توسعت في الايام الاخيرة حملات الابتزاز والتحريض المذهبي الذي لجأت اليه التنظيمات الارهابية وتحديداً تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» وتركزت هذه الحملة بشكل خاص على المؤسسة العسكرية، وشارك في هذه الحملة بعض الاصوات الداعمة للمجموعات الارهابية، كما جرى محاولة ادخال النازحين السوريين في هذه «حفلة التحريض» المكشوفة ضد الجيش ومعها قوى سياسية عدة بما في ذلك الحكومة.
لذلك، فالسؤال، ما هي استهدافات هذه الحملة وهل يمكن ان تعطي مفاعيلها السلبية على الوضع الداخلي بما في ذلك على المؤسسة العسكرية؟
مصدر عسكري بارز يفند خلفيات واستهدافات هذه الحملة ويقول ان «داعش» و«النصرة» تجاوزا كل الخطوط الحمراء في «حفلة التحريض والابتزاز»، حيث لجأ التنظيمان الارهابيان الى كل اشكال التحريض والاساليب المبتذلة والرخيصة لاستهداف الجيش ويشيد المصدر الى الامور الاتية:
1ـ لقد عمد التنظيمان الى «حشو» بياناتهم بكل عبارات الحقد والتخويف والتهديد ضد الجيش بهدف تأليب الرأي العام ضده، وبخاصة الرأي العام داخل الطائفة السنية، بعد ان لمسوا بالتجربة ان لا بيئة حاضنة لهم داخل السنة، بل ثبت ان الاكثرية هم وراء الجيش بكل ما يقوم به لحفظ الامن.
2ـ لقد حركا بعض الخلايا الارهابية خاصة في طرابلس في محاولة لاستهداف الجيش واضعافه وتصويره على انه لا يحظى بغطاء شعبي وسياسي من الطائفة السنية.
3ـ لقد عمدا الى تحريك بعض النازحين في عرسال من خلال التظاهرة المفتعلة التي جرى التحضير لها الاسبوع الماضي في البلدة، كما جرى تحريك بعض الاصوات وبخاصة الذين يتسترون بالدين لغايات معروفة وهو ما حصل في التظاهرتين اللتين خرجتا بعد صلاة يوم الجمعة في طرابلس، لكن تبين ان هؤلاء قلة ولا يمثلون سوى مجموعة ضئيلة من ابناء المدينة، بل ان ما صدر في طرابلس من مواقف اكد بوضوح ان معظم ابناء طرابلس والشمال، وعلى مستوى الطائفة السنية هم جميعاً وراء الجيش واجراءاته، وهو ما ظهر في مواقف المراجع الرئيسية والسياسية داخل الطائفة السنية.
لكن السؤال الآخر، لماذا هذه الحملة التحريضية غير المسبوقة، وما المقصود منها؟
وبحسب المصدر العسكري اللبناني ان تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» الارهابيين يستهدفان من وراء ذلك تحقيق اكثر من هدف ابرزها:
ـ الهدف الاول، محاولة تأليب الرأي العام داخل الطائفة السنية من خلال الزعم بأن اجراءات الجيش لضبط الخلايا الارهابية تستهدف ابناء هذه الطائفة، بما في ذلك النازحين السوريين، لكن تبين للجميع ان هذا التحريض وهذه الاكاذيب يخلق بيئة داعمة للارهابيين بعد ان بينت الاحداث السابقة عكس ذلك بالكامل.
– الهدف الثاني محاولة تخفيف الحصار المحكم عن المسلحين في جرود عرسال خصوصا ان الاجراءات التي اتخذها الجيش في الاسابيع الثلاثة الماضية منعت كل اشكال التهريب للمحروقات والمواد الغذائىة ما ادى الى مشكلة كبيرة لدى المسلحين خصوصا ان معابر التهريب مقفلة من الجانب السوري، ويقول المصدر ان المسلحين يريدون ان تكون لديهم ممرات آمنة للتزود بالمحروقات والمواد الغذائية.
– الهدف الثالث محاولة دفع الجيش «لغض النظر» عما يحصل من تحركات لمسلحين في بعض مخيمات النازحين السوريين وما يتم تنظيمه من خلايا للتنظيمات الارهابية وهو ما اظهرت حملات المداهمة التي يقوم بها الجيش في مخيمات النازحين وبعض مناطق اقامتهم.
وانطلاقا من كل ذلك ما هي التوقعات على الصعيد الميداني والامني؟
وفي المعطيات التي لدى المصدر العسكري ان هناك مفاصل امنية يعطيها الجيش الاولوية وهي:
– المفصل الاول يتعلق بالوضع في محيط عرسال حيث يؤكد المصدر العسكري ان الجيش اكد كل ما يلزم من استعدادات عسكرية لوجستية تحسبا لأي عدوان ارهابي قد تقوم به المجموعات المسلحة ويؤكد المصدر ان هذه المجموعات تعرف تماما مدى الخسائر الكبيرة التي تكبدوها في المعركة الاخيرة ورغم ذلك فالجيش يتحسب لكل الاحتمالات التي قد يلجأ اليها المسلحون خصوصا مع بداية فصل الشتاء.
– المفصل الثاني: ما له علاقة بتحرك الخلايا الارهابية في غير منطقة لبناينة وهذا الامر يخضع لمراقبة دقيقة من الجيش وكل الاجهزة الامنية وعلى هذا الاساس تتم المداهمات في مخيمات النازحين.
– المفصل الثالث: ما له علاقة بوجود مجموعات مسلحة في طرابلس ويقول المصدر ان المسألة في المدينة لها ابعادها السياسية والحرص على منع سقوط ضحايا مدنيين ولهذا يحاذر الجيش الدخول الى باب التبانة حيث تتواجد مجموعات مسلحة معروفة لدى الجيش ويضيف ان الجيش امتنع عن دخول هذه المنطقة نظرا لشوارعها الضيقة وكثافة الوجود الشعبي فيها بالاضافة الى علاقة هذا الامر بالموضوع السياسي.
من كل ذلك، يشدد المصدر العسكري على ان الامور مضبوطة الى الحدود المقبولة فالجيش قادر على ضرب اي محاولة لضرب الاستقرار من قبل المجموعات الارهابية.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...