اقصى ما نتوق اليه، نحن بقايا العرب العاربة والعرب المستعربة، ان نعلن دولة «القبائل العربية المتحدة».
ثمة خلل في العقل العربي الذي اما يقع بين اسنان الايديولوجيا، او يقع بين احذية البلاط. وثمة خلل في القلب العربي الذي اذ كان يرى في القمر عيني امرأة، وقع في غواية… ارم ذات العماد!
هل رأيتم ناقة تقاتل (او تقتل) ناقة؟ حتماً ستعثرون في كل مكان على عربي يقاتل (او يقتل) عربياً.
الآن ثقافة الكراهية. وصل الامر بالسلطات السعودية ان تطرد من ارضها التي يتوفر فيها الكلأ قطعان الابل العائدة لقطر. وكانت تدفع، بطبيعة الحال، ثمن ما تستهلكه هذه القطعان التي طالما كانت رمزاً لوحدة الارض، ولوحدة التاريخ.
ماذا تقول الابل لعرب القرن الحادي والعشرين، وحين كان فيصل القاسم يمارس، عبر شاشة الجزيرة، ثقافة القباقيب، ويكاد ينقض بانيابه، واظلافه، على كل من يخالفه الرأي في مسألة من المسائل…
من سنوات وهناك من كان يدعو البلاط السعودي الى غزو قطر، بل ان ثمة من زيّن للامير محمد بن سلمان القيام بذلك. واذ يؤدي الغزو الى القضاء على «حملة الخناجر» يؤمن للسعودية مورداً مالياً هائلاً بعدما راح النفط يتراقص عند الخطوط الحمراء…
هذا، يفضي ايضاً، الى الحيلولة دون الاهتزاز السوسيولوجي في المملكة بعد التقهقر الدراماتيكي في عائدات النفط والاضطرار الى رفع اسعار مواد اساسية، مع الانكماش الاقتصادي بمفاعيله الكارثية…
المعلومات تتحدث عن خطط وضعت، وعن استجلاب طيارين وقادة دبابات، وضباط مشاة، باكستانيين واردنيين، ودون ان يمكن التأكد من الجهة التي نصحت ولي العهد بألا يكرر خطأ، او خطيئة، صدام حسين في الكويت، وان تردد ان الشيخ صباح الاحمد هو صاحب النصيحة…
هذا مع اعتبار انه بالاضافة الى الصراع الجيوسياسي الاقليمي الذي يمتد من مضيق الدردنيل الى مضيق هرمز، مروراً بباب المندب، هناك الصراع الامبراطوري على الغاز…
اين الاميركيون في كل هذا؟ دائماً سياسة واشنطن تقوم على تسويق الازمات في المنطقة. لم تنبس ببنت شفة حين كان رجب طيب اردوغان يبعث بجنوده وبمدرعاته الى الدوحة…
حتماً، لا يمكن لمئات الجنود الاتراك الوقوف في وجه اي غزو تقوم به السعودية التي تمتلك ارمادا جوية، وصاروخية، فضلاً عن آلاف الدبابات. ولكن باستطاعة انقرة، وبالتعاون مع ايران وروسيا، ان تقلب الاوضاع رأسا على عقب في سوريا والعراق..
وراء الضوء حدثت امور مثيرة، واطلقت تهديدات هائلة. لو غزت السعودية قطر لتعرضت مناطق سعودية للغزو، ولدخل الشرق الاوسط في حرب لا تبقى ولا تذر..
في كل الاحوال، الذي حدث زاد في زعزعة الوضع العربي. من ينصح الامير محمد بن سلمان بأن تحقيق رؤيته للسعودية 2030 يفترض، بالدرجة الاولى، الانكفاء الى الداخل، لا الانفلاش الاستراتيجي، والاستمرار في فتح الجبهات، من اليمن الى قطر، ومن سوريا الى العراق، ليس فقط لان المملكة بحاجة الى كل دولار في الوقت الحاضر، وبعدما نال دونالد ترامب ما نال، وانما ايضاً لان المنطقة التي على خط الزلازل تعيش الآن اسوأ انواع الزلازل…