ان يتوقع قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، حدوث معركة في عرسال، مع القوى الارهابية المتمركزة في الجرود العرسالية، يعني ان عرسال تسير نحو الخيار العسكري، وهو خيار بدأ يطرح في مجالس الاوساط السياسية، فالامر هنا تقول اوساط متابعة للملف يشير الى الخط التصاعدي الذي ارتسم للمواجهة العسكرية المرتقبة، امام تأزم ملف العسكريين المخطوفين من قبل مجموعات «داعش» و»جبهة النصرة» وتوابعهما وتحول الوسيط القطري بجنسيته السورية الى ما يُشبه «ألشبح» الذي توجه الى جرود عرسال للقاء الخاطفين.. وعاد من الجرود بعد لقاء الخاطفين(!)، فيما تواصل «داعش» وتشكيلاتها الاخرى، استهدافاتها الامنية ضد الجيش، والاستمرار في اللعب الامني في الداخل اللبناني، من خلال اوراق امنية تمثلها خلايا ارهابية منتشرة في كل الانحاء، واوراق انسانية تمثلها تحركات عوائل العسكريين المطالبة بحل لأزمة ابنائهم، ولو من خلال مقايضة غير مشروطة مع افراد الشبكات الارهابية التي ألقي القبض عليها، بعد تفجيرات أودت بحياة المئات من القتلى والجرحى من مدنيين وعسكريين.
فوسط الحديث عن نصائح تلقاها بعض الاوساط اللبنانية، من جهات دولية واقليمية بضرورة الحسم في ملف عرسال، وبعض هذه الجهات ترجم نصائحه للبنان بمساعدات عسكرية فورية حضرت غير مرة عبر مطار بيروت، طرحت الاوساط تساؤلات حول ما اذا كانت القوى الارهابية في بؤرتها الجردية، ستفرّخ لمعركتها ضد الجيش اللبناني انطلاقا من الجرود العرسالية، جبهات امنية في طرابلس او غيرها من المناطق التي لن تكون المخيمات الفلسطينية خارجها؟، لتحقيق المزيد من الارباك السياسي والامني للحكومة اللبنانية، وبالتالي مواصلة استهداف الجيش اللبناني من خلال استهداف الياته وعناصره بقنابل واطلاق نار وعبوات .. وماذا تخبىء «داعش» وتوابعها للداخل اللبناني؟، .. هل تحرك خلاياها المستيقظة في مناطق، والنائمة في مناطق اخرى ؟، لتخفيف الضغط المتزايد عليها من قبل الجيش اللبناني، مع الدخول في الحرب التي اعلنها التحالف الدولي لمكافحة الارهاب؟.
وتقول الاوساط، ان ما يُربك اللبنانيين، مع استمرار التوتر في عرسال والتهديد بقتل العسكريين، وضع النازحين السوريين المنتشرين على امتداد الاراضي اللبنانية، وسط مخاوف بدأت تتدحرج كرة ثلج، من الاستثمارات السياسية والامنية الجارية، مع الافواج الاولى للنازحين، حتى باتت التجمعات التي يقيمون فيها، تشكل عبئاً امنياً، تعبر عنه عمليات المداهمة التي ينفذها الجيش اللبناني والقوى الامنية، بحثا عن متورطين مع منظمات ارهابية، وهي عمليات كانت حصيلتها مثمرة، ورغم ذلك، بقيت «داعش» و«جبهة النصرة» وتوابعهما من المجموعات اللبنانية القائمة في طرابلس، قادرة على القيام باستهدافات وتفجيرات امنية، من شأنها ان تخفف العبء المفروض على «داعش» في جرود عرسال.
