تستعدّ النجمة اللبنانية مي حريري لِخَوض تجربة جديدة في مشوارها الفنّي، من خلال تقديمها برنامجاً ضخماً تلتقي فيه أهَمّ مشاهير العالم على طريقة تلفزيون الواقع. وتكشف في حديث خاصّ لـ»الجمهورية» تفاصيلَ البرنامج المرتقب وموازنة إنتاجه الضخمة، وجوانب من كواليس التصوير، مبديةً رأيها في موضوعات كثيرة طاولتها أخيراً على الصعيدَين الفنّي والشخصي.
مع اقتراب موعد الأعياد، وقبلَ أسبوع واحد من عيد الميلاد، تشعر مي حريري بأنّها تلقّت هديّةً كبيرةً بخوضها تجربةً تصِفُها بـ»الأولى من نوعها في العالم العربي». إنّه برنامج من نوع الـreality TV، تواكِب فيه النجمة اللبنانيّة يوميّات مجموعة من ألمع مشاهير هوليوود والعالم.
إنطلقَ التصوير في لوس أنجلس الأميركيّة، في حضور الناقد الفنّي الدكتور جمال فيّاض، والنجم اللبناني الأميركي آدم صبّاغ، الذي تكشف مي حَصريّاً لـ«الجمهورية» أنّه سيُشاركها تصوير الحلقات.
«البرنامج ليس جديداً بالنسبة إليّ فحسب، وإنّما هو جديد من نوعه في العالم العربي. صوّرتُ مجموعة حلقات سأظهر فيها مع ألمع نجوم هوليوود، من بينهم ليندسي لوهان وباريس هيلتون وليوناردو دي كابريو وآخرون. أمّا فريق العمل فهو الفريق نفسه الذي يتولّى تصوير برنامج كيم كرداشيان الشهير Keeping up with the Kardashians والمخرج كذلك الأمر».
هذا ما تقوله مي لـ«الجمهورية» بدايةً، قبل أن تواصِل بحماسة عالية الخوض في تفاصيل البرنامج الذي ستشتري إحدى القنوات العربيّة المُهمّة حقوقَ بثّه، بعدَ توقيع العقد النهائيّ في 27 من الشهر الجاري. ترفض مي الردّ على سؤال عن معلومات خاصّة ترجّح عرض العمل على المحطّة الرائدة عربياً MBC، وتكتفي بالقول إنّ «بداية العام المقبل سيكون موعد انطلاق عرض البرنامج ضمن شبكة البرامج الجديدة على إحدى القنوات العربيّة».
وتفصح: «العمل على البرنامج يتمّ من خلال الوكالة الخاصّة التي يملكها النجم اللبناني الهوليوودي آدم صبّاغ. هو يَتولّى تأمين التواصل مع أهمّ المشاهير العالميين ويصلنا بهم وسيشاركني في البرنامج. وقد ولدت فكرة البرنامج عن طريق الدكتور جمال فيّاض. فقد اتّصلوا به من لوس أنجلس لأنّه صحافي كبير في الوطن العربي، وطلبوني بالإسم بعدما وجدوا أنّ شخصيّتي العفويّة تُناسِب هذا النوع من البرامج، ورأوا بعدَ الاطّلاع على فيديوهاتي على «يوتيوب» أنّني أتمتّع بالمواصفات المطلوبة».
«العفويّة تجذب الناس»
المقارنة بـ كيم كرداشيان تُسعِد مي، «فـ كيم صاحبةُ تجربة ناجحة في هذا المجال، لكنّني اليوم لا أسعى لأن أكون مثلها، فهيَ آتية من ثقافة وبيئة معيَّنتَين، وما يتقبّلهُ مجتمعها يرفضه محيطنا. برنامجي سيدخل كلّ بيت، وسيكون مراعياً لهذا الأمر. أمّا تسليط الضوء فلن يكون على الماكياج والشعر ومقاييس الجسد المثالي لدى المشاهير، بَل على مواقف مستمَدّة مِن صلب يوميّاتهم بعيداً من اصطناع المادّة أو التمثيل. سيكون واقعيّاً بكُلّ ما للكمة من معنى، لأنّ الأمور الصادقة والعفويّة هي التي تجذب الناس».
