في الموضوع الامني، فان التحركات الاستباقية للامن العام اللبناني والمعلومات ومخابرات الجيش، بناء على اعترافات الموقوفين، نجحت في شل عمل هذه الخلايا بانتظار ظروف موضوعية جديدة تسمح بعودة نشاطها. وعلم ان وفدا امنيا سعوديا سيصل الى لبنان لتقديم الحمض النووي للاجهزة الامنية للتأكد بشكل قاطع من هوية الانتحاري السعودي القتيل عبد الرحمن الشنيفي والاطلاع على اوضاع الجريح عبد الثويني ولتبادل المعلومات مع الاجهزة اللبنانية.
وتشير المعلومات ان الانتحاريين وصلا الى بيروت من تركيا ومكثا فيها 3 اشهر، حيث تلقيا التدريبات على العملية الارهابية في الاراضي السورية، وان الشنيفي كان مطلوبا للقوى الامنية السعودية، وان اسرته ابلغت السلطات السعودية عن وجوده في سوريا بعد ان اتصل بأهله واخبرهم انه في سوريا.
وتشير المعلومات الى ان الشنيفي والثويني تواصلا مع المنذر الحسن في تركيا وبحضور شخص آخر، وان الشنيفي والثويني انتقلا الى بيروت في 11 حزيران وان الحسن امّن لهما الحجز في فندق «دي روي» وزودهما بالحزامين الناسفين، وقام مع الانتحاريين باستطلاع الطريق ما بين الفندق ومطعم الساحة وكيفية الوصول الى الهدف.
واشارت المعلومات الى ان الحسن كان يتولى تأمين الاقامة للانتحاريين في الفنادق ويقوم بالحجز عبر شركات او مكاتب سياحية، وعندما ينتقل الانتحاري الى لبنان يصبح في عهدة الحسن الذي يتولى التنسيق مع اشخاص اخرين في تركيا.
واضافت المعلومات ان المنذر الحسن كان يتقاضى 50 الف دولار نقدا عن كل عملية. ويعتبر صلة الوصل الاساسية بين تنظيمي النصرة وداعش، علما ان الانتحاري الثويني افاد بأنه يؤمن بدولة اهل السنة، وان هدفه كان تفجير مطعم الساحة.
وحسب المصادر انه منذ سقوط قلعة الحصن في سوريا التي كانت احدى اهم معاقل جند الشام التنظيم التكفيري فان عددا ممن تمكن من النجاة والفرار والتسلل بالعودة الى شمال لبنان حيث تشكل جند الشام بمعظم عناصره من ابناء الشمال من طرابلس وعكار والضنية والقلمون حتى ان امير التنظيم الذي قتل اثر سقوط قلعة الحصن خالد المحمود الدندشي وهو من مشتى حسن في عكار ومن سكان التبانة اجتذب العشرات من شباب الشمال ومن ضمنهم المطلوب الفار المنذر خلدون الحسن وشقيقه اللذين قتلا العام الماضي عند حاجز ابو زيد في الحصن ريف حمص (حسن الحسن والمعتصم بالله الحسن).
ثلاثة اشقاء انتقلوا للانضمام تحت لواء جند الشام حينها نفذ حسن والمعتصم بالله عمليتين انتحاريتين فيما تمكن عم الاشقاء من الوصول الى قلعة الحصن واستعادة ابن شقيقه المنذر الحسن الذي كان قد عاد من السويد خصيصا للالتحاق بجند الشام.
اثر مقتل الشقيقين المعتصم وحسن الحسن اقام والدهما خلدون الحسن الشريف المرعبي ما اسماه مجلس تبريك في بلدته بزبينا – عكار معلنا افتخاره واعتزازه بـ «استشهادهما».. كما اعرب عن افتخاره يومها في تقبل «التبريكات» بانه اعد اولادا على منهج السلف والجهاد ..
