الموقف اللبناني ضد «داعش» و«النصرة» وما تحاولان ان تقوما به لجهة الشرخ الطائفي والمذهبي بين اللبنانيين، من خلال عمليات النحر والقتل المذهبي المقصود، يتطلب موقفاً موحداً، وهذا ما بدا من خلال مواقف القوى، لكن ما تحتاجه هذه المواقف الترجمة العملية لمواقفها على حدّ تقدير قوى في 8 اذار، اذ تشير الى ان بعض الاشخاص المحسوبين على «تيار المستقبل» المتورطين بعملية اسر العسكريين لا يزالون يلقون الحماية السياسية امثال علي الحجيري ومصطفي الحجيري ما يتطلب من المستقبل اعلان مواقف واضحة من هؤلاء خصوصا بعد ان تأكد للجميع ان هذين الشخصين ومن معهما متورطان بقتل عسكريين وتعذيب آخرين اضافة الى المشاركة في تسهيل اسر العسكريين الذين يتعرضون للقتل والنحر في كل عدة ايام.
المصادر في 8 اذار تشير الى ان الموضوع بات يتطلب حكمة وحسما مع التأكيد ان ما قاله رئيس مجلس الوزراء تمام سلام دقيق لجهة ان الجهة التي تأسر العسكريين ليست جهات يمكن الوثوق بألتزاماتها او انها من الجهات التي تلتزم بما تتعهد به بدليل قتل العسكريين الثلاثة الذي نفذته بوحشية موصوفة، وطالبت المصادر بعدم تحميل الرئيس تمام سلام اكثر مما يتحمل في هذا الموضوع الوطني فالرجل يقوم بكل ما يتطلبه الواجب الوطني والانساني والاخلاقي عليه كرئيس حكومة، بل ويبادر الى القوطبة على مشاريع الفتنة ويتحرك في عدة اتجاهات، والى جانبه العديد من القوى السياسية والحزبية.
وتتابع المصادر نفسها، الجميع متفق على الحسم والحكمة في حل هذا الموضوع المعقّد الذي بالفعل جاء في ظروف معقدة ولا احد يريد تحميل المسؤوليات اليوم عما جرى وكيفية الاسر او ترك المسلحين يخرجون من عرسال قبل ان تتسلم الجهات المعنية المسلحيين، لكن من المؤكد ان هناك عملية ابتزاز واضحة وعملية تجاذب سياسي تحصل بين الاطراف المعنية في ملف الاسرى العسكريين، وهنا التجاذب ليس لبنانيا بل اقليمي بين السعودية وقطر وتركيا، والا كيف لـ«داعش» ان تطلق سراح 49 تركيا دون ان يصيبهم اذى، فيما تقتل وتذبـح اللبنـانيين، هذا سؤال برسم مشغلي جماعة «داعش» في المنطقة.
واشارت المصادر الى ان هذا الامر يجب التوقف عنده طالما لـ«داعش» مركزية قرار وليست متفلتة كما هو واضح، مما يعني ان هناك جهات تعرقل عمل الوساطة اللبنانية من خلال قطر وتركيا، اما ان «داعش» تذبح و«النصرة» تقتل وتعدم بالرصاص، فهذه لعبة مكشوفة كون «النصرة» قطعت روؤساً قبل «داعش» والاثنين من ذات المدرسة العقيدية التي تكفر الآخر المخالف لرأيهما.
الامر الخطير الآخر على حدّ المصادر التلكؤ بتسليح الجيش اللبناني، وقد تبين ان من يريد مساعدة الجيش يستطيع القيام بالسرعة اللازمة بدليل المساعدات الاميركية التي وصلت مهما كانت متواضعة، فكيف اذ كان هناك مليار دولار من السعودية وقبله ثلاثة مليارات، ولا احد يعتقد ان الدول لا تحتاج الى المليارات لذلك تتباطأ في بيع الاسلحة الى الجيش اللبناني، وقد تبين ان حصة روسيا من المليار مئة مليون دولار والباقي من الدول الغربية والاوروبية، لكن مع وجود المال منذ فترة، الى اليوم لم يأت السلاح الى الجيش الذي يحتاجه اليوم قبل غد.
ولفتت المصادر الى ان هناك مسألة اخرى تتعلق بعرسال نفسها وما جرى منذ ايام حيث تبين ان المسلحين بأحسن الظنون استغلوا تجمعات الناس ضد اقفال الجيش للطرقات المؤدية الى الجرود، ليكمنوا للجيش بعد الاتصالات السياسية لفتحها، ما يعني ان هناك تحقيقات يجب ان تكشف امام الرأي العام واطلاعه على ما جرى ومن تآمر على الجيش من لبنانيين بالتحديد قبل غيرهم، لأن اولاد الناس هي التي تستشهد وليس ابناء المسؤولين، وبالتالي يجب ان يعـلم الـناس من يقـف وراء هذا التآمر.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...