شهيد اخر للجيش اللبناني يسقط غدرا برصاص الارهاب التكفيري في عكار.
هو الثاني بعد الشهيد ميلاد العيسى، كلاهما خرجا فجرا نحو مقر عملهما فكان بانتظارهما كمين يستهدف الجيش اللبناني في سياق المخطط الارهابي الممتد من جرود عرسال الى ساحات طرابلس ومناطق عكار.
فجيعة عائلة جمال الهاشم كبيرة الى حد مأساوي كما هي فجيعة عائلة ميلاد العيسى وعائلات شهداء الجيش الذين يتساقطون برصاص الغدر التكفيري المتنقل بين المناطق وهو استهداف للمؤسسة العسكرية باعتبارها درع الوطن وحامية وحدته وسلمه الاهلي. فاذا ما ضربت هذه المؤسسة تدمر الدولة وهو هدف من اهداف التكفيريين الذين بدأت بصماتهم تظهر في مناطق الشمال وعكار، هذا النموذج المتماسك للوحدة الوطنية بات احد اهداف هذا الارهاب الذي يتطاول على خزان الجيش البشري في عكار.
لم تكن جريمة فجر امس الا احدى مسلسلات الاعتداءات التي بدأت عكار تشهدها واصابع الاتهام ليست بعيدة عن خلايا تكفيرية نائمة عناصرها الاساسية من السوريين المنتشرين في تجمعات ومخيمات حسب احد المصادر العكارية.
فاثر الجريمة التي وقعت في بلدة البيرة نفذت وحدات الجيش اللبناني مداهمات شملت مخيمات النازحين السوريين في البيرة وخربة داوود نتج عنها توقيف اكثر من اربعين سوريا فيما تتواصل التحقيقات لكشف المجرمين.
جريمة الاعتداء على الحافلة في البيرة والتي كانت تقل عسكريين هي واحدة من سلسلة اعتداءات حصلت في تلك المنطقة من عكار استهدفت الجيش اللبناني وهي حسب مصادر عكارية مؤشرات خطيرة الى ما يعد لعكار من مخططات وضعت في سلم اولوياتها ضرب العمود الفقري للجيش في عكار البيئة الاكثر احتضانا للمؤسسة العسكرية وقد فشلت محاولات التحريض والعدائية للجيش من بعض النواب والقوى السياسية والتيارات الاصولية المتطرفة.
فعكار هي منطقة العيش الواحد تؤكد المصادر والطابع العام فيها لدى المسلمين هو الاعتدال والوسطية بمعنى ان الارهاب التكفيري لم تعرفه عكار في تاريخها ومناهج التطرف الاصولي لم يجد البيئة الحاضنة له في عكار الا بعد دخول العنصر السوري الاصولي وسط النازحين السوريين وبعد تنامي الفكر التكفيري الذي بدأ يعمل على استقطاب الشباب الناشىء من جهة، ومن جهة ثانية مواقف بعض النواب المتطرفة التي ساهمت الى حد بعيد في تأمين البيئة الحاضنة للفكر التكفيري والارهاب الذي يحاكي «الداعشية» و«النصرة»، وبالرغم من ذلك فان التطرف بقي محدودا الا في اماكن النـزوح السوري وبعض الخلايا المنتشرة في بعض البلدات والقرى العكارية.
برأي المصادر العكارية ان مواقف بعض النواب العكاريين المتطرفين شكلت غطاء سياسيا للفكر الارهابي التكفيري ورافعة للعدائية غير المسبوقة تجاه الجيش اللبناني في سعي من هؤلاء النواب النيل من هيبة الجيش والمؤسسات الامنية ضمن مخطط نسف الدولة ومؤسساتها العسكرية والامنية، واشارت المصادر الى ان مجرد التطاول على المؤسسة العسكرية واستهدافها في عكار انما هو يخدم المخطط «الداعشي» الذي يتطلع الى الانتشار في عكار وشمال لبنان وخاصة في المناطق الحدودية التي تطل على الاراضي السورية وان الغطاء السياسي يوفر لهؤلاء كل المستلزمات العسكرية واللوجستية.
واكدت المصادر ان الاعتداء على الجيش هو تنفيذ لتوجيهات خارجية وان المطلوب ارباك الجيش ودفعه للانسحاب من عكار كي تتحول المنطقة الى «ارهاب لاند» وتضغط كي يوقف الجيش مداهماته التي حصدت وتحصد الكثير من المسلحين السوريين والاسلحة والذخائر والاعتدة العسكرية.
السؤال المطروح بالحاح: من يحمي المجرمين الذين يتطاولون على الجيش؟ ولماذا استهداف الجيش في عكار؟وما الرابط بين احداث الاعتداءات على الجيش في طرابلس واحداث عكار؟
والجدير بالذكر ان العسكريين الذين كانوا في الحافلة نجوا باعجوبة من القتل وكان نصيب الجندي الهاشم الاستشهاد فيما كان الكمين يستهدف ايقاع مجزرة بالعسكريين حسب مصادر الاهالي.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...