لا خطط عملية لإنقاذ الوضع في لبنان من حالة التخبط التي يعيشها في ظل تنامي الخطر التكفيري الإرهابي القادم من وراء الحدود وفي ظل تمادي حالة الفراغ في سدة الرئاسة الأولى التي وبحسب المعلومات المتداولة في كواليس المباحثات السياسية والدبلوماسية في بيروت فأن هذا الفراغ الرئاسي في الموقع الأول في الجمهورية اللبنانية سيبقى مستمرا حتى اشعار آخر وما جرى في الجلسة الـ 11 لإنتخاب رئيس جديد للجمهورية في المجلس النيابي مرشح بأن يتكرر مرارا وتكرارا طالما أن الخطة الوحيدة في جعبة زعماء الوطن هي خطة الإنتظار حتى يأتي الفرج من الخارج الذي يضع لبنان في قعر اهتماماته الإقليمية في منطقة الشرق الاوسط هذا ما قالته أوساط سياسية وسطية لـ «الديار»، مشيرة الى أنه لا تقدم في ملف الإنتخاب الرئاسي والمشكلات القديمة الجديدة على حالها وما مبادرة 14 آذار إلا جزءً لا يتجزأ من هذه المشكلات خصوصا أن سحب ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لصالح مرشح توافقي هو طرح لزوم ما لا يلزم خصوصا أن جميع القوى السياسية وعلى رأسها قيادات 14 آذار كانت تدرك منذ البداية بأن ترشح جعجع كان للمناورة وتعبئة الفراغ السياسي بالمناورات السياسية التي لم تكن في محلها كونها أضاعت فرصا على لبنان للخروج من حالة الفراغ وكونها سببت بإطالة امد الفراغ القاتل في الموقع المسيحي الأول في الدولة.
المصادر أشارت الى أن ما قدم من مبادرة من قبل فريق 14 آذار والرد العوني العنيف على هذه المبادرة التي رفضها وتمسك بمبادرة عون التي تقضي في ما تقضي بانتخاب الشعب لرئيس الجمهورية ليس سوى مشهد واضح يدل على أن النضج السياسي في لبنان على صعيد مقاربة الإستحقاق الرئاسي لا يزال غائبا حتى اشعار آخر التي على ما يبدو أتت متأخرة وولدت ميتة بمجرد خروجها إلى العلن كونها لم تأتِ بجديد من شأنه أن يغير من سلوكيات ومواقف التيار العوني من الإستحقاق الرئاسي الذي سيبقى إنجازه معلقا طالما أن فريق 14 آذار لم ينزل من أبراجه العاجية العالية إلى أرض الواقع الذي يتطلب اليوم وفي أسرع وقت من هذا الفريق الدخول في حوار جدي مع العماد ميشال عون وحزب الله وبقية الأطراف خصوصا القوى الوسطية للخروج من حالة المراوحة وحالة المبادرات العقيمة والسجالات والمزايدات الشعبوية التي تكرس حالة الفراغ وتعطل المشاورات الجدية الهادفة إلى إنهاء حالة الشغور الرئاسي في قصر بعبدا في ظل مرحلة شديدة الخطورة على لبنان وكيانه ووجوده وعلى المسيحيين وحضورهم ودورهم في هذا المشرق الذي يمر بمرحلة من أخطر المراحل التي تشهد استهدافا منهجيا لتهجير المسيحيين من هذا الشرق الذي لمسيحييه عموما ومسيحيي لبنان خصوصا أن تنازلوا قليلا عن كبرياء مشاحناتهم العبثية في سبيل تقديم التنازلات المتبادلة الضرورية من أجل انقاذ الموقع المسيحي الأهم للمسيحيين في الشرق أي موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية من خطر السقوط والتلاشي والإندثار سيما أن هناك قوى اقليمية تعمل منذ فترة طويلة على ضرب الوجود المسيحي في هذا الشرق وهي اليوم مستفيدة من وجود الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية اللبنانية كون هذا الفراغ بالنسبة إلى المتربصين شرا بالمسيحيين هو عامل مساعد لضرب الحضور المسيحي المشرقي المتنور في هذه المنطقة.
