كل العسكريين اللبنانيين المحتجزين جراء احداث عرسال لدى “داعش” و”جبهة النصرة” لا يزالون على قيد الحياة… هي المعلومة الوحيدة التي تؤكدها مصادر خاصة متابعة لسير المفاوضات القائمة بين هيئة العلماء المسلمين وافراد غير مباشرين من “داعش” مع تأكيد على فرضية احتجاز العسكريين لدى أكثر من جهة لا تتفاوض جميعها على اطلاق سراح الارهابي عماد جمعة مقابل الافراج عن المحتجزين لديها، وقائمة شروط من المفترض أن تُسلم خلال الاربع وعشرين ساعة المقبلة تتضمن اسماء العسكريين وشروط الجهات الخاطفة واولها عدم التعرض لاي لاجئ سوري.
تؤكد الاجهزة الامنية من جهتها اصرارها على استعادة الاسرى مهما كان الثمن غالياً، لا معلومات جديدة لديها بهذا الاطار ولكن أولويتها استرداد الجنود “سالمين”، فيما لا تزال تبرز للعلن متابعة هيئة العلماء المسلمين لملف التفاوض عبر وسطاء ينتمون لأكثر من جهة ومن بينهم اشخاص ذوو حيثية اجتماعية وسياسية من وجهاء عرسال الذين يتواصلون مع الخاطفين على الجانب السوري. المؤكد انّ الجنود المخطوفين لا يزالون جميعاً على قيد الحياة، تسعى هيئة العلماء من خلال متابعتها الملف على التفاوض من أجل الحصول على فيديو يَظهر فيه الجنود اللبنانيون على قيد الحياة على أن ذلك لن يشكل استجابة بشكل سريع بالرغم من وعود حصلت عليها الهيئة بهذا الاطار.
فيديو للجنود؟
البداية مع اعداد العسكريين المختطفين الدقيقة، ثمة تناقض بين كل الاوراق الواردة في هذا الشأن، الامنية منها والمعلومات الواردة عبر وسائل الاعلام وكذلك لدى معلومات مشايخ هيئة العلماء المسلمين الذين يطالبون الوسطاء اولا بالحصول على اعداد العسكريين وكذلك اسمائهم لاستكمال المفاوضات. وتشير المعلومات الى انه على خط الوساطة من جانب الخاطفين يتضح عدم التفرد برأي واحد وبخاصة انّ جهة ثالثة اضافة الى “داعش” و”النصرة” دخلت على خط التفاوض ما يعني عرقلة الامور أكثر، حيث تشير معلومات خاصة لـ”البلد” الى انّ الجهات الخاطفة اضطرت الى تغيير مكانها أكثر من مرة بسبب الضربات الهامة التي ينفذها الجيش السوري، ما يؤدي بها الى عدم الاستقرار في المكان وكذلك في الطلبات التي تريد نظراً لتضارب الأمور في ما بينها. ومن جانب الهيئة فقد شددت خلال المفاوضات على سلامة الجنود، “اعتبرنا ذلك فوق كل اعتبار” وحصل مفاوضوها على وعود من الخاطفين بعدم “مس أحدهم بضرر”، وذلك مقابل “شيء وحيد” وهو الحفاظ على سلامة اللاجئين السوريين في لبنان وبخاصة في عرسال.
سوء التواصل
أمّا في ما يختص بالتفاوض على اطلاق سراح الارهابي عماد جمعة الذي أدى القاء القبض عليه الى اندلاع المواجهات بين القوى الامنية والارهابيين في عرسال، فتؤكد المعلومات انّ الجهات التابعة لـ”داعش” تفاوض من أجل اطلاق سراح جمعة فيما “جيهة النصرة” لا تفاوض على اسمه. وكانت قد ترددت معلومات عن تواصل الشيخين من هيئة العلماء حسام الغالي وسميح عز الدين مع أحد أفراد “داعش” بشكل مباشر على الانترنت لكن سوء الارسال حال دون استكمال الاتصال في ما بينهم ولم يتسن للطرفين تقديم ما في جعبتيهما، وفي معلومات خاصة ان الشخص من “داعش” الذي تم التواصل معه ليس من المفاوضين المباشرين الذي أكد بأنّ التأخير في مسألة طرح المطالب من قبل الخاطفين يعود الى الاختلاف في ما بينهم حول أولوية المطالب. وتضع الهيئة كل المعلومات المتوفرة لديها امام مجلس الوزراء وتتواصل بشكل مباشر مع رئيس الحكومة وكذلك اللواء محمد خير، اضافة الى تواصل مباشر مع ذوي المخطوفين العسكريين الذين يتصلون باعضاء من الهيئة للاطمئنان عن أبنائهم. ولكن لم تتحدث المصادر عن حقيقة ما تم تداوله بشأن الافراج عن بعض المخطوفين كبادرة حسن نية من الجهات الخاطفة.
ويؤكد عضو هيئة العلماء المسلمين الشيخ عدنان امامة الذي يتولى بشكل مباشر عملية سير المفاوضات في حديث لـ”البلد” انّ كل الجنود المحتجزين لا يزالون على قيد الحياة وبصحة جيدة، مشيراً الى انّهم طلبوا من الوسطاء توجيه رسالة للخاطفين يطالبونهم فيها بارسال شريط فيديو مصور للتأكد من صحة كلامهم ولكن ذلك لن يكون بالاستجابة السريعة، ويؤكد “القضية الاساس بالنسبة لنا اليوم هي الحصول على اعداد دقيقة للمحتجزين وكذلك اسمائهم”، وعن هوية الوسطاء الذين يتواصلون بشكل مباشر مع الخاطفين، يتحدث امامة عن منطقة حدودية لها طبيعتها الخاصة حيث هناك عدد من الاشخاص الذين لديهم “صلات واستفادات مباشرة أو غير مباشرة مع الجانب السوري، وحقيقة فلا نهتم لهوية الوسطاء بقدر ما تعنينا النتيجة” وبخاصة انّ الهيئة بدأت تتحدث عن “استنزاف مادي” بدأت تتعرض له ما يعني انّ ذلك لن يشكل عاملاً ايجابياً في استكمال المفاوضات. وحسب امامة فانّ المسألة التي باتت واضحة للهيئة انّ الجهات الخاطفة تتخوف على وضع النازحين بشكل عام، “يخشون أن يتم تسليم الجنود ليصار بعدها الى توجيه ضربات قاسية من قبل الجانب اللبناني والاجهزة الامنية الى مخيمات النازحين”.
ومع ذلك يؤكد امامة انّ الهيئة لم تتسلم بعد شروطا واضحة من قبل الجهات الخاطفة، وآخر المعلومات قائمة بالشروط سيتم تسليمها خلال اليومين الحاليين وتم ارسال شخص لاستلامها، فماذا ستتضمن القائمة؟. ومن المفترض أن تتضمن قائمة الشروط اسماء العسكريين وليس فقط اعدادهم اضافة الى شروط الجهات الخاطفة ومن بينها تأمين المخيمات واسماء معينة يريدون تبادلها من الاسلاميين المتواجدين في سجن رومية مقابل اطلاق الجنود. وتتحدث الهيئة عن تخوف من تحول قائمة الشروط عن الواقعية بمجموعة من الشروط التي لن يقبل بها أحد.