ليس من المستبعد أبدا أن تزداد وتيرة الحملة السياسية الإعتراضية لبعض القوى المسيحية خصوصا المعنية مباشرة بالإستحقاق الرئاسي كلما اقترب تيار المستقبل وحزب الله من الجلوس على طاولة الحوار لبحث كافة الملفات والقضايا العالقة في لبنان والتي يأتي في مقدمتها ملف الإستحقاق الرئاسي الذي لم يعد يحتمل بحسب مصادر سياسية وسطية مزيداً من الفراغ الطويل في ظل الضغوط الدولية والإقليمية التي تدفع باتجاه انجاز هذا الإستحقاق وبفعل أن القوى التي تشارك تعطيل هذا الإستحقاق لا تريد أن تتحمل أمام البطريركية المارونية ودولة الفاتيكان المسيحية وزر بقاء حالة الشغور مستمرة في آخر أهم المواقع المسيحية في الشرق الذي يشهد تهجيرا ممنهجا للمسيحيين.
واشارت المصادر الى أن القوى الدولية والإقليمية المعنية بإنجاز الإستحقاق الرئاسي باتت مدركة بأن الإنقسامات والصراعات المسيحية – المسيحية تعطل الحياة السياسية وتمنع أي تقارب بين فريقي 14 و8 آذار من شأنه أن يؤدي إلى انجاز الإستحقاق الرئاسي، كما أن هذا الصراع المسيحي ـ المسيحي قد شكل سببا إضافيا لتنامي حالة الإنقسامات الحادة التي تعيشها البلاد منذ عشر سنوات بين القوى السياسية في فريقي 8 و14 آذار وذلك إلى درجة أن هذا الصراع داخل البيت المسيحي بات يشكل اليوم مصدرا لتعميق هذا الإنقسام الذي بات يعطل كافة المبادرات الهادفة إلى انهاء حالة الشغور الرئاسي، لذلك أن القوى الدولية والإقليمية التي تعمل في الكواليس الدبلوماسية من أجل إنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان باسرع وقت ممكن باتت تعول وبحسب المصادر اليوم على الحوار الإسلامي ـ الإسلامي اي السني والشيعي كمدخل أساسي لا بد منه للخروج من نفق تعطيل الإنتخابات الرئاسية بعد أن فشلت كل المحاولات في التوصل إلى بلورة توافق مسيحي يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
ولفتت الى أن انطلاق الحوار الجدي والفاعل بين تيار المستقبل وحزب الله الذي سيبحث في أولى بنوده موضوع الإستحقاق الرئاسي يعني بصريح العبارة بأن فرص وصول ما يسمى بالموارنة الاربعة الأقوياء إلى قصر بعبدا أي العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع والرئيس أمين الجميل والوزير سليمان فرنجية قد أصبحت معدومة حتى اشعار آخر. وبأن الذهاب نحو انتخاب رئيس توافقي جديد سيكون المسار الأكيد الذي سينتهجه هذا الحوار للوصول إلى رئيس غير محسوب لا على فريق 14 آذار ولا على فريق 8 آذار. وبالتالي فان الحوار سيكون منكبا على التداول في الاسماء التوافقية المطروحة في الكواليس والتي يتصدر قائمتها كل من قائد الجيش العماد جان قهوجي والوزير السابق جان عبيد وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
ولفتت المصادر عينها الى أن معيار الرئيس القوي قد تبدل وتغير عن المعيار المعتمد من قبل الموارنة الأربعة الأقوياء بحيث أن قوة الرئيس باتت محددة بمدى إمكانية انتخابه بشبه اجماع من أصوات أعضاء مجلس النواب لا على قاعدة انتخاب رئيس يعتبر محسوب على فريق يمثل تقريبا نصف اللبنانيين فيما يشكل انتخابه استفزازا وشعوراً بالإحباط إلى فريق آخر يمثل أيضا ما يقارب نصف اللبنانيين. ما يعني بان قوة الرئيس باتت محددة بتوافقيته وبقدر ما يكون توافقيا يمثل أوسع شريحة من اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية وبقدر ما يمكنه أن يكون حاضنا للحوار وقادرا على التواصل مع كل الافرقاء اللبنانيين وعلى تخفيف حالة الانقسام السائدة حالياً سياسيا وطائفيا ومذهبيا في البلاد بقدر ما ترتفع فرص صاحب كل هذه المواصفات التوافقية في الوصول إلى قصر بعبدا كرئيس جديد للجهمورية قوي بتوافقيته وبقدرته على جمع واحتضان كافة مكونات الوطن دون أي استثناء.
