يتطلع الطرابلسيون بكثير من الثقة الى المهام الوطنية التي ينفذها الجيش اللبناني في طرابلس ويواجه فيها مجموعات مسلحة لا تزال تراهن على اعادة عقارب الساعة الى الوراء في نشر الفوضى والفلتان الامني وتجد تلك المجموعات كيانها في احضان الفوضى.
اجراءات الجيش كانت كفيلة باحباط مخططات المسلحين الذين يتحركون كـ «ماريونيت» في الايام الاخيرة وقد عادت هذه المجموعات تمارس هواياتها المنظمة والمفبركة يوميا، لارباك الجيش والنيل من هيبته متزامنة مع حملة من بعض المشحونين والموتورين على مواقع التواصل الاجتماعي التي تزدحم بكثير من البيانات النافرة جدا، والتي يعاقب عليها القانون من دون ان تلقى هذه الحملات المخالفة لابسط قواعد القانون اي ملاحقة قضائية خاصة في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد والتي تحتاج الى تضامن وتضافر كل الجهود. فالجيش وحده خشبة الخلاص في هذا الزمن العسير يقول احد المصادر الطرابلسية.
هذا المصدر يرى ان الخطة الامنية التي ينفذها الجيش اللبناني ويواصل عملياته ومداهماته وملاحقاته للمرتكبين والمعتدين يجب ان تترافق بما يلي:
1 ـ منح الجيش اللبناني الغطاء السياسي الشامل والكامل في عملياته داخل طرابلس، بحيث يستطيع ان يدخل الى اي شارع او حي او منطقة وحيث لا خطوط حمراء امامه، بل منحه اليد المطلقة لاعادة هيبة القانون على المدينة.
2 ـ وقف السجال والانتقادات للجيش قيادة وضباطا لان اي نقد يوجه لهم هدفه كسر هيبة الجيش ومن الخطورة بمكان كسر هيبة المؤسسة العسكرية خشية ان تكون مقدمة لاحداث خطيرة على غرار ما حصل في سورية. فيجب ان تبقى للجيش هالته والا تصبح البلاد بلا اسوار وحصون وعرضة للمؤامرات الخارجية.
3 ـ ان تضطلع المراجع الدينية الرسمية بدورها التي بدت حتى الان انها مستقيلة من هذا الدور، في اعادة كل مساجد المدينة الى حضنها الرسمي ومنع بعض رجال الدين من القاء الخطب التحريضية والشاحنة للمذهبية والاحقاد، واعادة تثقيف رجال الدين بالثقافة الاسلامية السليمة التي تتناقض مع كل اشكال الارهاب ومع المناهج التكفيرية التحريفية. ورفض الحزبيات الدينية التي تعتبر عوامل انقسام خطير في الشارع الطرابلسي.
4 ـ ان يأخذ نواب طرابلس دورهم حيال ما يجري في المدينة وان يفوا بوعودهم للبدء بمشاريع النهوض الاقتصادي انطلاقا من الحرب على البطالة والبدء باعمار المناطق المنكوبة والمحرومة وكسر احزمة البؤس في التبانة والقبة والاسواق الداخلية وبقية الاحياء الفقيرة، وايجاد فرص عمل للشباب الطرابلسي الذي يستغل من اصحاب رؤوس الاموال لا هم لهم الا السيطرة على عقول هؤلاء الشباب.
ويتابع المصدر انه من الضروري بمكان ان تعود مدينة طرابلس مدينة التنوع الفكري والثقافي والسياسي فهي ليست مدينة 14 اذار ولا هي مدينة 8 اذار بل هي مدينة للجميع كما كانت دائما تتصارع فكريا على ساحتها كل الاتجاهات السياسية والفكرية ولا يمكن ان يتحقق ذلك الا بعودة القوى والاحزاب السياسية الى مواقعها تمارس دورها الفكري والسياسي دون ان تخشى الالغائيين الذين سيطروا على المدينة في السنوات التي مضت. وطرابلس ليست عاصمة المسلمين السنة ولا قلعة المسلمين بل هي عاصمة كل اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب والاتجاهات. هكذا كانت طرابلس وهكذا يجب ان تبقى.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...