تنظيم
داعش هو حديث الرأي العام والوسط السياسي ودوائر القرار كما سكان القرى والبلدات الحدودية المحاذية لسوريا الذين حملوا السلاح تحسباً لوصول الدور والخطر الارهابي اليهم وترقباً لغزوة واقعة لا محالة.
وإذا كان معرفة من سهّل وموّل هذا التنظيم بات خاضعاً لنظريات مختلفة ومتعددة فان من غير الواضح بعد مصير التحالف الدولي والإقليمي الذي نشأ فجأة من اجل القضاء على «
داعش» وما سر التقاطع بين الدول المشاركة واهدافها من المشاركة في هذا التحالف الذي ولد بسرعة وماذا عن العملية العسكرية الهادفة لاجتثاث «
داعش» من منطقة الشرق الاوسط والى اين يمكن ان تصل الامور؟ عن هذه التساؤلات يجيب خبير دولي على اطلاع على ملفات شرق اوسطية ان تنظيم «
داعش» يشبه كثيراً شركة «بلاك واتر» من حيث قيام الاثنين بالاعمال القذرة التي لا يمكن ان يقوم بها الآخرون، فـ «
داعش» خرجت لتمارس الذبح والسبي والتهجير في العراق حيث يستحيل على العشائر ورجال الصحوة وبقايا البعث والنشقبديين بقيادة عزة دروري القيام بمثل هذه الاعمال علماً ان جميع هؤلاء ضاق ذرعهم بالدولة المركزية في بغداد فجاء «
داعش» ليرسم لهم الكيان السني المستقل بعيداً عن سطوة الحكومة الشيعية وبالتالي فان هؤلاء كانوا يسيطرون على المحافظات التي سيطر عليها «
داعش»، ولكن، يضيف الخبير، مهما حصل لا يظن احداً ان الجيش العراقي سيعود الى المناطق التي انسحب منها تنظيم «الدولة الاسلامية»، وما يحصل اليوم ان المجتمع الدولي الذي «قب الباط» لـ«
داعش» يعمل الآن على انهائه واستئصاله من المجتمعات العربية التي احتضنته، وفي الحالتين فان هذا المجتمع نجح بتقسيم العراق فاصبح للسنة كيان مستقل وللأكراد كيان آخر، وبالتالي فان من سيرث
داعش في الانبار ونينوى وصلاح الدين سيؤمن عودة المسيحيين الى سهل نينوى واليزيديين الى سنجار، وحينها كما يضيف الخبير سيحصل الخلف السني على اعتراف دولي لحسن سلوكه الانساني .
وللتوضيح فان هذا الرعب الذي يسيطر على الناس من مختلف مذاهبهم والذي لا يستثني طائفة فهو فقط من اجل قيام كانتونات مذهبية، كما يضيف الخبير، فارهابيو «
داعش» ملثمون غالباً نادراً ما تظهر سحناتهم وبالتالي فان معظمهم غرباء عن المنطقة وبالتالي فانهم مشكوك بدينهم الاسلامي ، ولكن سيناريو تأليف وتجميع هذا التنظيم يفوق التصور ويفوق قدرة الجميع على كشف حقيقة هؤلاء ، فهم من المرتزقة وجميع قادتهم كانوا في السجون، والغريب ان بعضهم خرج من السجون الغربية من بريطانيا واميركا فيما خرج الآخرون من السجون العربية في الدول التي تشهد احداث مع تنظيم
داعش، فالقتل ذبحاً كان مخططاً له وكذلك القتل صلباً كان متعمداً، وكل ذلك في سبيل الترويع وتسهيل مخطط قيام الدويلات في الدول التي تشهد مواجهات ومعارك «داعشية».
اما في خصوص سوريا يقول الخبير، فبعد ضرب «
داعش» من التحالف الدولي في العراق، فان سوريا لن تبقى خارج المخطط المرسوم ، ويتوقع ان تحصل تطورات دراماتيكية في سوريا بهروب «الداعشيين» العرافيين الى الاراضي السورية ولان الدول الكبرى فتحت مستودعاتها فجأة لتأمين السلاح والعتاد للمعارضة المعتدلة ، فيما بقيت هذه الاخيرة تستغيث لسنوات لتأمين هذا الدعم اللوجستي لكن شيئاً من هذا لم يحصل سابقاً وتركت المعارضة المعتدلة تذبح بسكاكين «
داعش» و«النصرة»، ولكن اليوم فان التحالف الدولي لمعركة اجتثاث
داعش اراد اعادة احياء المعارضة السورية السابقة على اعتبار ان الحلول الموضوعة لمرحلة ما بعد
داعش شبيهة بما سيحصل في العراق .
اما لبنانياً، فان معركة اجتثاث «
داعش» يضيف الخبير على المستوى اللبناني ستنجز انتخابات رئاسية في الخريف المقبل، اما مواصفات الرئيس فهي بجهوزيته لمحاربة الارهاب على قاعدة الخبرة والحماسة وهذه العوامل في الحسابات الدولية تنطبق على خيارين هما العماد جان قهوجي او العماد ميشال عون ، فالمجتمع الدولي على قناعة ان الحرب على الارهاب ستمتد لسنوات طويلة وبالتالي فان
لبنان شريك جغرافياً في هذه الحرب، وبالتالي فان بقاء قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية باياد مؤمنة ومتحمسة للحرب ضد الارهاب هو ضروري لضمان الانتصار في هذه الحرب .
ابتسام شديد