عسكرية لـ«الأخبار» إن قوات «الدفاع الوطني» بدأت هجوماً على
مواقع «النصرة» في بيت سابر وبيتيما وكَفَرْ حَور عند الخامسة من فجر الخميس، «بهدف
إرباك مسلحي النصرة في هذه القرى وليس اقتحامها، وقطع الطريق بين بلدة بيت جن
ومنطقة خان الشيح، تمهيداً لطرد المسلحين من بيت جن التي يشكّل إرهابيو النصرة فيها
خطراً على قرى جبل الشيخ».
وشنّ المقاتلون الموالون للجيش الهجوم من محوري: بيتيما ـــ قلعة جندل والمقروصة
ـــ حسنو. وذكرت المصادر أن «قوات الدفاع الوطني تمكنت حتى الظهر من قتل عدد من
مسلحي النصرة والدخول إلى منطقة المداجن في كفر حور، قبل أن يحاصر مسلحو النصرة
إحدى المجموعات وتسقط مجموعة الإمداد في كمين قاتل ثمّ قيام النصرة بهجوم
مضاد».
غير أن سقوط هذا العدد من الشهداء دفعةً واحدة، خصوصاً من عرنة، التي
بلغت حصتها 19 شهيداً حتى ليل أمس، أثار غضباً عارماً في قرى عرنة وحضر والسويداء،
وصلت ارتداداته إلى قرى حاصبيا وراشيا اللبنانية والجولان المحتل والجليل والكرمل
في شمال فلسطين المحتلة، والتي تقطنها غالبية درزية.
وتحدّثت مصادر أهلية في
عرنة عن أن «سوء إدارة حصل خلال المعركة، ولم يكن هناك تنسيق منذ بدأ
الهجوم مع الجيش السوري ولا مقاتلي حزب الله». وأشارت مصادر «الدفاع الوطني» في
القنيطرة إلى أن «ما حصل كان خطأً تكتيكياً قاتلاً». وأشارت مصادر عسكرية معنية في
جبل الشيخ إلى أن «مواقع الجيش السوري وأحد مرابض مدفعية حزب الله في الجبل قصفت
مواقع النصرة في بيتيما وبيت سابر وكفر حور، وصولاً حتى بيت جنّ بشكل عنيف بعد ظهر
أول من أمس، ويستمر القصف إلى اليوم (أمس)».