حملت الايام الاخيرة مخاوف عدة بعد سيطرة اجواء الخطف والخطف المضاد، فأعادت اجواء لبنان الى العام 75 حين شنّت الاطراف الخارجية حربها على ارض لبنان، فدفع الثمن الاكبر وما زال يسدّد فواتير تلك الازمة حتى اليوم، من خلال إنقسام السياسيين واللبنانيين عموماً وسيطرة الحرب المذهبية على كل ارجائه بحسب ما ترى مصادر سياسية متابعة ومراقبة، اذ تعتبر بأن لبنان يعيش اليوم مرحلة خطرة ستكثر فيها الاختراقات الأمنية، ويساعد في ذلك ان الظروف اللبنانية باتت تشكل بيئة حاضنة لانفلات الأمن، ما يؤكد بأن الأحداث ليست عابرة بل مؤشرة لمرحلة لبنانية جديدة سمتها الاضطراب الأمني والسياسي، ويبدو ان القوى المترّبصة بلبنان قد نجحت في إحداث اختراقات واسعة وفي إرباك الساحة اللبنانية من جديد، مشيرة الى ان الايام القليلة المقبلة ستحمل الكثير من المتغيّرات والمخاوف، ويساعد في ذلك ان الساحة باتت مكشوفة على كافة الاحتمالات، وفق ما تبلّغت القيادات من أكثر من مرجعية أمنية، في ظل وجود عناصر تكفيرية متطرفة مهمتها إعادة لبنان الى الحرب الطائفية والمذهبية، من خلال ما شاهدناه في اليومين الماضيين من عمليات خطف متبادل على الطريق الدولية في بعلبك عند مفرق بلدة الطيبة، وقابلها عملية خطف مماثلة في بلدة سعدنايل واقفال طريق شتورة- بعلبك بالسواتر الترابية، ما اعاد الاجواء الملبّدة التي شهدها لبنان على مدى عقود.
ولفتت هذا المصادر الى ان اهالي العسكريين المخطوفين إستخدموا هذه الطريقة مجبرين، بعد ان تأكدوا ان الدولة لا تستطيع إسترداد ابنائهم لانها تكتفي ببيانات الاستنكار والتأييد ولا شيء فعلياً على الارض، لذلك ضاقوا ذرعاً بكل ما يحصل خصوصاً ان مهمة خلية الازمة الوزارية تتخبّط في حلقة مفرغة، وهذا واضح بعد تصريح رئيس الحكومة تمام سلام بأن الازمة طويلة، محذرّة من انفجار الوضع الأمني في منطقة البقاع وخصوصاً الشمالي على خلفية عملية اختطاف العسكريين وذبح اثنين منهم، وذكّرت هذه المصادر ان الحرب المذهبية خطيرة جداً في حال إندلعت في البقاع الشمالي، حيث تسيطر العشائر التي لا تسمع ولا ترّد على أحد حين يتعلق الامر بعائلتها وأبنائها وبهذه الطريقة الوحشية اي الذبح من دون سبب، وهذا ما لا يمكن السكوت عنه بحسب عادات وتقاليد هذه العشائر، مشددة على ضرورة إتخاذ قرار سياسي موّحد من قبل كل الاطراف، وقيام الجيش بالضرب بيد من حديد وإعادة هيبة الدولة والسيطرة على الوضع قبل ان يتفاقم، وبالتالي قبل انفجار الحرب المذهبية في البقاع وهو اخطر المناطق القادرة على نقل معاركها الى كل لبنان، وعندها لن يستطيع احد ضبط الوضع لاننا سنعود بالتأكيد الى اجواء الحرب اللبنانية وبداياتها، وحينها سيكون هنالك خوف كبير على المؤسسة العسكرية ، مما يعني تحقيق اهداف الارهابيّين الذين يعملون حالياً على الوتر المذهبي من خلال اعدامهم جنديين احدهما سنّي والاخر شيعي.
ورأت المصادر انه على الجميع ان يعي خطورة ما يحدث، مشيرة الى المعارك الشرسة التي شهدتها قبل ايام جرود بلدة اللبوة بين حزب الله ومسلحي «داعش والنصرة» بعد انتشار خبر ذبح الجندي الشهيد عباس مدلج، ولفتت الى ان بعض المناطق المختلطة شهدت توترات امنية ايضاً غلب عليها الطابع المذهبي، لكن سرعان ما تم إطفاء وهجها قبل ان تتفاقم، إضافة الى بروز توترات مماثلة في سجن روميه بعد محاولة البعض الانتقام لدم الشهيد مدلج ، مؤكدة بأن تنظيم « داعش» لن يكف عن الضغط على لبنان حتى ينسحب عناصر حزب الله من سوريا، فيما يقوم الحزب الى جانب حركة « امل» بأعلى حالات الاستنفار في المناطق الحساسة في العاصمة والبقاع، اذ تم وضع الكوادر والعناصر ضمن اعلى جهوزية، داعية رؤساء الاحزاب والتيارات الى رفع الغطاء عن كل مخّل بالامن، قبل وقوع الفتنة لانها ستكون من اخطر الفتن التي عرفها لبنان، لذلك نأمل ان يعي الجميع خطورة ما يحدث، والمطلوب من القوى السياسية ضبط الشارع، الى جانب إجراءات حازمة من قبل المؤسسة العسكرية تجاه أي شخص خارج عن القانون، إضافة الى الوعي والادراك في الخطاب السياسي وعدم إشعال الغرائز الطائفية، وإلا ستكون البلاد أمام منعطف خطير قادر على الاشتعال بدقائق، وحينها سيتحقق هدف هؤلاء الارهابيين اي الحرب الأهلية، لذا على الحكومة المواجهة بقلب من حديد قبل وصول لبنان الى قعر الهاوية .
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...