«ليس في عرسال بيئة حاضنة، ولا احد من ابناء عرسال متورط مع القوى الارهابية، ولن نسمح بمهاجمة عرسال».. وغيرها من خطابات التهويل سيقت ضد الجيش اللبناني»، تقول الاوساط، هناك فريق لبناني اعتبر ان الحديث عن شخص او مجموعة من ابناء عرسال، هو ادانة لكل البلدة ولكل «اهل السنة»، علما ان المعاناة الحقيقية الناتجة عن جرائم القوى الارهابية هم ابناء عرسال بالدرجة الاولى، وهذا الفريق رسم حدودا لتحركاته لمنعه حسم الوضع، حتى انه سجل احتجاجات على الاجراءات التي اتخذها الجيش اللبناني حول دخول المعونات والمؤن التي قد تصل الى القوى الارهابية، منها التظاهرة التي نُظمت امام حاجز للجيش الذي اوقف شاحنة محروقات، كانت متجهة نحو الجرود العرسالية .
ولا تستبعد الاوساط نفسها من حدوث تعديلات جوهرية على موقف بعض قوى الرابع عشر من آذار، وبخاصة «تيار المستقبل» الذي لم ينجح في لجم جماع بعض اركانه في ساحته الشمالية، الذين بالغوا في اظهار حالات العداء للجيش اللبناني اطلاق الغزل للقوى الارهابية، واشارت المصادر الى ان تظهير موقف جديد لهذه القوى قد يظهر على الارض، بناء لنصائح جهات اقليمية مشاركة في التحالف الدولي للحرب على «داعش».
اولى الاشارات التي تؤكد وجود مخططات لارباك الجيش والساحة الداخلية بحوادث امنية متفرقة تبدأ محدودة وحوادث قد تتطور، كانت في مدينة طرابلس، حسب الاوساط، وهي حوادث دلّت على ان هناك خلايا في المدينة، مستيقظة هذه المرة، وداخل مخيم البداوي، وهي خلايا استفادت كثيرا من وجود النازحين السوريين، فضلا عن وجود خلايا نائمة في العديد من المناطق، وبخاصة في اماكن انتشار النازحين السوريين.. وفي اماكن «تتعاطف» مع «داعش»، وتتحدث الاوساط عن مخاوف تسود القوى والفصائل الفلسطينية في المخيم، وبخاصة الفصيلين الاكبر والاكثر تأثيرا، حركة «فتح» و«عصبة الانصار الاسلامية»، من محاولات من قبل تنظيمات ومجموعات من خارج النسيج الفلسطيني القائم في المخيم تدور في «الفلك الداعشي»، لجر المخيم في مواجهات مع الجيش اللبناني، وتوريط سكان المخيم في معارك لا دخل للمخيمات ولا للفلسطينيين بها، مشيرة الى ان الظهور المبرمج للمسلحين المقنعين من المجموعات الموالية للقوى الارهابية، شكل رسائل امنية «لمن يهمه الامر»، بمن فيهم «داعش» الباحث دوما عن متعهدين امنيين في ساحة المخيمات الفلسطينية، وهو امر اربك القوى الفلسطينية التي عملت على عجل لمعالجة الحادث ومحاصرته.
وتلفت الاوساط الى ان تنسيقا على اعلى المستويات يجري بين القوى الفلسطينية والاجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية، وبخاصة مع الجيش اللبناني لمواكبة اي مستجدات امنية قد تلجأ اليها المجموعات الاسلامية المتشددة التي تتمركز في عدد من احياء المخيم، والتي تؤمن الرعاية والحماية الامنية للاسير وبعض مناصريه، وهي تعرف باسم «الشباب المسلم»، علما ان رموز من هذه المجموعات نشط امنيا في صفوف «فتح الاسلام» وجند الشام»، وبعضهم موقوف لدى الاجهزة الامنية والقضائية اللبنانية، فضلا عن وجود مجموعات تابعة للفار احمد الاسير، الذي تورط في معركة مع الجيش اللبناني في بلدة عبرا وفي صيدا في حزيران من العام الماضي، والذي يؤكد بعض الاوساط الامنية انه لجأ الى مخيم عين الحلوة ورافقه عدد من مناصريه، اضافة الى معلومات عن وجود فضل شاكر ومرافقيه في المربع الامني الذي تقيم فيه المجموعات المتشددة في المخيم .
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...