حين يصف امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، سقوط صواريخ من داخل فلسطين، الى داخل فلسطين بـ «الانجاز الهام» للمقاومة، فانه يُشخّص المأزق الاسرائيلي الذي صنعه خيار المقاومة الذي باتت مترسخة في صلب اي معادلة من معادلات الصراع العربي ـ الاسرائيلي، مأزق بدأ يرتسم داخل المجتمع الصهيوني، مع اول صاروخ سقط على منطقة الخضيرة الفلسطينية، خلال عدوان تموز عام 2006 على لبنان، والذي خرج منه الاحتلال بهزيمة موصوفة لم يسبق ان شهد مثيلا لها منذ قيام الكيان على ارض فلسطين، وما يُقلق المجتمع الصهيوني، قبل عدوان غزة وبعده، حجم الترسانة الصاروخية التي يمتلكها «حزب الله»، وهي تفوق بكثير القدرة الصاروخية التي تمتلكها المقاومة الفلسطينية في غزة.
…مع الهدنة في غزة، واستئناف الغارات الاسرائيلية والرد الصاروخي للمقاومة، فان السؤال المطروح بقوة داخل المجتمع الصهيوني، هل يكون العدوان على غزة، مع ما حملته الاسابيع الخمسة من اخفاقات وارباكات، بمثابة مناورة للحرب المقبلة التي سيخوضها الكيان الاسرائيلي على لبنان، فيما بدا المشهد الذي خرج منه جيش الاحتلال من غزة ما يزال ملتبسا.. بانتظار ما ستحمله نتائج المفاوضات الجارية في مصر.
السؤال نفسه، طرحته صحيفة «هآرتس» الصهيونية التي لفتت الى ان قوة النيران التي استخدمتها اسرائيل في قطاع غزة ستبدو ثانوية مقارنة مع القوة التي ستستخدم في لبنان، انطلاقا من ان حجم الترسانة الصاروخية التي تمتلكها المقاومة اللبنانية تفوق بكثير القدرة الصاروخية التي امتلكتها المقاومة الفلسطينية، وتضيف الصحيفة.. ان الحرب اذا ما اندلعت مع لبنان، ستبدأ بقوى أعلى بكثير، فلن يتحدث أحد هنا عن إشارات تحذير أو مهاجمة مبانٍ لوزارات فارغة.. هكذا ستبدأ الأمور، لأن منظومة الصواريخ التي يمتلكها حزب الله أكثر تطوراً من تلك التي كانت بحوزة الفلسطينيين في غزة، ولدى حزب الله أكثر من 100 ألف صاروخ، تصل الى مدى يغطي كل «إسرائيل» فضلاً عن أن صواريخ «حزب الله» أكثر فتكاً وأكثر دقة ومقاتلو حزب الله يعرفون كيف تستخدم أساليب التمويه والتفعيل عن بعد.
وتضيف.. اذا ما اندلعت حرب في الشمال (الفلسطيني المحتل المتاخم لجنوب لبنان)، ستتكبد الجبهة الداخلية الإسرائيلية خسائر وأضرار فادحة منذ البداية ولن تستطيع الحكومة الانتظار لبناء شرعية دولية لعملياتها، فالحرب على غزة حملت الكثير من التنويهات والانذارات، وحرب لبنان الثالثة (المقبلة) ليست نتيجة هوس خاص او عام، فالمقارنة بين حرب غزة 2014 وحرب لبنان 2006، تثبت ان العدو في لبنان كان أقوى، وخيبة الأمل في تل أبيب من نتائج الحرب كانت أكبر بكثير والإحباط العام تفشى، أما أوجه الشبه بين غزة وحرب لبنان الثانية فتتلخّص في التردد الاسرائيلي حول أهداف العملية العسكرية في غزة، والخوف الاسرائيلي من الخسائر البشرية في عملية برية، أكثر من ذلك، من الواضح تماما أن حزب الله يراقب باهتمام ما يحصل في الجنوب ويستخلص العبر.. اذا كان هناك أمر يجمع عليه المسؤولون الكبار في الجيش الإسرائيلي، فهو أن حزب الله هو منظمة تتعلّم وتستفيد من التحليل واستخلاص النتائج.
} اخفاقات تتكرر }
وتسأل صحيفة «معاريف الصهيونية».. «لماذا لم تنتصر اسرائيل في حربها على غزة؟ رغم ان الجيش الاسرائيلي قاتل ببسالة وببطولة ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تصرف بحكمة وبحذر!»، وفق ما يقول الكاتب الصهيوني اسحاق بن نير، الذي اختار ان يتحدث بمنطق الجندي و«المواطن» الذي اجتاز حروبا في حياته، فيقول.. يبدو لي، أننا لم ننتصر في حربنا «العادلة»، (مع 64 جنديا وضابطا و3 مدنيين قتلى، ومئات الجرحى بيننا، والكثير من الاصابات والدمار هناك). وأضاف لم تستوعب اسرائيل الدروس من حرب لبنان الثانية والكثير من اخطاء ذلك الحين كررت نفسها الان، في غزة.
ومن الاخفاقات التي اصيب بها جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال حربه على غزة، التي وقع فيها الجيش «الاسرائيلي» خلال حربه على غزة، برأي المحلل الصهيوني.. الاضطراب في الاستعداد الاستخباري، حيث فوجئت الاستخبارات بالجاهزية والرغبة في المواجهة لدى «العدو» الذي تمثله المقاومة الفلسطينية وقال ان الفلسطينيين تعلموا الدرس من الحملات العسكرية الماضية، وأن الحصار عزز حكمتهم في إدارة الحرب، فضلاً عن أن إستراتيجية الأنفاق لم تكن معروفة على ما يبدو بتفاصيلها لاذرع الاستخبارات المتبجحة، ومرت سنوات من التقدير المجنون، دون تطوير الوسائل والقدرة الابداعية، فالكثير من الدروس من حرب لبنان الثانية، تكررت في الحرب على غزة، لقد قام ضدنا من تحت الارض جيش عصابات مجهز ومدرب، ليست الخلايا «الارهابية» المهزوزة التي عرفناها، إن الغرور وعدم الاكتراث تجاه اعدائنا اصبح امراً محرجاً في هيئة الاركان، وفضلاً عن ذلك فإن المنطق يقول إن «حماس» ما كان يمكنها أن تفعل كل شيء وحدها، دون مساعدة قوى عظمى أجنبية، فبأي قدر تم فحص هذا التقدير؟
ويقول.. ان رئيس الوزراء ووزير الحرب، المعروفان بتهديداتهما الكلامية امام الميكروفونات والكاميرات، بديَا كمترددين، يبحثان عن تسويات وحلول وسط، رغم الضغوط من اليمين ومن الجمهور. فالحذر هو أم الحكمة، ولكن الحذر الزائد قد يكون الهزيمة، ما الذي عرفاه ولم نعرفه نحن جميعا؟ فهل، كما كتب، الخوف من تسرب أسماء الضباط الى قائمة مجرمي الحرب بحيث لا يتمكنوا من السفر الى الخارج، شل لديهم جسارة القتال؟
يُنهي المحلل الصهيوني ما كتب، بالاشارة الى حال الهلع التي تسود المجتمع الصهيوني، فيقول.. على الرغم من تصفية الانفاق، من يضمن الا تبرز لسكان غلاف غزة ( المستوطنات الصهيونية المحيطة بقطاع غزة ) خلايا «حماس» و«الجهاد» ذات ليلة أمامهم من فتحة نفق خفية في ساحة منزلهم؟.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...