وجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع نداءً الى النائب العماد ميشال عون قائلاً:” لا يمكننا ترك الأمور كما هي، ان موقع رئاسة الجمهورية يتآكل رويداً رويداً، مهما كانت الظروف والأسباب والخلفيات لا يمكننا أن نترك موقع الرئاسة الأولى فارغاً، وبالتالي يا جنرال أمامك خيارين: إما أن يتوجّه تكتل التغيير والاصلاح يوم الأربعاء المقبل في العاشر من الجاري الى مجلس النواب، فنكون، أنا وأنت، مرشحان للرئاسة، وفي ظل وجود لعبة فعليّة لا يعود بإمكان المرشَحين غير الفعليين الاستمرار، أما الخيار الثاني، وكي لا يستمر التباكي على الاطلال والقول ان السنة والشيعة يتحاوران ليختارا لنا رئيساً للجمهورية، هو الجلوس سوياً للتفاهم على بعض الأسماء ونتوجه بهم الى مجلس النواب، فحتى الآن لا تزال المبادرة بين أيدينا ولكن لا يمكننا أن نطلب من الكون انتظارنا فيما البعض يُعطّل رئاسة الجمهورية”.
هذا النداء أطلقه جعجع خلال مشاركته في العشاء السنوي لمنسقية بيروت في حزب القوات اللبنانية في فندق “ريجنسي بالاس” في أدما، في حضور: وزير السياحة ميشال فرعون، وزير الداخلية نهاد المشنوق ممثلاً بالاعلامي جهاد الأخوي، النواب: ستريدا جعجع، نديم الجميّل، عمّار حوري، فادي كرم، سيرج طورسركيسيان، عاطف مجدلاني، منسق الامانة العامة لقوى 14 آذار د. فارس سعيد، رئيس بلدية بيروت بلال حمد وأعضاء المجلس البلدي، منسق تيار المستقبل في بيروت المهندس بشير عيتاني، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، رئيس حركة “مستقلون” رازي الحاج، امين عام حزب القوات اللبنانية د. فادي سعد، منسق القوات في بيروت المهندس عماد واكيم، هيئات المجتمع المدني في بيروت، وحشد كبير من المحازبين والمناصرين، حيث قال:” لماذا بيروت؟ لأن بيروت هي بشير الجميّل، هي رفيق الحريري، هي نادي الحكمة، هي مطران بيروت للروم الأرثوذكس الياس عودة، هي بيروت 14 آذار اللحظة التاريخية والجغرافية، وبكافة الأحوال خارج 14 آذار لا وجود لبيروت، قد يعتبر البعض هذا الكلام مغالاةً أو من قبل تعصُب لقوى 14 آذار، ولكن جدياً خارج 14 آذار لا يوجد بيروت لسبب بسيط أنه في 8 آذار لا وجود للبنان…”
ولفت الى ان “مشروع قوى 14 آذار يُختصر بلبنان سيّد، حرّ ومستقل، هو لبنان الراحل الكبير سعيد عقل، رحمه الله، الذي كان يتكلم عنه في أشعاره، نحن في 14 آذار نتكلم عن هذا اللبنان وننفذه على أرض الواقع، ما هي نسبة نجاحنا؟ هذا بحثٌ آخر والأيام أمامنا، وبالتالي ليكون لبنان سيداً، حراً ومستقلاً يجب أن يكون لدينا دولة فعلية”، متسائلاً:”ما هو مشروع فريق 8 آذار؟ لبنان ليس بالنسبة لهذا الفريق وطناً وطبعاً لا يريدونه سيداً وحراً ومستقلاً ولا يجدون أي ضرورة لقيام دولة قوية فعلية فيه”.
وأضاف:” لا ينفك فريق 8 آذار يتكلم عن “المقاومة” ولكن قبل أن يكونوا هم مقاومة، كنّا نحن المقاومة، وقبلَنا كان يوجد آلاف المقاومين من مئات السنين، فمقاومتهم يُقصد بها حزب الله فقط، وكل مشروعهم قائم على بناء حزب قوي يتسلّح أكثر فأكثر لمصادرة قرار الدولة”.
وانتقد جعجع من يدّعون أنهم وسطيون بين فريقي 8 و14 آذار اي بين نظرتين وفكرتين للبنان، متسائلاً :”كيف يمكن أن يكونوا وسطيين؟ اذ لا يمكنهم أن يكونوا بدون نظرة معيّنة للبنان”.
واستهجن جعجع مقولة “كلّهم متشابهون” التي يطرحها البعض، فقال:” هذا لا يجوز، لأنه في لبنان يوجد ما هو صالح وما هو غير صالح، فهذه الفكرة تسوّق بأن لا شيء صالح للعيش في لبنان وتدعو الى ترك هذا البلد، ليس صحيحاً ان “الكلّ متشابهون”، فمن يقول انه يريد بناء دولة قوية وحصر القرار بها هل يكون كمن يقول “أريد ترك القرار خارج الدولة”؟ أو من يقول انه يريد الالتزام بالدستور والقوانين اللبنانية هل يكون كمن يعتبر أن الدستور والقوانين هي وجهة نظر؟”
وفي موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية، ردّ جعجع على من يتهمون مجلس النواب بالتلكؤ عن انتخاب رئيس وان النواب لا يقومون بواجباتهم في هذا السياق، قائلاً:”هذا الكلام غير صحيح، فمن ليس مستعداً ليقول الحقيقة كما هي فليصمت ولا يتفوه بأي كلمة، ومن يريد الكلام عليه أن يكون كلامه سوياً فليس كل النواب متلكؤن بل هناك بعضٌ منهم بينما نواب آخرون يشاركون في كل جلسة انتخاب”.
