احتارت الاجهزة الأمنية وبعض فعاليات التبانة بالتوتر الأخير الذي شهدته التبانة
من خلال الاعتداءات على نقطتين للجيش اللبناني. الاعداء ليس الأول من نوعه ولا رمي
القنابل في عاصمة الشمال الذي بات يعتبر كجزء من الحياة الليلية في عاصمة الشمال
ولا القضية كانت بأن الجيش استهدف لأن الجيش اللبناني وعناصره يستهدفون من عكار الى
طرابلس في الشمال.
تقول احدى الفعاليات في طرابلس ان الحيرة التي أصيبت فيها
الأجهزة الأمنية تعود الى أن نوعا من التسوية والوساطات حصل مؤخرا مع مجموعة أسامة
منصور وشادي المولوي التي توجه اليها أصابع الاتهام في كل الأحداث الأمنية التي
تطاول الجيش أو مدنيين من ألوان طائفية محددة في طرابلس. هذه التسوية مع مجموعة
مسلحة تؤيد جبهة النصرة في طرابلس لم تحصل مباشرة مع الأجهزة الامنية . يقول شيخ
متابع لمسار التواصل والتسويات مع هذه المجموعة أن ثلاثة مشايخ هم خالد السيد
وعمرعزيز وكمال البستاني دخلوا منذ مدة وبالتحديد بعد ظهور المولوي ومنصور في تقرير
تلفزيوني يطلقان كلاما عالي النبرة في حق الجيش اللبناني وعودة التعديات على الجيش
في المنطقة ، دخلوا في عملية وساطة أو تسوية مع هذه المجموعة التي قبلت بحسب
المتابعين
ببعض ما طلب منها. فالمولوي ومنصور قبلا تخفيف الظهور المسلح في
مربعهم الأمني ووقف التعديات وذلك لتجنيب باب التبانة صراعا مع الجيش وتدمير
المنطقة خصوصا أن ثمة فعاليات في التبانة قالت لهذه المجموعة صراحة انها اذا أرادت
القتال فلتذهب الى الجرود بدل أن تدمر منطقة التبانة التي يكفيها كل ما حصل في
تاريخها وفي كل الجولات التي دمرت المنطقة في الصراع مع جبل محسن. ويروي البعض أن
المنصور ومولوي طلبا مهلة للرحيل من التبانة الى الجرود أو سوريا .طبعا لم تقل
التسوية ان الأجهزة ستمتنع عن توقيفهم او لا تحتفظ في حقها في القيام بعملية أمنية
أو عسكرية لتوقيف هذه المجموعة. فالأجهزة التي تتردد في مثل هذه العملية تخشى على
المدنيين الذين يسكنون بعشرات الآلاف في التبانة ولا تريد نقل التوتر من عرسال الى
مدينة طرابلس. من هنا فان نفي اسامة منصور مسؤوليته عن الاعتداءات الأخيرة على
الجيش يأتي في اطار الوعد الذي قطعه لفعاليات التبانة بعدم جر المنطقة الى صراع
دموي.
من هنا كانت الحيرة حول ما جرى فجر الجمعة. فالبعض لا يستبعد أن تكون هذه
المجموعة قد اخلّت في وعدها خصوصا ان بعض التوقيفات الأخيرة طاولت شخصا قريبا من
شادي المولوي. البعض الآخر ذهب للقول بأن طرفا ثالثا يقف وراء هذا التوتير لأن هناك
اطرافا في التبانة تريد فعلا أن ينهي الجيش اللبناني ظاهرة منصور المولوي المتشددة
وهي قامت برمي القنابل واطلاق الرصاص لتوجيه اصابع الاتهام ضد هذه المجموعة وجعل
الجيش اللبناني يؤمن أكثر فاكثر بالحل الامني أو العسكري مع هذه المجموعة.
لا يخفي البعض اعتقاده من ان كل التسويات والمساعي لا قيمة لها وأن الأمور
ذاهبة في النهاية الى حل امني أو عسكري لان هذه المجموعة بالنتيجة لها ارتباطات
سواء مع جبهة النصرة أو مع اطراف في الداخل اللبناني قد يطلبون منها في أي لحظة
تفجير الوضع لأي غاية أمنية أو سياسية. فهل تذهب الأمور الى معركة عسكرية أو أن فرع
المعلومات الذي لا يثير في التبانة حساسيات كبيرة سيتولى القيام بعملية أمنية
نوعية؟