كانت
طرابلس يوم امس الجمعة في حال ارباك وقلق بسبب ما صدر من بيانات على مواقع التواصل الاجتماعي من دعوات بالانطلاق بتظاهرات من مساجد المدينة تلبية للتهديد الذي اطلقه الشيخ خالد حبلص منذ اسبوع محددا يوم امس الجمعة موعد اطلاق ثورة «سنية» ولم يستبعد استعمال السلاح فيها.
عاش الطرابلسيون لحظات من القلق والمخاوف من اندلاع اشكاليات امنية على غرار احداث سوريا خصوصا انه اعطي هذا الحراك العنوان نفسه «الموت ولا المذلة». هذه الدعوات ادت الى استنفار امني استثنائي لان القرار واضح بمنع عودة الفوضى الى المدينة ومواجهة كل اشكال الفلتان والاخلال بالامن، وحسب مصادر طرابلسية فان القيادات الاسلامية في
طرابلس وخاصة بعض اعضاء «هيئة العلماء المسلمين» لم تتجاوب مع هذه الدعوات التي اعتبرتها انها اتت في الوقت غير المناسب وان الظروف غير مهيأة لمثل هذا الحراك الذي سيترك اثاراً سلبية على المدينة وتؤدي الى اثارة مشاعر الطرابلسيين ضد القوى السلفية عدا عن ان هذا الحراك يستدعي تحضيرات اكثر دقة وتنظيما مما جعل حركة حبلص ضعيفة ومحصورة بنطاق ضيق عدا عن التدابير الامنية التي اتخذت لمنع هذا الحراك.
واشارت المصادر الى ان اتصالات عديدة جرت بين المشايخ وحبلص لتأجيل هذا الحراك في ظل ما يشهده
لبنان من تهديدات يومية من تنظيم «
داعش». واعتبرت ايضا المصادر الطرابلسية ان اجواء القلق في المدينة لا تحتمل اي حراك شعبي خصوصا اذا كان مضمون هذا الحراك يستهدف الجيش اللبناني، وان المطلوب في هذه المرحلة دعم المؤسسة العسكرية والوقوف خلفها وعدم اشغالها في الداخل بل دعمها في قضيتها الاساسية والوطنية في القضاء على الارهاب.
بعد اتصالات حثيثة تلقاها الشيخ حبلص قرر ان يكتفي بالاعتصام امام مسجد التقوى بعد خطبة القاها داخل المسجد اكد فيها انه لن يتخلى عن فكرة اطلاق ثورته الشعبية داعيا ايضا انصار الاسير الى تأييده والوقوف الى جانبه وعدم خذله كما فعل غيرهم.
تطرق ايضا حبلص في خطبته الى ما يتعرض له النازحون السوريون من اعتداءات غير مبررة، معتبرا ان كل من يتعرض لهم بالسوء يخدم النظام السوري، واكد ان اهل السنة في
لبنان مستضعفون ومستهدفون من قبل الحكومات المتعاقبة على
لبنان، اضافة الى ممارسات بحق المسلمين لا يقبل بها اي رجل دين. ولفت الى انه طالب المعنيين عدة مرات برفع الظلم عن اهل السنة ومعاملة الجميع بسواسية، لكن دون جدوى.
وكشف انه امهل المسؤولين اسبوعا كاملا قبل البدء بتنظيم المظاهرات لكن لم يلق الجواب الشافي من احد، واكد انه سيمنح السلطة فرصة اخرى قبل اعلان الثورة على الظلم والتي ستحمل عنوان «الموت ولا المذلة» واعدا بحمل السلاح في حال لم تتحقق مطالبهم، لان التظاهرات السلمية لا تنفع. ووعد بتشكيل لجنة تعمل على فتح قنوات مع جميع المناصرين وتنظيم خطة انطلاق تنتطلق من كافة الاحياء والمناطق.
على الرغم من تأجيل التظاهرة التي دعا لها الشيخ حبلص والاكتفاء بالاعتصام امام مسجد التقوى ورفع اعلام
جبهة النصرة واطلاق صيحات التكبير وهتافات مؤيدة للشيخ الفار احمد الاسير ولـ«الدولة الاسلامية»، الا ان المدينة عاشت يوم امس حالة من الترقب والقلق مما يمكن ان تؤول اليه الاوضاع فخلت الشوارع واقفلت معظم المحلات وبدت معظم الشوارع خالية الا من بعض المارة والسيارات.
ورات المصادر الطرابلسية ان تأجيل تظاهرة امس لا يعني ان الامور عادت الى طبيعتها، خصوصا ان مصادر مقربة من حبلص تؤكد ان اعداداً لا يستهان بها ايدت مواقفه وقررت دعمه والوقوف الى جانبه، والايام القادمة تكشف ما يحاك ويخطط لهذه المدينة.
ولفتت الى ان حركة حبلص تتماهى مع المنظومة الاصولية المتمثلة بشبكتي «النصرة» و«
داعش» وتخشى هذه المصادر ان تكون هناك خطوط تواصل ما بين هذه المجموعات في الداخل السوري وشمال
لبنان.
دموع الاسمر