واخيرا كشف القضاء ومصادر امنية بشكل علني وواضح ما كنا كتبناه في الديار منذ اسبوع عن مخطط التكفيريين الممتد من صيدا الى جرود عرسال في مخطط جهنمي لاشعال لبنان نيران الفتنة والقتل والتفجير، وان التسنيق بين الاجهزة الامنية على اختلافها تقول مصادر في 8 اذار، واجب وطني واخلاقي وانساني لا يمكن التهاون به ومن يتهاون لأي سبب من الاسباب يجب ان يحال فورا الى القضاء المختص لأن ارواح المواطنين ليست «حكايا من حكايات الصراع السياسي الداخلي».
اما الامر الجديد الذي يجب التوقف عنده تضيف المصادر، وفتح التحقيق مجددا مع هذه المجموعات الموقوفة لدى الاجهزة الامنية والقضاء فهو فتح التحقيق في ملف تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، لأن المعطيات المنطقية تشير الى ان هذه الجماعات في طرابلس قد تكون وراء التفجير، للأسباب الآتية بحسب المصادر:
اولاً: لاغتيال الشيخ سالم الرافعي الذي اطلقت الجماعات المسلحة عليه النار في عرسال.
ثانيا: لأنها ارادت شحذ الهمم المذهبية وهذا ما حدث من تركيب اتهامات ضد الحزب «العربي الديموقراطي» وسوريا وحلفاء سوريا في لبنان.
وثالثاً: ان الفتاوى التي تتبعها تلك الجماعات التكفيرية تجيز لها تفجير اهل السنة والجماعة اذا كانت المصلحة تقتضي التفجير.
رابعاً: الجميع يعلم اسباب خروج الشيخ الرافعي وهجرته طرابلس مع عائلته الى تركيا قبل فترة ليست ببعيدة عن احداث طرابلس والسمال، لأن الرجل كان يمكن ان يتعرض للاذى من هذه الجماعات اذا لم «يمش» بمخططها ويبدو ان عقلانية الرجل رغم الاختلاف السياسي معه جعلته ينأى بنفسه عن المخطط المرسوم لطرابلس وكل لبنان.
واكدت المصادر في 8 آذار ان قضية تفجير المسجدين جاءت واضحة في سياق الفتنة المذهبية الشيعية – السنية وجاءت عملية تفجيري الضاحية الجنوبية وسقوط الشهداء وهو ما كشفته عنه اجهزة امنية سابقا من ان المطلوب التفجير والقتل في مناطق الشيعة والسنة لترتسم صورة الفتنة ويقولون ان المسلمين يفجرون بعضهم بعضاً والا كيف يجري تفسير انه بعد كل تفجير في الضاحية او بعلبك تنزل مجموعات وتوزع الحلوى على المارة، ولم يكن هذا الا في سبيل تغذية الروح المذهبية ولم يصر الى القاء القبض على هؤلاء الموزعين او التحقيق معهم لمعرفة من ارسلهم الى الشوارع ليوزعوا الحلوى بعد كل عملية قتل.
هو امر ينافي ليس الاديان السماوية تقول المصادر، بل الاخلاق والقيم الانسانية التي تأتي عادة بالفطرة البشرية، فكيف اذا كانت هذه الممارسات غريبة وهجينة عن قيم اللبنانيين وطبيعتهم رغم الاختلاف السياسي الحاد بينهم، كما انها ممارسة لم تحصل في الحرب الاهلية التي عاشها لبنان في السابق، واكدت المصادر ان المجموعات التكفيرية قد مارست في مختلف اماكن تواجدها اعنف واشنع الممارسات ضد المسلمين السنة قبل الشيعة والمسيحيين والدروز واليزيديين وغير طوائف وهي وفق المعطيات قد تكون متورطة في تفجيري مسجدي السلام والتقوى في طرابلس لكن في ذاك الوقت أدت السياسة والحقد الامني والسياسي على حد سواء دورهما على صعيد التحقيقات وهناك من يعلم بهذا الامر ممارسة امنية وسياسية، عدا التغطية التي كانت متوافرة لهذه الجماعات من قوى وشخصيات فاعلة في المجتمع الطرابلسي.
اما اليوم وبعد ان رفع رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري غطاءه عن هذه الجماعات على المعنيين تقول المصادر الطلب من الاجهزة الامنية والقضائية اعادة فتح التحقيق في تفجيري طرابلس، والتحقيق مع كبار الموقوفين الذين ادلوا باعترافات هامة حول ما كان يخططون ويجهزون للبلد، لأن من المؤكد انه بالتحقيق مع كبار هؤلاء ستُفتح ابواب وتكشف حقائق جديدة لأن زمن التوريط الذي كان سائدا في تلك المرحلة والتجييش السياسي والمذهبي بدأ اليوم يكشر عن انيابه ليأكل اصحابه.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...