انتهت زيارة امين عام تيار المستقبل احمد الحريري الى الشمال كما بدأت دون ضجيج ودون اي مشهد شعبي ودون اي مشهد استثنائي حسب ما اعتاده الطرابلسيون في مراحل سابقة، حيث كانت الحشود الشعبية تتسابق لملاقاة الحريري، لكن بدا ان هذا الزمن وبحسب مصادر شمالية، قد ولى في الاونة الاخيرة، بعد تنامي تيارات شعبية جديدة مناهضة للمستقبل، علاوة عن انسلاخ شرائح شعبية اخرى عن هذا التيار بفعل تراكم الممارسات الخاطئة لنواب المستقبل وقياداته بدءا مما اعتبرته هذه الشرائح استغلال العواطف الشعبية وزجها في الصراعات الحريري السياسية الانتقامية والكيدية، والتي انطلقت في اوجها في كانون الثاني 2011 وصولا الى الوقت الراهن حيث دفع الطرابلسيون اثمانا غالية ثمن هذه السياسات.
وما قاله رئيس لجنة المتضررين في التبانة الشيخ وليد طبوش هو لسان حال معظم اهالي التبانة الذين رفضوا استقبال الحريري للتعبير عن استنكارهم لما ألت اليه اوضاعهم، بالرغم من اعلان الهبة المقدرة بعشرين مليون دولار، والتي لم تصرف حتى الان، رغم فصل الشتاء الذي حل قاسيا هذا العام ولا يزال المتضررين في حالة يرثى لها ينتظرون مساعدات هيئة الاغاثة العليا التي لم تكن على مستوى الطموحات في دفع التعويضات.
ويقول الشيخ طبوش ان عملية استحضار الاوراق الثبوتية لتقديمها الى الهيئة فيها الكثير من المصارف المالية مترافقة مع كثير من الاذلال، وبعد ذلك لم ينل الاهالي سوي النذر اليسير من مجموع قيمة الاضرار الكبيرة.
يؤكد اهالي التبانة ان زيارة الحريري لم تغير شيئا من واقع المنطقة المحرومة ولم يسمعوا منه مشروعا انمائيا واحدا سوى وعود كالعادة سئموا منها، وهو اذ اتى ليستمع الى مطالب المواطنين فهي مطالب معروفة للقاصي والداني ولم تحتاج الى جولة جلّ هدفها استنهاض الواقع الشعبي للمستقبل المتراجع والذي تلمسه الحريري بنفسه رغم مكابرته وعدم اعترافه بهذا التراجع.
ولعل ما يشرحه الشيخ وليد طبوش خير دليل تضيف المصادر، على اوضاع التبانة واهاليها فمنذ اطلاقه شعار «اذ اردتم لبنان بأمان وطرابلس بسلام ارحل ارحل يا تمام » في اشارته الى التأخير في صرف تعويضات الاغاثة وكان من شأن هذا الشعار ان اوعز الرئيس سلام الى الاغاثة بالاسراع في صرف التعويضات، لكنها جاءت ايضا مغايرة للامال التي علق عليها ابناء التبانة كثيرا من امانيهم.
ويقول طبوش انه من اصل ثلاثين الف طلب تعويض وصل سبعمائة اسم فقط، ويتابع بالقول «يبدو ان رئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء الخير يفتقد الى الخبرة بالاغاثة، فقد جرى توزيع قسم من لوائح الاغاثة على ان يتم لاحقا توزيع الباقي والغريب في الامر، ان المتضررين تسلموا شيكات بمبلغ خمسين الف ليرة لبنانية والبعض بـثلاثين الف ليرة لبنانية مرورا بمبالغ تتراوح بين مائة وخمسين الف ليرة وثلاثمائة الف ليرة، وصولا الى خمس وسبعين مليون ليرة لاصحاب منازل مدمرة بالكامل. بما يعني اقل من ربع ثمن منزل ». ويتابع طبوش قائلا: الى ان جرى سريعا صرف مبلغ مليار ونصف المليار لكل من مسجدي التقوى والسلام من هيئة الاغاثة لاعادة تأهيلهما فيما اهالي الشهداء والجرحى لم ينالوا اي تعويض حتى اليوم. اليست هذه مفارقة ؟
يطالب طبوش باسم الاهالي المتضررين بأمور ثلاثة بحسب لمصادر الشمالية:
اولا: اقالة اللواء الخير.
ثانيا: ادراج المتضررين من اهالي المنكوبين ومحلة الغرباء ومشروع الحريري على اللوائح، مستغربا استثناءهم من التعويضات.
ثالثا: تعديل مبالغ الشيكات ورفع قيمتها بأن يبدأ الحد الادنى من الفي دولار وما فوق. حيث ان الاضرار تفوق المعقول بكثير.
وهنا يحمل طبوش كامل المسؤولية الى تيار المستقبل قائلا: «ان تيار المستقبل وسياسته دمّرا التبانة وهو من سلح ومول وغرر بشبابنا وبعد ذلك تركهم يواجهون مصير السجن. فماذا اتى احمد الحريري يعمل عندنا، يريد ان يتحدى اهالي التبانة ان شعبية الحريري هي هي لم تتغير، ويريد استرداد الشارع بالكاميرا التي يحملها موظفوه ويصورون عبرها من يتقاضون الاموال منهم على ان هؤلاء هم اهالي التبانة، نقول له ليس هكذا تورد الابل ايها الحريري.
ويشير الى ان موعد التحرك المقبل هو يوم الثلاثاء حيث تشهد طرابلس انتفاضة شعبية جديدة في حال لم تنفذ البنود الثلاثة المذكورة انفا.
وقال ان المهرجان الذي اقامه في شارع سوريا كان حاشدا ومُنع الحريري خلال جولته من دخول الشارع. كان حاشدا المهرجان الذي اقيم ضد الحريري رغم التهديدات التي وصلت الى الاهالي بحرمان كل من يشارك في المهرجان التعويضات، ورغم ذلك كانت المشاركة كثيفة.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...