محاولة جبهة النصرة اختراق الأراضي اللبنانية والتموضع في منطقة بريتال وقبلها محاولة إسقاط عرسال وتحويلها إلى محمية عسكرية للمجموعات الإرهابية فشلتا ميدانياً، إلا أنهما نقلتا لبنان إلى قلب العواصف التي تضرب سوريا والعراق وطرحتا مخاوف كبيرة مما يعد في المطابخ الإقليمية والدولية لهذا البلد المنقسم على القضايا الأساسية كافة.
المعادون للمقاومة في لبنان، والعاملون في إطار مجموعة إسقاط النظام في سوريا أطلقوا بعد موقعتي عرسال وبريتال مواقف وبيانات برأت المجموعات الإرهابية، وحرضت على الجيش اللبناني، فيما حمّلت “حزب الله” كامل المسؤولية هذا المناخ شرع للمجموعات المسلحة الإعتداء على الجيش اللبناني، لا سيما في طرابلس. كما ظهرت شعارات مؤيدة لداعش في منطقة حاصبيا بالتزامن مع تكاثر المعلومات عن نوايا، وربما إستعدادات، لقيام المجموعات الإرهابية بتحريك الأوضاع ميدانياً في منطقة شبعا اللبنانية، عبر المقلب السوري لجبل حرمون، وفي الشمال إنطلاقاً من الخلايا النائمة، وشبكات المسلحين التقليدية المدعومة من نواب ومسؤولين أيدّوا علناً التنظيمات الإرهابية.
في المقابل كانت الأبعاد السياسية للعمليات التي قامت بها المقاومة في القلمون بليغة الأثر… قرار صارم بتحطيم أي محاولة للتمركز أو السيطرة على أرض لبنانية.
وفي شبعا حملت عملية نسف الدبابة إلإسرائيلية رسالة أولى لمن يفكر بالتحرك في المنطقة بأنها محمية بقوة، ورسالة ثانية إلى إسرائيل بأن أي محاولة لفتح ثغرة للإرهاب، على غرار ما يحصل في الجولان، سيرد عليها بخطوات حاسمة.