بعد مقتل الشقيقين الحسن و لان عاطفة الام اقوى اجبرت العم على استعادة المنذر واجباره على العودة الى السويد لكن المنذرالمطلوب اعاد التواصل مع داعش حيث انتقل من السويد الى تركيا ومن ثم الرقة وتدرب على كيفية اعداد احزمة النسف والتفخيخ ومن ثم عاد الى لبنان لينفذ عمليات وفق خريطة داعشية وضعت له اهدافا قي الضاحية الجنوبية وفي الشمال اللبناني .
لم يكن المنذر الحسن الا ابن عائلة تخصصت في تجنيد الشباب لصالح القوى التكفيرية وعملت على ارسال عشرات الشباب الى مناطق سورية عديدة حيث التحق بعضهم بجند الشام والبعض الآخر بجبهة النصرة ومن ثم داعش.
تشير بعض المصادر الى ان المنذر الحسن الارهابي المتنقل بسيارتين مفخختين حسب بيان الامن العام كانت اقامته في محلة المنكوبين في البداوي ومن ثم تمكن من الفرار الى جرود عكار حيث اخواله من أل الحاج ديب في فنيدق ولم تستبعد المصادر ان يكون جرى احتضانه في مناطق وعرة من القموعة او وادي جهنم وباتجاه اعالي الضنية.
وتشير المصادر الى ان مكتب مكافحة التجسس والارهاب سبق له ان داهم في الزاهرية- محلة الغربا شقة واوقف شبكة عناصرها تتألف من احمد صلاح الدين يعمل في مجال المساحة وعبد صلاح الدين موظف والجامعي وئام مصطفى ومحمد خالد صلاح الدين وبلال مصطفى وطالب الهندسة المدنية عبد الرحمن السيد فيما تمكن محمد احمد مصطفى من الفرار. ثم كانت مداهمات في فنيدق بعد اعترافات محمود الخالد ومداهمة علي كنعان في فنيدق.
من خلية القلمون الى خلية الزاهرية وفنيدق خيوط تم اكتشافها في ضربات استباقية ولم تعد هذه الخلايا على ضرب الآمنين بل باتت الاجهزة هي من تضرب قبل وقوع الكوارث…
ما حققه جهاز الامن العام اللبناني كان لافتا في جهوزية هذا الجهاز في ملاحقته وتتبعه للارهاب ومكافحته وقد انقذ لبنان من عدة كوارث ومجازر، ولا يقل جهاز مخابرات الجيش اللبناني شأنا في هذا الاطار، ولا شعبة المعلومات.
الخلايا الارهابية التي اكتشفت مؤخرا وضعت الشمال اللبناني تحت دائرة الضوء مجددا وتحت دائرة الخطر المحدق به من طرابلس والى عكار حيث المجاهرة برفع اعلام داعش والنصرة يؤكد محاكاة هذه الخلايا والقوى المتطرفة الناشطة في اعتصامات ومسيرات لمنهجية داعش والنصرة عدا عن مواقف وتصريحات لنواب ولمشايخ تنضح منها تهديدات بنقل احداث الموصل الى الشمال اللبناني وقد عادت الروح الى هذه القوى التي تبدي استعدادا لضرب الاستقرار تحت حجة ما تسميه: «مظلومية اهل السنة والجماعة»..
بعض هذه القوى المتطرفة تشن حملات على الاعلام وتتهم البعض بان اقلامهم اقلام فتنة وانهم يظلمون طرابلس بوصمها بالارهاب والتطرف حتى ان احد القيادات الدينية نفى ان يكون لداعش اي وجود او متعاطف معها في وقت كانت شوارع طرابلس تشهد مسيرات داعشية بامتياز من الرايات المرفوعة الى الهتافات التي كانت تصدح والمواقف التي تستدعي داعش الى طرابلس والشمال.
ولم تكن الخلايا المكتشفة في القلمون والزاهرية وصولا الى ما جرى من مداهمات في بلدة فنيدق – عكار الا احدى الادلة على بدء الخلايا النائمة في التحرك.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...