بدأ النزوح السوري يشكل عبئا ثقيلا على لبنان، اين منه اللجوء الفلسطيني الذي حصل بعد نكبة عام 1948 وتسبب بعد ان تحول وجوداً مسلحاً الى ازمات وحروب في الدول التي استضافت الفلسطينيين الذين اتخذوا من المجتمعات التي اقاموا فيها، قواعد عسكرية لانطلاق الكفاح المسلح الذي لقي التأييد والاحتضان كرد على هزيمة الانظمة العربية في حرب حزيران 1967.
وما حصل في عرسال فتح اعين اللبنانيين على وجود النازحين السوريين الذين اتى منهم الى لبنان لظروف انسانية وهربا من الحرب المدمرة، الا ان خروج مسلحين من مخيمات النازحين في عرسال ومهاجمة مواقع الجيش ومراكزه واقتلاعهم منها غدرا وقتل حوالى عشرين عسكريا وجرح العشرات واختطاف 38 كما تقول مصادر عسكرية هو الذي نبّه الى الوجود السوري المسلح، وتحول نازحين الى خلايا نائمة «لجبهة النصرة» و«داعش» ومجموعات مسلحة اخرى، والدليل ما اعلنه ابو محمد الجولاني مسؤول «النصرة» في سوريا من ان مجموعاته في لبنان ستتحرك في الوقت المناسب، وقد حرّض اهل السنة للثورة دفاعا عن كرامتهم، ودعوة العسكريين منهم الى التمرد على الجيش والانشقاق عنه وقد لاقاه سراج الدين زريقات الذي اصدر تسجيلا له باسم «كتائب عبدالله عزام» انه آتٍ الى بيروت ثم ما ردده نازحون سوريون في عرسال يوم الجمعة الماضي من هتافات تتوجه الى مسؤول النصرة في القلمون ابو مالك التلي او الشامي، مرددين: «يا ابو مالك فوت فوت عبيروت».
فالوجود السوري المسلح تضيف المصادر هو ما يقلق اللبنانيين والمؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية لذلك جاءت حملة المداهمات التي قام بها الجيش في مخيمات النازحين في عرسال للاشتباه في وجود مسلحين وسلاح، وهو التدبير الامني المطلوب بعد ان تعرض الجيش لما تعرض له من هجوم في 2 آب الماضي من قبل اكثر من الف مسلح انطلقوا من المخيمات التي تضم من بين من تضم ايضا اهالي وعائلات مسلحين هربوا الى جرود عرسال بعد استرداد الجيش لمواقعه ومراكزه، كما تقول المصادر التي تشير الى ان دعوة اطراف لبنانية سياسية ودينية، وشخصيات اعلامية، للتضامن مع عرسال التي وصفت «هيئة العلماء المسلمين» ببيانها بأنها تذبح، وهذا تضليل مقصود لاخفاء ما اكتشفه الجيش من مشبوهين ومطلوبين وسلاح في مخيمات النازحين في عرسال، حيث فجّر مسلحون منها آلية للجيش فاستشهد ثلاثة منهم وجرح اخرون، ولم يحرك اي من المعترضين على مداهمات الجيش ساكنا، وهو المذبوح والمخطوف والمقتول غدرا والمجروح ظلما لانه حامي الوطن من الارهابيين.
فالوجود السوري المسلح الذي يتجه البعض من الاسلاميين الى تشريعه بات يشكل خطرا على السوريين اولا كنازحين تؤكد المصادر الذين في اماكن اقامتهم باتوا يشكلون حاضنا لمسلحين، وهو ما خلق نفورا منهم من اللبنانيين الذين تحول كل نازح سوري الى «داعش» و«نصرة» وهم ليسوا كذلك تقول المصادر بل قلة قليلة منهم تسللت الى مراكز الايواء، لكنها تمسك بقرارها، اذ ان اخطر ما يطلبه خاطفو العسكريين هو عدم التعرض للنازحين، وبذلك يصبح وجودهم مادة للتفاوض حول شروط سيفرضها مسلحون سواء كانوا في جرود عرسال، او ظهروا في طرابلس عبر حركات او منظمات وجمعيات كما جاء في بيان «هيئة العلماء المسلمين» الذي رفض المس بالنازحين السوريين هو ما يشبه ما كان يصدر في سبعينات القرن الماضي عن الاحزاب اليسارية ومراجع دينية اسلامية بعدم التعرض للفلسطينيين وسلاحهم لانهم مقدس ويهدف الى تحرير فلسطين وانقسم اللبنانيون حوله وادى ذلك الى حرب اهلية.
ففي لبنان حوالى مليون ونصف مليون نازح سوري، ومتوقع ان يصل العدد الى اكثر من مليونين اي يفوق نصف عدد اللبنانيين، وسيعزز اكثر من 150 الفا من المسلحين، وفق تقدير المصادر، وهم يوازون ضعفي عدد العسكريين والقوى الامنية فكيف للبنان ان يقبل ويتحمل ليس القنبلة بل «سلاح الدمار الشامل» الذي يمثله هذا الكم من المسلحين الذين يساندهم لبنانيون اعلنوا ولاءهم لـ«للنصرة» و«داعش».
فلم يعد موضوع النزوح السوري في لبنان ترفا فكريا، كما تتعاطى معه الحكومة، وليس مسألة تجريب فكرة المخيمات، كما يطرح بعض الوزراء، وهو ليس من هو مع النظام السوري ومن يعارضه، هو خطر حقيقي تؤكد المصادر على لبنان سياسيا وامنيا واقتصاديا وديموغرافيا فكيف واذا نفذ الجولاني والتلي وزريقات ومن يشبههم، وتمددوا في المناطق اللبنانية ووصلت غزوتهم الى بيروت، كما يهددون ويتوعدون، فأي «جدل بيزنطي» نحن فيه والعدو على الابواب اذا لم يكن اصبح داخل الدار وفق التقارير الامنية وما صدر عن وزير الداخلية نهاد المشنوق وما ورد في بيان نواب طرابلس ووزرائها عن مربع امني في باب التبانة…
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...