وعمّا إذا كان مبلغ الـ 3 مليون دولار الذي صرّحت عنه في مقابلة ضمن برنامج «بِلا تشفير» يُمثّل قيمة العقد الذي وَقّعته لتصوير برنامج الواقع، تكشف: «نعم هو كذلك، لكنّني لم أحصل عليه بَعد، فنحن نواصل التصوير وما زال لدينا عمل كثير، فمدّة الحلقة 45 دقيقة على الهواء ويستغرق تصويرها بين 10 أو 15 يوماً أحياناً».
التحدّث باللغة الإنكليزيّة ليسَ عائقاً بالنسبة إلى النجمة التي انتشَر لها منذ فترة فيديو يُظهرها تتحدّث لغة العَمّ سام بهشاشة. تقول: «الشريط قديم، يعود لأكثر من 13 سنة. وكنتُ حينها مبتدئةً في تعلّم الإنكليزيّة وسعيدة بنفسي كطفل صغير يتعلّم أمراً جديداً. اليوم الوَضع مختلف، فقد اكتسبتُ خبرةً أكبر في الحياة والتواصل مع الناس، وما اللغة بالنسبة إليّ سوى هذه الأداة التي تصلني بمَن لا يتحدّثون لغتي. لم أتعلّمها لأعلّمها، حتّى خرّيجو الجامعات يقعون في مطبّات لغوية. مَعلي اسمحولنا».
«لا أندَم»
لكنّ اللغة الأجنبيّة لم تكُن وحدها ما أثار الجدل حول مي أخيراً، إذ تنضمّ إليها حلقة تلفزيونيّة ظهرت فيها تقذف الكاميرا بفنجان القهوة في برنامج «بلا تشفير» على قناة «الجديد».
في هذا الإطار، تؤكّد مي: «لا أندم على تصوير الحلقة، فأنا أعتبر أنّ مَن يتعاطى مع الفنّان يفعل ذلك وفقَ شخصيّته وضميره وتربيته. وعندما تفاجأتُ بأمور معيّنة، جاءت ردّة فعلي قويّة. ومع ذلك، رأى البعض أنّ ما فعلتهُ كان قليلاً مقارنةً بالموقف الاستفزازي نفسه. لا، لا أندم، فمثلما يُقال الدعاية السلبيّة تكون أحياناً أفضل من الإيجابيّة».
وتوضح: «أسئلة المقدِّم كانت استفزازيةً، خصوصاً أنّ ما طرحه لا يَمُتّ إلى الحقيقة بصلة. لقد أرسلتُ email قبلَ الحلقة، وطلبتُ عدم التطرّق إلى حياتي الشخصيّة، بَل مناقشتي في الأمور الفنّية فقط، فطرَحَ المقدّم موضوعات أخرى، لكنّه لم يفعل ذلك بطريقة راقية يتقبّلها المشاهد والمجتمع. وَرَّطني مع «عَرَب المسلخ»، عِلماً أنّني أعتبرهم لبنانيّين قبلَ أن أكون لبنانيّة.
ولقد قلتُ إنّهم تعرّضوا للظلم والاضطهاد، لكنّهُ حذَفَ كثيراً من حديثي في المونتاج. وإذا أردنا التسليمَ جدلاً بأنّني أخطأتُ، فمَن منّا لا يُخطئ أو يولَد عالماً في الأمور كلّها؟ كلّ إنسان يتعلّم ويواصل التعلّم مدى حياته، وإذا أنا أغفلتُ أمراً، كان يجب أن يتنبّه هو إلى أنَّ الموضوع حسّاس، وأن يراعي ذلك. ولو كنت إنسانةً شرّيرةً لما وَثقت به. أتى بي من أميركا وَخَدعني، فقد قال إنّه صوّر حلقة تجريبية بينما في الواقع كان قد باع الحلقة لـ«الجديد». كان يكذب منذ البداية.
