أكد مفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان ان ما تقوم به الجماعات المسلحة في أي
منطقة عربية ليس من الإسلام، واعلن انه سوف يتصدى بكل ما أوتي من قوة وحكمة وموقف
لكل حركة لا تعبر عن الدين الحقيقي ومفاهيمه الصحيحة في المسامحة والاعتدال
والوسطية.
وقال في حفل تكريمي أقامه على شرفه منتدى الحوار الوطني «نحن أهل السنة أهل
الاعتدال، فلا مكان للغلو وللتطرف والإرهاب، ولن نرضى بأن يكون هناك في مناطقنا
بيئات حاضنة للإرهاب، بل سيكون في مناطقتنا بيئات حاضنة للتسامح والانفتاح
والاعتدال، ولن نكون بعد اليوم في موقع المدافع عن ديننا، فأعمالنا وتصرفاتنا
ومواقفنا ستعبر عن سماحة هذا الدين، ولسنا مضطرين أبدا للقبول بتجاوزات بعض القوى
المسلحة التي تدعي انها تفعل ما تفعل باسم الدين وأن تقوم بما تقوم به باسمنا
جميعا.
أضاف: سنمد ايدينا المفتوحة إلى اخواننا في المذاهب الأخرى وسنتصدى للغلو
والتطرف إن وجد فينا والمطلوب من اتباع المذاهب ورجالات المذاهب الأخرى وشخصياتها
واحزابها أن تمد الأيدي أيضا للمبادرة لمنع الغلو والتطرف، فنحن لا يمكن أن نقبل
بأي خطاب تحريضي مذهبي مقيت يفرق بين أبناء الدين الواحد، والمطلوب من الجميع
الحكمة واليقظة لأن هناك الكثير مما يحاك لديننا ولأتباع ديننا لايقاع الفتنة
المذهبية المدمرة بين صفوفنا.
وختم بالقول: ما يحدث في مناطقنا العربية وفي شرقنا لن نرضى أن يبقى على ما هو
عليه، فالمسيحيون جزء من هذا التراب اللبناني وهم جزء من تراب هذا الشرق، بنينا
وإياهم تاريخ هذا الشرق وحضارته ولا يمكن ان نتصور ابدا لبنان من دون مسيحييه، وان
علينا واجبا دينيا في البداية وواجبا اخلاقيا وواجبا انسانيا ان نتوجه للجميع بأن
يتمسك بتراب أرضه سواء كان ذلك في لبنان أو في البلدان العربية أو في الشرق، فهذا
الشرق بجناحيه المسلم والمسيحي هو رسالة للعيش الواحد ولتصدير هذه الصيغة إلى كل
دول العالم.