لا يزال المشهد السياسي تحت تأثير العوامل الإقليمية والدولية والتناحر الداخلي بين القوى السياسية. فلا تقدّم على صعيد الحكومة ولا على صعيد الملف الرئاسي، حيث لا تزال القوى السياسية على مواقفها السياسية من دون إحراز أي تقدّم يُذكر.
وتُشير آخر المعلومات، إلى أن بدعة الثلث المُعطل عادت إلى الواجهة مع طلب الرئيس عون الحصول على هذا الثلث، وهو ما يرفضه رفضًا قاطعًا رئيس المجلس النيابي نبيه برّي والرئيس المكلف نجيب ميقاتي. وتُضيف المعلومات إلى أن رغبة حزب الله في تشكيل حكومة هي التي حرّكت الملف في الأيام الأخيرة، حيث قام بإتصالاته مع الأفرقاء لحثّهم على تشكيل حكومة، نظرًا إلى تداعيات الفراغ الدستوري الكبير الذي قد يحصل نتيجة الفراغ الرئاسي وحكومة تصريف الأعمال وعجز المجلس النيابي عن التشريع في ظل تحوّله إلى هيئة ناخبة.
إلى هذا قال وزير سابق لمصادر صحفية أن هناك مخاوف من تكرار سيناريو أواخر ثمانينات القرن الماضي، مع إحتمال وجود حكومتين من دون أن يكون هناك طابع مُشابه لما كان الوضع عليه آنذاك.
وعن جهود حزب الله لناحية الحثّ بإتجاه تشكيل حكومة وموقفه من سيناريو مُشابه لسيناريو الثمانينات، يقول الوزير السابق أن لا مصلحة لحزب الله بالوصول إلى حكومتين، وبالتالي هو يعمل جاهدًا لعدم تكرار هذه التجربة ويضغط على الأفرقاء للتوافق على حكومة تكون جسر عبور لهذه المرحلة المليئة بالغموض الإقليمي والدولي. ويُضيف : إذا نجح حزب الله في الضغط لتشكيل حكومة، هناك إمكانية نشوء عصيان مدني، خصوصًا إذا كانت هذه الحكومة من فريق واحد مع ظهور بعض مظاهر الفلتان الأمني من دون أن يكون هناك حرب.
ويُضيف الوزير السابق، كل الأفرقاء السياسيين لا يُريدون تشكيل حكومة إذا لم تكن كما يُريدونها، بإستثناء حزب الله الذي يسعى ليس فقط لتشكيل حكومة، ولكن أيضًا لإنتخاب رئيس للجمهورية، خصوصًا أنه أظهر الكثير من الليونة على هذا الصعيد. ويرى الوزير السابق لحزب الله رهانا إستراتيجيا ينتج عنه حلّ للأزمة اللبنانية ويتمثّل بإنتخاب رئيس جمهورية، مما يعني إستمرار عمل المؤسسات الدستورية بشكلٍ صحيح، وإستخراج النفط والغاز، وهو ما سيُنقذ لبنان من أزمته الاقتصادية والمالية. إلا أن الوزير السابق يرهن نجاح هذه الإستراتيجية برغبة الشركاء الآخرين في الوطن فـ «يد واحدة لا تُصفّق»، كما قال، مُشيرًا إلى أهمية التوافق على الأمور الأساسية بين الشركاء المسيحيين فيما بينهم.