المصادر أشارت الى ان التداول بين الأسماء التوافقية قد ارتفع في الكواليس السياسية خلال الايام القليلة الماضية في ظل حراك يقوده الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط اللذان يحرصان على أن يكون هناك اسماء مرشحة للرئاسة محددة على طاولة الحوار تحظى بقبول مبدئي من قبل تيار المستقبل وحزب الله عند دخول الجانبان في مرحلة بحث الإستحقاق الرئاسي وذلك اختصارا للوقت الذي لا يحتمل بازارات ومداولات لأسماء كثيرة. مضيفة بانه وبعيدا عن الملفات الخلافية المستعصي حلها في الوقت الراهن كملف المحكمة الدولية وملف انسحاب حزب الله من سوريا، هناك توافق بين جميع الأطراف المعنية بهذا الحوار المنتظر بين تيار المستقبل وحزب الله بأن تكون الأولوية في هذا الحوار لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية نظرا لأهمية هذه الخطوة على صعيد عودة الإنتظام لعمل المؤسسات الدستورية ونظرا لأهميتها على صعيد تحصين الوضع الداخلي من خلال توفير الحاضنة الرسمية المؤسساتية والسياسية للجيش اللبناني في حربه الضروس ضد الإرهاب التكفيري خصوصا أن هناك معلومات أمنية تؤكد بأن هناك من يخطط ويسعى من أجل أن يكون هناك جولة جديدة للعمليات الإرهابية التكفيرية في لبنان، وفي هذا السياق تشير المعلومات الأمنية عينها بان المخاوف الرئيسية تتمحور حول بيروت التي قد تكون وبحسب العديد من المعطيات الهدف الجديد للإرهاب التكفيري بعد صيدا وعرسال وبريتال وطرابلس.
المصادر أكدت ان الحراك الدبلوماسي الذي يطلع به بعض السفراء الغربيين في بيروت يستشف منه بأن المجتمع الدولي الذي يضع في أولوياته دعم الجيش اللبناني في مواجهة الإرهاب والنأي بالساحة اللبنانية عن آتون الصراعات الدامية والمدمرة في المنطقة، لا يرى أبدا بأن مجيء احد من الموارنة الأربعة الأقوياء سيصب في مصلحة لبنان وتعزيز امنه واستقراره وحماية سلمه الأهلي في هذه المرحلة الصعبة، خصوصا ان تجارب لبنان القريبة والبعيدة ليست مشجعة بهذا الخصوص سيما ان الرئيس القوي لطالما أخذ لبنان نحو مغامرات ورهانات خاسرة دفع فيها الشعب اللبناني أثمانا باهظة من امنه وحياته ومعيشته واقتصاده، لذلك هناك مؤشرات تدل على أن هناك دول غربية تأثيرها اساسي في الملف الرئاسي وباتت على قناعة بأن مصلحة لبنان وانهاء حالة الشغور في الموقع الرئاسي يتطلب البحث عن الرئيس الجديد للبنان من ضمن الأسماء التوافقية القادرة على التواصل مع كل القوى والافرقاء في الداخل والخارج على حد سواء في ظل عاصفة الإرهاب التكفيري التي تضرب المنطقة بأسرها والتي بات لبنان وسائر البلدان المجاورة ضمن دائرة تأثيرات عواقبها الوخيمة الشديدة الخطورة .
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...