لا شك أن قرار تأليف حكومة لبنانية جديدة، متوافق عليه محليا وخارجيا، كاستحقاق ثان، بعد استحقاق إقرار موازنة العام 2022 في مجلس النواب، وها قد أقرت الموازنة، «سلقا» وبأرقام شبه وهمية، ارضاء لصندوق النقد الدولي، ومع ذلك لم يصعد الرئيس نجيب ميقاتي الى بعبدا أمس، واستطرادا لم يف بوعده النوم في القصر الجمهوري حتى ولادة الحكومة كما قال سابقاً.
ويبدو ان توقيت ولادة الحكومة لم يكن محسوما، وأبقي رهن الاتصالات والمساومات والشروط القديمة او المستجدة، من جانب الفريق الرئاسي، الذي يرى في الاصرار على تشكيل حكومة جديدة على ابواب نهاية الولاية، فرصة لتحقيق ما فاته تحقيقه، او عجز عن تحقيقه خلال ست سنوات.
وأشارت مصادر الرئيس ميقاتي الى ان مشاورات الاسبوع الجاري عنوانها «جس النبض» لاستنزاف حقيقة المعلن والمضمر والتأكد من الشروط الحكومية الجديدة التي وصلت الى مسامعه، مشيرة الى انه ما لم تظهر معطيات مفاجئة، فقد تبصر الحكومة النور هذا الاسبوع.
ميقاتي استقبل امس سفيرة اميركا في لبنان دوروثي شيا، وعرض معها نتائج لقاءاته النيويوركية.
إعلام حزب الله أكد من جهته ان ميقاتي لن يزور بعبدا، تاركا امر التشاور للمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي يقوم بدور وسيط الحكومة بين القيادات السياسية.
وأشارت المصادر الى ان الرئيس ميقاتي لم يتلق أي شروط اضافية من الرئيس ميشال عون او النائب جبران باسيل، وانه بانتظار زيارة اللواء عباس ابراهيم الى بعبدا للتأكد من مسألة الشروط الجديدة.
لكن ثمة معلومات مصدرها وسطاء، نقلتها اذاعة لبنان الحر الناطقة بلسان القوات اللبنانية، تفيد بأن ميقاتي أرجأ زيارة كانت مقررة الى بعبدا أمس بعد تلقيه لائحة بمجموعة مطالب رئاسية، يتوجب على الحكومة القيام بها، او التعهد بالقيام بها.
في المقابل، نفت أوساط جبران باسيل حجة الشروط المتداولة كتوقيع الرئيس ميقاتي ووزير الداخلية مرسوم التجنيس، مقابل توقيعه مراسيم الحكومة، وتوقيع رئيس الحكومة مرسوم ترقية ضباط دورة 1994، الذين عينوا في زمن حكومة عون العسكرية، وإحالة ملف النازحين السوريين ليكون في عهده وزير من التيار الوطني الحر، وقالت هذه الأوساط ان النقاش يدور فقط حول دور الحكومة.
أوساط باسيل الذي قام بزيارة دار الفتوى امس، أكدت ردا على سؤال على انه ستكون هناك حكومة خلال ايام.
الأنباء الكويتية