فيما كانت الانظار متجهة الى عرسال واسراها العسكريين، سرق الانتباه حادث جنوبي ذو طابع امني، شذ عن اطلاق الصواريخ المجهولة المصدر، وان كان المشترك اسرائيل، هذه المرة بالاتجاه المعاكس من خلال اكتشاف جهاز تجسس على شبكة الاتصالات السلكية لحزب الله.
مصادر جنوبية اشارت الى ان اجهزة الارسال وأعمدة التنصت الاسرائيلية المنتشرة على طول الحدود بين لبنان واسرائيل، والموجهة نحو الداخل اللبناني، فاقت الى اليوم الـ 150، ما بين كبير ومتوسط وصغير الحجم، حتى ان العديد منها موضوع بطريقة امنية قرب الاشجار التي تحيط بالمستعمرات الاسرائيلية، لا سيما في مسكافعام والمطلة وأفيفيم المقابلة لبلدات مارون الراس ويارون وعيترون على الحدود، مؤكدة ان هناك منظومة تجسس قائمة بحد ذاتها في موقع تل رياق الاسرائيلي الى الجهة الجنوبية من مستعمرة المطلة،وان هناك عمود تجسس بعلو 15 مترا وفي اعلاه كاميرات مراقبة في التلال المشرفة على نهر ومنتزهات الوزاني. كما ان هناك عمودا مماثلا في موقع العباد الاسرائيلي المشرف على بلدات حولا ومركبا وميس الجبل.
وقالت المصادر انها سجلت خلال شهر فقط قيام اسرائيل بنصب اعمدة تجسس وتنصت ومراقبة على طول الخط الممتد بمحاذاة السياج الشائك المقابل لبلدتي راميا وعيتا الشعب وصولا الى تلة مسكافعام الاسرائيلية المقابلة لبلدة العديسة وامتدادا الى التلال المشرفة على الوزاني وصولا الى التلال المطلة على بركة النقار، وفي تلال كفرشوبا وداخل مزارع شبعا وفي القسم الشمالي اللبناني لبلدة الغجر وفي محيط جامع العباسية المحتلة وصولا الى تلال الجولان السوري المحتل، وكلها اجهزة مرفوعة على اعمدة تسمح للعدو بمراقبة الاراضي اللبنانية والتقاط التحركات من خلال آلات تجسس ومراقبة وكاميرات، لافتة الى ان هذا التجسس يطال شبكات الهاتف الخلوي والثابت ويقوم بالتشويش عليها عبر ارسال ذبذبات واشارات، مؤكدة ان البوارج الحربية الاسرائيلية المتمركزة في عرض البحر قبالة المياه الاقليمية اللبنانية تساهم في هذا التشويش وفي عمليات التجسس على الانترنت والصحون اللاقطة لمحطات التلفزة.
معلومات تؤكدها المصادر الامنية اللبنانية موضحة ان اسرائيل رفعت من وتيرة تجسسها ضد لبنان للوصول الى اي معلومة عن شبكة الاتصالات الخاصة بحزب الله، من خلال قيامها خلال شهر آب المنصرم واوائل ايلول، بنشر عشرات الاعمدة ذات الاحجام المختلفة في مواقعها المشرفة على الحدود الجنوبية، تضاف الى اكثر من 90 عمود ارسال وتنصت اسرائيلي منصوبة في تلك المواقع منذ الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب في ايار من العام 2000، معتبرة ان زرع اسرائيل اجهزة تنصت في عدلون وانفجار احدها لدى محاولة احد عناصر «حزب الله» تفكيكه يدخل في اطار التجسس الاسرائيلي على لبنان والمقاومة والجيش، حيث تسعى اسرائيل بكل السبل الى اختراق شبكة اتصالات «حزب الله» وجمع المعلومات عن مراكزه وكوادره واسلحته،بخاصة مخازن الصواريخ وقواعد اطلاقها.
اوساط مقربة من حزب الله قالت إن أجهزة التجسّس الثلاثة التي زرعت على شبكة الإتصالات السلكية، في منطقة الكف الاحمر – النبي ساري ، في عدلون، وُضعت في منطقة تقع في عمق الجنوب، تربط اقضية صيدا وصور والنبطية، وبعيدة عن منطقة إنتشار «اليونيفل» جنوب الليطاني،وتميّز زرعها في بساتين المنطقة بالدقة والحرفية والإتقان، وهي عبارة عن محطة إرسال معلومات عن ذبذبات الشبكة وتحركات المقاومة ورجالها على الطريق التي تربط صيدا بصور، يرجح وضعها منذ ما لا يقل عن سنتين. وهي على شكل صخرة مموّهة تشمل أربعة صناديق موصولة ببطاريات تغذيها، لا تحمل اي كتابات عبرية على غرار أجهزة التنصت التي اكتشفت في مناطق جنوبية منذ عدوان تموز، وقد تم فصل الأجهزة الثلاثة عن بعضها ووضعت جميعها فوق تلة مرتفعة تشرف على خط الأوتوستراد بين صيدا وصور وبلدات الزهراني وشريطها الزراعي والبحر، تبث المعلومات مباشرة الى مكان قريب من موقع تلة اللبونة الإسرائيلي ،حيث يجري تحليلها من قبل ضباط مختصّين، راوية ان اكتشافها تم من قبل مجموعة من حزب الله كانت مكلفة القيام بمسح امني لمناطق مرور الشبكة، حيث اشتبهت الدورية بجسم غريب على شكل صخرة تبين انه مجوف ويحوي اجهزة الكترونية، فتم استدعاء خبيري متفجرات والكترونيات، وما ان اقتربا حتى قامت طائرة من دون طيار كانت تحلق في المكان بتفجيره، لتحضر يعدها دورية من مخابرات الجيش.
وفي معرض تحليلها، تحدّثت الاوساط عن احتمالين لزرع تلك الاجهزة، اما عن طريق وجود عملاء قاموا بالمهمّة، وهو امر مستبعد، أو تولّي قوة كوماندوس إسرائيلية خاصة المهمة بعد وصولها الى المنطقة عبر البحر، أو من خلال عملية إنزال جنود في منطقة قريبة من أنصاريه، كاشفة ان العدو الاسرائيلي تمكن من رسم خريطة اولية لشبكة اتصالات الحزب ومن الاشكالات التي تحصل في بعض المناطق اثناء مد الخطوط.
ادرك حزب الله جيدا يوم اراد التحول الى مقاومة منظمة اهمية سلاح الاشارة، وهو ما اكدت عليه توصيات لجنة فينوغراد الاسرائيلي التي درست اسباب هزيمة تل ابيب في حرب تموز 2006، فقام بمد شبكة اتصالات سلكية وتطويرها يصعب التنصت والتشويش عليها، معتبراً اياها عموده الفقري والتي وصفها يومها الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بانها استعمال للسلاح من اجل السلاح.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...