برز النجم البرازيلي نيمار منذ بداية هذا الموسم في الدوري الفرنسي لكرة القدم، وتصدَّر ترتيب هدّافي البطولة، على عكس مستواه في الموسم السابق.
كثُر الحديث منذ بداية الموسم الحالي وحتى اليوم عن النجم البرازيلي نيمار، لكن عناوين الصحف والمقالات والتحليلات التي تحدثت عنه لا يمكن اختصارها بمشكلة تسديد ركلات الجزاء التي حصلت بينه وبين نجم باريس سان جيرمان الآخر كيليان مبابي.
المشكلة حُلت. المدرب كريستوف غالتييه اتخذ قراره بأن مبابي هو المسدد الأول لركلات الجزاء في الفريق ونيمار الثاني. بالفعل، فإن اللاعبَين تبادلا التحية بعد أهدافهما في المباراة أمام ليل، إذ سجل مبابي “هاتريك” ونيمار هدفَين في مقابل هدف لزميلهما النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، وهذا ما انعكس أمس توافقاً في المباراة أمام موناكو، إذ حصل سان جيرمان على ركلة جزاء، لكنَّ المسدد كان نيمار، وليس مبابي، لأن البرازيلي حصل على الخطأ، وتشاور مع مبابي لتسديد الركلة، وقام الفرنسي بتهنئته بعد تسجيلها.
إذاً، لا يمكن اختصار الحديث عن نيمار منذ بداية الموسم في هذه المشكلة التي وجدت طريقها إلى الحل، بل الأهم هو الجانب الإيجابي والمضيء، من خلال التألق اللافت للنجم البرازيلي هذا الموسم.
نيمار يقدم مستويات رائعة حالياً، ويسجل في جميع المباريات. وقد أنقذ فريقه أمس من الخسارة بتسجيله هدف التعادل، وسجل 6 أهداف في 4 مباريات في صدارة ترتيب الهدافين في الدوري الفرنسي، وهو الأول في البطولات الخمس الكبرى في أوروبا، إلى جانب النجم النرويجي إرلينغ هالاند، لاعب مانشستر سيتي، الّذي سجّل 6 أهداف أيضاً في “البرميير ليغ”.
أسباب تألق نيمار
ولعلّ تألق نيمار يعود في الدرجة الأولى إلى الانتقادات الكثيرة التي تلقّاها، إضافةً إلى ميسي، في الموسم الماضي من جمهور باريس سان جيرمان والصحف الفرنسية، إذ لم يكونا بمستواهما المعهود طيلة الموسم. على سبيل المثال، لم يسجّل نيمار أي هدف في دوري أبطال أوروبا، وذلك للمرة الأولى منذ مجيئه إلى الكرة الأوروبية.
كذلك، يحاول نيمار، إلى جانب ميسي، أن يستعيدا مكانتهما في الفريق، بعد أن حصل مبابي على كل الاهتمام في الموسم الماضي، وتغنت به الصحف، واعتبرته اللاعب الأكثر تأثيراً في باريس سان جيرمان.
أضف إلى ذلك أنَّ هناك سبباً مهماً وراء تألق نيمار منذ بداية الموسم الحالي، وهو مونديال قطر، إذ إن النجم البرازيلي يسعى لتقديم أفضل مستوياته مع اقتراب البطولة العالمية، ليكون مستعداً تماماً لمنافساتها، ويكون النجم الأول لدى البرازيليين في البطولة، وليس أي لاعب آخر، وخصوصاً بعد خيبة مونديال 2018 وذكراه المؤلمة والمؤثرة في مونديال 2014، عندما تعرض للإصابة ولم يكمل البطولة، وخسرت البرازيل المباراة التاريخية أمام ألمانيا بنتيجة 1-7 في نصف النهائي.
أن يكون نيمار في مستواه، وأن يكون متألقاً، فهذا مكسب، ليس لباريس سان جيرمان فحسب، بل لمتابعي الكرة الجميلة أيضاً، التي يُعتبر نيمار أحد نجومها في العالم.