هل زالت فسحة الامل والتفاؤل بالخروج من نفق الازمة الرئاسية بفعل انطفاء محركات التسوية «النووية» وتأجيلها لأشهر مقبلة؟ سؤال مطروح بقوة اليوم على الساحة الداخلية في ضوء الاعلان عن تأجيل الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني حتى حزيران المقبل، خاصة ان موجة التفاؤل المحلية استندت بشكل خاص الى التقارب الايراني ـ الاميركي على هامش مفاوضات فيينا واحتمال تسوية الخلافات بين طهران والدول الغربية. عن هذا التساؤل تجيب مصادر وزارية مطلعة ان التسوية الرئاسية تتطلب توفير عناصر داخلية كما تفترض عناصر خارجية دولية واقليمية، وفيما يجري العمل بشكل حثيث وعلى اكثر من مستوى سياسي محلي لانضاج الاتفاق الداخلي فان المؤثرات الخارجية تكاد تكون معدومة حالياً اي انها سلبية وتحول دون سلوك تسوية الاستحقاق الرئاسي السكة الصحيحة.
واستدركت المصادر الوزارية كاشفة ان الاطراف الداخلية تملك هامشاً كبيراً في القرار «الرئاسي» وانها قادرة على فرض اي اتفاق يتم بين قوى 8 و14 آذار على مرشح معين على الاطراف الدولية والاقليمية فيما لو رفضت هذه الاطراف اعطاء «الضوء الأخضر» لانتخاب رئىس جديد للجمهورية.
لكن هذا الاتفاق «الداخلي» لا يبدو سهل المنال او قريباً على حد قول المصادر الوزارية المطلعة التي تحدثت عن صعوبات ما زالت تحول دون وصول اي مبادرة للتسوية او للاتفاق حول مرشح «تسوية» للاستحقاق الرئاسي. واوضحت ان الخلافات داخل البيت المسيحي خصوصاً تمنع كل الحلول وتعيق كل المبادرات التي سجلت خلال الاشهر الماضية ووصلت كلها الى الحائط المسدود. واكدت ان القادة الاقوياء على الساحة المسيحية يملكون مفتاح الحل من خلال تنحية كل صراعاتهم وخلافاتهم الداخلية والذهاب الى تأييد مرشح رئاسي يرضي الجميع ولا يشكل انتخابه انتصاراً لأي من فريقي 8 و14 آذار.
واذ اكدت المصادر ان الانتخابات الرئاسية هي لعبة ديموقراطية مئة في المئة، وجدت انه من الواجب على كل القوى السياسية السعي مهما كانت الصعوبات والتضحيات، في العمل على إنقاذ موقع رئاسة الجمهورية انطلاقاً من اهمية هذا الموقع في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها دول المنطقة والتي تراجع فيها الدور المسيحي بنسبة كبيرة باستثناء كل من سوريا ومصر حيث ما زالت الساحة المسيحية قوية وقادرة على القيام بدور سياسي مهم.
وفي هذا المجال، اعتبرت المصادر الوزارية نفسها ان الحوار الذي يجري الاعداد له بين «المستقبل» و«حزب الله» له تأثير ايجابي في الاستحقاق الرئاسي، كون اي اتفاق بين الطرفين وتالياً بين الفريقين السياسيين اللذين يمثلانهما سينعكس فوراً على الازمة الرئاسية عبر تشجيع ظروف التسوية والذهاب نحو تفاهم على قاعدة «لا غالب ولا مغلوب» بين المرشحين «الاقوياء»، لأن الاستمرار في الصراع حول الشخصية الاكثر قوة والاكثر تمثيلاً على الساعة المسيحية لن يؤدي الى اي نتيجة ايجابية وسيبقي الاستحقاق الرئاسي في دائرة المجهول. لذلك اضافت المصادر ان الحوار المرتقب يرتدي طابعاً بالغ الاهمية على الصعيد الرئاسي، لانه سيؤمن الاطار للحل في ظل غياب اي اطار «مسيحي ـ مسيحي» داخلي او اطار «دولي ـ اقليمي» في المرحلة الراهنة. واكدت ان الوقت بات يضغط على كل الافرقاء الداخليين كون حجم التحديات السياسية كما الامنية يتجه الى التزايد في المرحلة المقبلة، وبالتالي فعلى طرفي الحوار المنوي اطلاقه المبادرة سريعاً الى تحمل المسؤولية واطلاق مروحة اتصالات ومشاورات داخل فريق كل طرف تمهيداً لإعداد اجندة «الحوار» الذي بات مطلباً ملحاً لكل اللبنانيين.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...