تصدّر ملف الترسيم البحري اهتمام الرأي العام الداخلي في اليومين السابقين، مع تأجيل البحث بالاستحقاق الرئاسي، وترحيل الحسم الحكومي لانهاء اتفاق الحدود، إلا أن هذا التأجيل لن يدوم طويلًا، وقد نكون أمام جلسة جديدة لانتخاب رئيس في قادم الأيام.
اعلان
مبدأ “التوافق” الذي رسّخه الرئيس نبيه بري بكلمته في ختام الجلسة الأولى، لاقى ترحيبًا في حارة حريك، إذ زاد عليه أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته الأخيرة، منتقدًا فكرة “رئيس التحدي”، وسائلًا، “رئيس تحدي لمن”؟
نصرالله استطرد في انتقاده مضيفًا، “رئيس التحدي يخرب البلد”. فهل كان هذا التصريح نعيًا لحظوظ النائب السابق سليمان فرنجية بالرئاسة؟ وهل اعترف نصرالله بخطأ اصراره على الرئيس ميشال عون بعد نتائج عهد الأخير؟
في هذا الشأن، لفت الكاتب السياسي غسان جواد، الى أن “حزب الله لم يرشّح أحدًا حتى اللحظة، وعدم ترشيحه لأحد يعني أنه يدعو للتوافق أو يدعو الآخرين للتوافق”.
وأشار جواد، في حديث لـ”ليبانون ديبايت”، الى أن “نصرالله بكلامه يقول أنه يعلم بعدم استطاعته الإتيان بميشال عون جديد، لكنّه أيضًا لن يقبل بميشال سليمان جديد”.
أما بما يخص فرنجية، فرأى أنه “لا يمكن اعتباره مرشح تحدّي بل هو مرشح منتمي لطرف، إذ أنه منذ 10 سنوات لا مشاكل لديه مع أحد داخليًا وخارجيًا، وهو يطرح نفسه كمرشح توافقي، وجملة نصرالله لا تقصده بالتحديد”.
وعن اذا كان كلام نصرالله موجّهًا لباسيل، قال، “المقصود أي رئيس تحدي من الفريقين”، وتابع، “باسيل وفرنجية مرشحا تحدي بحسب الفريق الآخر”.
وفي خصوص “اعتراف نصرالله بخطأ الإتيان برئيس تحدي عام 2016، رأى جواد أن “الظرف اليوم مختلف عن عام 2016، أما تجربة الرئيس عون فستناقش لاحقًا للتاريخ”.
وأضاف، “الحزب اليوم يعمل كحزب سياسي حريص على البلد وبالتالي يقوم بتدوير الزوايا”، مشيرًا الى أنه “لا يريد أن يتحمّل مسؤولية عهد جديد بشكل عام، وليس عهدًا شبيهًا بعهد الرئيس عون فقط”.
واعتقد جواد أن “اسم سليمان فرنجية ليس مستبعدًا كخيار رئاسي يليه قائد الجيش كخيار تقليدي، لافتًا الى أنه “اذا لم يُنتخب أحد من فرنجية أو القائد جوزيف عون، فسنذهب الى طرح ثالث وسطي ولكن طرح يُقدّر قيمة المقاومة”.
وختم، “الرئيس في اتفاق الطائف هو حكم، ولكن عندما يريد أن يكون حاكمًا حينها تختلف الأمور في البلد كما حصل”.
ليبانون ديبايت