وقد أغراني عندما قال لي إنّه صَوَّر حلقات مع ماجدة الرومي ووائل جسّار والدكتور سمير جعجع والجنرال ميشال عون، وأنّ هذه الحلقات «مكسّرة الأرض» ولم يبقَ سوى الحلقة الأخيرة. لقد ضَلّلني، ولديّ شهود ممَّن كانوا موجودين معي، وبينهم الصحافي جمال بركات. ومع ذلك كلّه، أعتبر أنّني صوّرت حلقة لقناة «الجديد» بغضّ النظر عمَّن قدَّمها وما فعله، ولن أقبل بعدَ اليوم أن يجُرّني أحد إلى خلاف مع أيّ محطّة».
«تصالحنا وانتهى الموضوع»
وعَن خلافها مع mtv تقول: «أنا وmtv تصالحنا وانتهى الموضوع. كانَ هناك سوء تفاهم وقد سُوّي. جميع الناس يتخاصمون ويتصالحون، حتّى الإخوة في البيت الواحد يفعلون ذلك، وعندما يشعر الإنسان بأنّه مظلوم قد يقول أشياء في حال انفعال، ويجب ألّا تؤخَذ عليه. لكن في النهاية، الأستاذ ميشال المرّ رجُل أحترمه وأقدّره والخلاف بات وراءنا. ونحن بلد الإعلام ونحتاج إليه لإيصال أعمالنا».
وعَمّا إذا كانت مستبعدةً عن برامج المحطّة، تقول: «لا أظنّ ذلك. لو كنت على الـ Blacklist لكانَ ممنوعاً أن يَرِد اسمي في أيّ برنامج، بينما الواقع غير ذلك. فالإعلاميّة منى أبو حمزة التي أحبّها وأحترمها كثيراً، ذكرت اسمي في برنامجها، وعادل كرم فعَلَ ذلك أيضاً من ناحية فكاهيّة في «هيدا حكي».
«بدّو يجنّني»
مَي التي تستعدّ لاستعراضٍ راقص ضخم في حفل رأس السنة الذي تُحييه في البيال، لا ترى أنّ ذلكَ يضعها في مقارنة مع النجمة هيفا وهبي التي تُقدّم الاستعراضات الراقصة في حفلات وداع العام، وتؤكّد: «الأمر ليسَ جديداً بالنسبة إليّ، وقد قدّمتهُ سابقاً في حفلات ومهرجانات كثيرة منذ أكثر من أربع سنوات. إنّها طريقة فنّية جميلة لإضافة أجواء مميّزة على الحفلات من خلال تقديم تابلوهات جميلة بمشاركة راقصين محترفين».
وتكشف أنّ «مشاريعها الفنّية لا تقتصر على إحياء الحفلات، بل تشمل تصوير أغنية «وَعدني» على طريقة الفيديو كليب مع طوني أبو الياس وميرنا خيّاط، وذلك بطريقة راقصة تتناسب وأجواء الأغنية وإيقاعها السريع».
وتُعلن أنّها ستُصوّر بداية العام أغنية أخرى بعنوان «حبيبي بدّو يجنّني»، وذلك «مع المخرج فادي حداد الذي يحضّر الكليب بأجواء بعيدة من الرقص تُقدّمني بقالب مختلف، لا سيّما أنني اعتبر هذه الأغنية من أجمل ما قدّمت».
وتختم حديثها متمنّيةً أن «يحمل العام الجديد سعادة وراحةً واستقراراً للبنانيين وسلاماً للعالم العربي»، مبديةً حماستها لاستقبال الـ 2015 وتحقيق مزيد من الأحلام والطموحات على مختلف الصُعُد.