تغيب كل الإشارات الإيجابية عن الاستحقاق الرئاسي وحيث أكثر من زعيم سياسي يُبدي عدم تفاؤله بقرب انتخاب رئيس للجمهورية، ولكن بالمقابل تتّجه الأنظار الى الرياض التي شهدت ولا زالت حراكاً غير مسبوق عبر زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع واللقاءات التي عقدها على أعلى المستويات، وصولاً الى لقائه المطوّل مع الرئيس سعد الحريري واتفاقهما على سلسلة عناوين لمواجهة الاستحقاق الرئاسي، وبمعنى أوضح أنهما اتخذا كل الاحتياطات والتدابير اللازمة لهذا الغرض وحيث عرضها وناقشها زعيم تيار المستقبل مع كوادره الذين اجتمعوا به في الرياض وأخذوا التوجهات منه من خلال خطّة عمل للمرحلة المقبلة. وفي المقابل، تلفت أوساط سياسية من 14 آذار مواكبة للقاءات الى أن القلق يبقى قائماً على الشأن الأمني وخصوصاً ما يجري في عرسال من تطورات أمنية واشتباكات شبه يومية والمخاوف من تصعيد غير مسبوق قد تشهده، وفق معلومات متوفّرة، منطقة القلمون والتي ستكون لها تداعياتها على الساحة الداخلية. ومن هنا، يجري الاستعجال لولوج الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله وخصوصاً انعقاد الجلسة «العيدية» بغية تنفيس الاحتقان السني – الشيعي وتحديداً امام هذه التطورات أو ما قد يحصل في أي توقيت على ضوء تصعيد الأعمال الميدانية في سوريا وعلى الحدود مع لبنان. ويُرتقب هنا أن تكون الجلسة الاولى بين المحاورين الاساسيين مدير مكتب الرئيس الحريري السيد نادر الحريري ومعاون أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله الحاج حسين خليل، جلسة مجاملة وتحديد لآليات الحوار وكل ما يتعلّق به بصلة، على أن تبدأ الاجتماعات الحاسمة ضمن جدول الأعمال الذي سيُتّفق عليه ما بعد مطلع العام الجديد.
أما على الصعيد الأمني الداخلي، فإن أوساطاً متابعة للأوضاع الأمنية أشارت الى سلسلة تدابير وخطوات اتّخذت، في وقت هنالك ارتياح للوضع الأمني المستتب وخصوصاً في بعض المناطق ذات الامتداد الجغرافي الواسع النطاق سياسياً وأيديولوجياً وطائفياً وخصوصاً في المناطق الحسّاسة التي شهدت ابان الحرب معارك طاحنة ولها باع طويل في هذا الاطار مثل منطقة الشياح – عين الرمانة، بحيث استطاعت بلدية الشياح عبر تواصلها مع «الجيران»، ان على مستوى حزب الله وحركة أمل وسائر عائلات المنطقة، اضافة الى القيادات السياسية والروحية والفعاليات الاجتماعية، وصولاً الى تنسيقه مع الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي والمعنيين، أن تبقي هذه المنطقة بمنأى عن الخلافات والتجاذبات بحيث تشهد استقراراً أمنياً وحركة إعمارية وإنمائية وتنموية ورياضية واجتماعية، وهذا ماأراح المواطنين وسائر عائلات الشياح، اذ اتخذت البلدية سلسلة تدابير ناجعة على مستوى الأمن بالتشاور والتواصل الدائمين مع القوى الأمنية، الى ازالة «البسطات» وسوى ذلك من مظاهر قد تسبّب اي اشكالات.
وفي غضون ذلك، تخلص الأوساط لافت الى ان الملفات السياسية والاستحقاقية والأمنية تقضّ مضاجع المسؤولين خصوصاً الاستحقاق الرئاسي المفرمل والذي بات في علم الغيب. وعود على بدء، يُرتقب ان يكون للقاءات الرياض أهمية خاصة، اذ شكلت الحراك الأبرز في حين أن الأمن يبقى الهاجس المقلق للبنانيين وخصوصاً ما قد يحدث في عرسال والقلمون بينما في الداخل الأمور ممسوكة عبر دور البلديات وتواصلها مع القوى الأمنية الشرعية.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...