ورفض جعجع سياسة التعميم “بوصف كل النواب بـ”الحراميّة”، فهذه سياسة خبيثة وخطيرة، فالتعميم يعني تجهيل الفاعل وابقاء الواقع على ما هو عليه”، مشيراً الى أنه متأكد أقله “أن نواب القوات ليسوا كذلك والى جانبهم كثر، ما يجب فعله هو أن نسمّي الأسماء بأسمائها، ومن يريد انتخاب رئيس للجمهورية عليه تسمية النواب المقاطعين بدل أن يقول على النواب ان يتحمّلوا مسؤوليتهم لأن قسماً منهم متحملٌ لمسؤولياته”.
وشدد جعجع على ان “قوى 14 آذار لا زالت موجودة مثل أول لحظة من وجودها، ان 14 آذار هي المشروع والتصوّر الذي يريده أكثرية الشعب اللبناني، وصراحةً نحن غير فاعلين مؤخراً نظراً للظروف التي نعيشها، ولكننا متشبثون بمشروعنا ولا يجب أن ننسى أننا تعرضنا لعشرات عمليات الاغتيال وصمدنا ولا أتخيّل ان أي مجموعة كانت قادرة على الصمود والاستمرار كما فعلنا نحن لو أنها واجهت هذا الارهاب، 14 آذار كانت صامدة وستبقى صامدة…”
وفي موضوع الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل، استغرب جعجع النظرية التي يُشيعها البعض بأن السنّة والشيعة ذاهبون للحوار من اجل الاتفاق على رئيس جمهورية مسيحي، فقال:”ان السنة والشيعة سوف يتحاورون لتخفيف الاحتقان الموجود بينهم للأسف في ظل المواجهة الكبرى بين السنّة والشيعة في المنطقة ككلّ، وهذه خطوة مباركة بحدّ ذاتها ولكن البحث في رئاسة الجمهورية والأمور الوطنية الكبرى تحتاج الى وجود ومشاركة كل الفرقاء في الوطن، وبالتالي لا يجب أن نحمّل هذا الحوار أكثر مما يحمل، وأن نضع له أهدافاً أكبر من أهدافه المرسومة”.
وأشار جعجع الى أن “كلّ المسؤولين السياسيين في لبنان اعتبروا أن موقع رئاسة الجمهورية هو مسؤولية مسيحية يجب أن يتفق حولها المسيحيون، ولكن ماذا يُمكننا أن نفعل حين يكون لدينا فريق من المسيحيين يُعطّل بيده الانتخابات الرئاسية؟”
ووجّه جعجع نداءً الى العماد ميشال عون قائلاً:” لا يمكننا ترك الأمور كما هي، ان موقع رئاسة الجمهورية يتآكل رويداً رويداً، مهما كانت الظروف والأسباب والخلفيات لا يمكننا ترك موقع الرئاسة الأولى فارغاً، وبالتالي يا جنرال أمامك خيارين: إما أن يتوجّه تكتل التغيير والاصلاح يوم الأربعاء المقبل في العاشر من الجاري الى مجلس النواب، فنكون، أنا وأنت، مرشحان للرئاسة، وفي ظل وجود لعبة فعليّة لا يعود بإمكان المرشحين غير الفعليين الاستمرار، أما الخيار الثاني، كي لا يستمر التباكي على الاطلال والقول ان السنة والشيعة يتحاوران ليختارا لنا رئيساً للجمهورية، هو الجلوس سوياً للتفاهم على بعض الأسماء ونتوجه بهم الى مجلس النواب، حتى الآن لا تزال المبادرة بين أيدينا ولكن لا يمكننا أن نطلب من الكون انتظارنا والبعض يُعطّل رئاسة الجمهورية”.
وأشاد جعجع في كلمته بدور الجيش اللبناني في هذه المرحلة، منتقداً “بعض الغيارى الذين نادوا مؤخراً بالتسلُح الذاتي وتسليح المسيحيين بالأخص في القاع ورأس بعلبك، هؤلاء الغيارى حين كان يوجد حاجة لتسليح المسيحيين كانوا ضده وضد تسليح اللبنانيين ولم نرَ أي من بطولاتهم حين كان الوطن بحاجة فعلية لهم، ولكن الآن في ظل وجود الدولة يطرحون تسليح المسيحيين، ولكن نظريتنا تقول أن هناك حداً أدنى من الدولة ولاسيما مؤسسة الجيش اللبناني وبالتالي لا لزوم للتسلُح، وهذا ما أثبته الجيش في أحداث رأس بعلبك ويبقى رهاننا على الجيش اللبناني وعلى الدولة في محله ولن ندع أحد يقوم بتضييع هذا الرهان، فالأحداث أثبتت أنه حين يُترك المجال للجيش اللبناني، برهن هذا الجيش أنه جيش مقاتل أكثر من كلّ الذين يدّعون القتال في الوقت الحاضر، يجب أن يُفسح الجميع المجال أمام الجيش واعادة القرار الأمني والعسكري الى الدولة والجيش قادر على تحمُّل المسؤولية في كل لبنان“.
وختم جعجع:”صحيح أننا نمر بظروف صعبة في لبنان ولكن في الوقت عينه أرى أن المستقبل لن يكون مأزوماً، هذا البلد مبني على أسس ثابتة ومتينة وستمر كلّ المصائب وسيبقى لبنان“.