اسدل الستار هذا الاسبوع على اخر فصول المواجهات بين المسلحين والجيش اللبناني في مدينة طرابلس شمالي لبنان وانتهت بانتشار الجيش في الاحياء التي كانت تتحكم فيها جماعات مسلحة تتهمها الحكومة اللبنانية بانها مرتبطة بجبهة “النصرة” السورية او تنظيم الدولة الاسلامية اوما يعرف باسم “داعش“.
واسفرت المعارك بين الطرفين عن مقتل 12 عنصرا من الجيش و24 مدنيا الى جانب اعتقال نحو 160 شخصا مع استمرار المداهمات في مخلتف المناطق اللبنانية.
وخلال المعارك التي شهدتها طرابلس اصدرت كل من جبهة النصرة والدولة الاسلامية تهديدات بقتل عناصر الجيش اللبناني المحتجرين لديهما ما لم يوقف الجيش اللبنانية حملته الامنية.
ونقلت صحيفة “الشرق الاوسط” الصادرة في 28 اكتوبر/تشرين الاول عن مصدر عسكري لبناني بارز قوله ان “الجيش “كسر شوكة مشروع اقامة إمارة إسلامية كانت المجموعات المتشددة تحضر له في شمال البلاد”، وان “طرابلس كانت الحجر الأساس في مخطط داعش للوصول إلى البحر”.
ورغم ان مختلف القيادات السياسية وقفت الى جانب الجيش اللبناني في معركته ضد المسلحين في طرابلس وهو امر نادر في الحياة السياسية اللبنانية، لكن لبنان لن يبقى محصنا ضد انتقال العنف اليه مع استمرار الحرب في سوريا واتساع نفوذ تنظيم داعش وانتشاره في المناطق القريبة من الحدود اللبنانية.
وكانت مواجهات عسكرية نشبت بين مقاتلين من النصرة و وداعش من جهة والجيش اللبناني من جهة اخرى في منطقة عرسال اللبنانية المجاورة للحدود السورية خلال الاسابيع الماضية بعد شن عناصر من النصرة وداعش هجوما على مواقع اللجيش اللبناني وخطف عدد من الجنود.
كما تناولت الاخبار مؤخرا فرار عدد من عناصر الجيش اللبناني من الخدمة والتحاقهم بصفوف النصرة.
والقت الحرب الدائرة في سوريا بظلال قاتمة على الاوضاع في لبنان وتحولت هذه الحرب الى احدى القضايا الخلافية الاضافية التي قسمت لبنان ونخبه السياسية بشكل حاد.
ويقاتل حزب الله الى جانب نظام الرئيس السوري في مختلف المناطق السورية وقتل المئات من عناصره في هذه الحرب بينما يقاتل العديد من السنة اللبنايين الى جانب فصائل المعارضة السورية وعلى رأسها جبهة النصرة وداعش.
ومع امتداد الحرب في سوريا الى العراق بعد سيطرة داعش على مساحات شاسعة منه لا يمكن حماية لبنان وتحصينه من مخاطر هذه الحرب مع وجود خلايا مرتبطة بالنصرة او داعش على الاراضي اللبنانية.