مع كل المبادرات التي تطرح لإيجاد حل لأزمة إنتخاب رئيس الجمهورية، فإن “حزب الله” ما زال متمسكاً بالعماد ميشال عون مرشحاً رئاسياً، وهو لن يتنازل عن مرشح حليف له إذا قرار رئيس “تكتل الإصلاح والتغيير” الإنسحاب من المعركة التي لن يخوضها إذا لم يكن مرشحاً توافقياً.
ولا يربط “حزب الله” بين رئاسة الجمهورية في لبنان وأي تطورات خارجية، سواء في العراق بتنحية رئيس الحكومة نوري المالكي، أو حوار إيراني سعودي، حيث تؤكد مصادر قيادية في الحزب لموقع “الكلمة أون لاين”، أن كل الوقائع الميدانية والسياسية تشير إلى أن محورنا لم يخسر حتى نقدم تنازلات لا بل أن طرحنا السياسي والعسكري في ما خص مواجهة الجماعات التفكيرية وقتالها في سوريا، قد اثبتت صحة مواقفنا، وأن الآخرين سواء من ?? آذار داخلياً أو من دول عربية وأجنبية، باتوا يتحدثون عن محاربة الإرهاب، وأن رسائل وصلت إلينا وإلى مسؤولين لبنانيين، عن إشارة غريبة بدور الحزب في التصدي للجماعات الإرهابية التي يتحدث رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون أنها ستقاتلنا في شوارعنا، وهو ما اعلنه “حزب الله” عن حرب استباقية ضد الإرهابيين التفكيريين في سوريا.
فهذه المعطيات التي تسردها المصادر القيادية في “حزب الله” تخلص إلى القول أنها متمسكة بالعماد عون كمرشح مسيحي قوي يخوض مثلنا معركة التصدي للمجموعات التفكيرية وأن موقفه هذا يشبه ذلك الذي إتخذه في أثناء حرب تموز الإسرائيلية صيف ????، ونحن لا نفتش عن رئيس له صفة التسوية، بل رئيس يشعر المسيحيون أنهم ممثلون فعلياً في السلطة وفي موقع القرار.
وتستخف المصادر القيادية بمن يطرح فكرة التخلي عن المالكي في العراق هو بداية لقبول إيران بتنحي الرئيس بشار الأسد في سوريا، وعدم تأييد عون للرئاسة في لبنان، فالساحة اللبنانية لها خصوصياتها، وصناعة رئيس الجمهورية اللبنانية وعلى الأخرين الإقتناع عن عون مرشحنا حتى إشعار آخر.