وفي هذا الإطار، تساءلت مصادر سياسية مطلعة لماذا ترفض الدولة اللبنانية العروض المقدمة لها من بعض الدول بشأن تسليح الجيش اللبناني سيما أن بعض هذه العروض هي غير مشروطة ومفتوحة إلى أقصى درجات تسليح الجيش بالسلاح والعتاد الحديث ليكون قادرا على مواجهة كافة التحديات الأمنية سواء التحديات القادمة من جهة الأراضي الفلسطينية المحتلة في الجنوب حيث العدو الصهيوني متربص شرا وعدوانا بلبنان الشعب والجيش والمقاومة، أو تلك التحديات القادمة من جهة الأراضي السورية من الشمال والشرق حيث الإرهاب التكفيري يتربص إجراما وقتلا وفتكاً بالمجتمع اللبناني وسلمه الأهلي وعيشه الوطني المشترك ومما لا شك في أن أقوى العروض المقدمة والمتاحة أمام الدولة اللبنانية لتسليح الجيش والأجهزة الأمنية وبأقصى سرعة هي العروض المقدمة من إيران التي تملك ترسانة ضخمة من الأسلحة الحديثة والمتطورة على كافة الصعد ومع ذلك فأن هذه العروض الإيرانية ولأسباب سياسية تتعلق بعبثية الإنقسام اللبناني التقليدي العبثي بين فريق 14 و 8 آذار إضافة إلى الإنقسام المذهبي الحاد يحول دون استفادة الجيش اللبناني من هذه العروض على الرغم من المخاطر الداهمة التي تتهدد لبنان والمؤسسة العسكرية سواء من جهة اسرائيل أو الإرهاب التكفيري… مع العلم أن الإعتراض على الإستفادة من عروض إيران الهادفة لتسليح الجيش اللبناني هي إعتراضات مصدرها فريق ثورة الأرز لأسباب واهية لا تتلائم مع المخاطر الكبيرة التي تتهدد لبنان في ظل البراكين المشتعلة في كل المنطقة خصوصا في سوريا والعراق حيث الإرهاب التكفيري يتمدد ويتوسع ويكاد يصل إلى قلب لبنان، في حين أن فريق 8 آذار بقيادة حزب الله ليس لديه أي فيتو على تسليح الجيش اللبناني والقوى الأمنية من أي جهة كانت وإن كانت هذه الجهة في السياسة الداخلية والخارجية محسوبة حليفة على فريق 14 آذار.
المصادر تساءلت أيضاً عن مدى جدية المساعدات المقدمة للجيش والتي لا تزال عالقة في زواريب الروتين وحسابات المصالح الآنية، سيما أن المليارات المقدمة للجيش وما يدور حولها من أخبار ومعلومات تشير إلى أن هناك خلافات حول سمسارات وعمولات من صفقات السلاح تزيد ايضا من حدة العراقيل التي تحول دون وصول المساعدات المرجوة للجيش اللبناني والقوى الأمنية كي تكون في وضع أفضل على صعيد جهوزيتها في مواجهة الإرهاب والتصدي لموبقاته الإجرامية في الساحة اللبنانية…المصادر أشارت الى أن أحدى المرجعيات الكبيرة في الدولة اللبنانية شبه تلك المساعدات بوعود كافور الإخشيدي للشاعر العربي الكبير أبو الطيب المتنبي خصوصا أن المتابعة الحثيثة والملحة لهذا الملف تدفع كثير من المسؤولين الرسميين والعسكريين في الدولة اللبنانية بالشعور وكأن هذه المساعدات ليست سوى وعود معلق تنفيذها على ضوء ما ستسفر عليه المعارك الطاحنة الدائرة في العراق بين القوات العراقية وقوات البشمركة المدعومة من المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة من جهة وبين قوات تنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى سيما أن هذه المعارك كانت ولا تزال تتصدر واجهة الإهتمام والمتابعات الدولية والإقليمية نظرا لمدى أهمية انعكاسات هذه المعارك وتطوراتها الميدانية على المشهد الإقليمي في كافة أرجاء منطقة الشرق الأوسط التي تمر دولها وشعوبها في مرحلة تاريخية بالغة الدقة والحساسية
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...