أثار الصحافي علي الأمين ناشر موقع “جنوبية” الإلكتروني موجعة من الغضب العارم على مواقع التواصل الإجتماعي بعد أن نشر موقعه عدة مقالات تستهدف أعراض وبنات الضاحية الجنوبية.
ونشر الموقع المذكور صباح السبت تقريراً حمل عنوان: “الضاحية من العقلية المحافظة إلى الدراجات الهوائية مع الـboyfriend؟” متهكماً على أعراض ونساء أهالي الضاحية الجنوبية، محاولاً تصويرهن بمظهر النساء الغربيات الخارجات من القيود الاجتماعية، محاولاً إظهار ان في الضاحية ظاهرة إنحلال أخلاقي وإنتشار لثقافة “المساكنة” وما إلى ذلك من توصيفات لا تستند إلى الواقع بصلة بل هي مستوحات من خيال كاتب المقال المستقى من مشغليه في السفارة الامريكية.
الموقع تطرق إلى قضية “الحجاب الموديل” محاولاً إظهار النساء في الضاحية انهن لا يردن الحجاب إلا فقط من اجل المحافظة على الهوية المذهبية!، ربما إلتبس على “الامين” ان هذه الظاهرة ليست موجودة في الضاحية الجنوبية فقط بل في كل لبنان وكل الدول الاسلامية، وهي لا تدل على إنحلال أخلاقي او على هوية مذهبية، ابداً!!!.
لكن ما كان لافتاً في المقال المشبوه، هو الصورة التي اختيرت له، حيث قام الموقع موضع صورة لمحجبات “مهينة” محاولاً إستغلالها وتصويرها على انها في الضاحية، بينما وفي بحثٍ سريع، يتضح انها عدة صور مجمّعة، فالصورة في جهة اليسار ملنقطة في مصر، بينما اليمنى في الاردن، وهي إنتشرت على نطاقٍ واسع، فلماذا تصويرها على انها في الضاحية؟!!
الأمين وموقعه “جنوبية” يحاولان بشتى الوسائل الدنيئة إستهداف الطائفة الشيعية وتشويه سمعتها من خلال نشر الأكاذيب والتحريض وإختلاق القصص البوليسية. اسلوب الموقع المعيب ادى إلى حالة غضب على مواقع التواصل الاجتماعغي. النشطاء قالوا بأنهم كانوا يلتزمون الصمت من قبل ولا يعيرون الأمين وموقعه أي أهمية رغم أنهم يدركون تماما أن كل ما ينشر عبر “جنوبية” هو كذب وتلفيق وهي أجندة يعتمدها الموقع منذ إنطلاقته، إلا أنهم لا يستطيعون السكوت عن إستهداف نسائهم وبناتهم وتشويه سمعتهن على مواقع الإنترنت.
وطالب النشطاء الجهات المعنية لوضع حد لهذا الرجل الذي لا يمت للإعلام والإعلاميين بصلة كونه فقط ينشر الأكاذيب والإفتراءات بحق شريحة كبرى من المجتمع اللبناني ويخلق حالة من الكراهية وقد تمادى كثيراً بإعتدائه بإنتهاكه للحرمات وإعتدائه على النساء وأصبح يشكل خطراً كبيراً.
رد الحدث نيوز على مقال علي الأمين بموقع جنوبية:
إلى «جنوبية»: الضاحية ليست «مكّة»
إيمان بشير
اذاً، يبدو أن الحركات الصِبيانية تأبى أن تفارق موقع “صهيونية” وأن الصبي علي فيلتمان الأمين، لم ينضج بعد سوى على تلقي الأوامر من أسياده الأميركيين، إذ أنه ومقابل دولارات بخسة، ينتهك بكل بساطة أعراض الناس، ضارباً بعرض الحائط الواقعية والمهنية الصحافية في النقد البناء. وسيلة ترويجية باتت “مكشوفة” يستخدمها الموقع في كل مرة كي لا تنخفض نسبة قرّائه، والموقع الذي يختار المواضيع الأكثر حساسية منها لدى جمهور المقاومة، يقتات هذه المرّة من المحجبات، فبات “مرجيعية دينية” يحاسب فيها على الحجاب وأصوله وحرمة وحلال العلاقات بين الشبان والشابات، ويعطي جوازات مرور على الصراط المستقيم.
لست هنا للدفاع عن الضاحية وما يجري فيها، لأنني أعي تماماً أن الوباء الذي يتفشّى بكل أنواعه في مجتمعنا، لم يقف على حدود الضاحية فحسب، بل شمل المناطق اللبنانية كافة، الإسلامية وغير الإسلامية، ما يعني أن العقدة لم تكن في الضاحية وأهلها.
وأعلم جيداً أن علاج الخلل لا يكون باستخدام صور من مصر والأردن ليقال إنها في الضاحية! وان استخدام الإنترنت لم يكن يوماً حكراً على طائفة ما أو منطقة ما! لكن الغريب في الأمر أن الموقع المذكور نفسه، اعترض في مقال مشابه، منذ مدة ليست بطويلة، على “قلّة الانفتاح” في الضاحية وأنها منطقة “منغلقة” لا تتيح لشبانها وشاباتها التصرّف بحريّة، وهذا ما يكشف نيّة الموقع في الاستهداف العشوائي للمواضيع الحساسة التي تخصّ جمهور المقاومة وحصراً جمهورها.
لكن ما لا يعرفه الصبي المأجور أن في الضاحية من كل الأنماط، فيها متدينات محافظات، وفيها متحررّات من القيود، يمارسن حقّهن في اختيار نمط حياتهن. الضاحية ليست مكةّ وكذلك ليست سوقا للفسق والانحلال الأخلاقي كما صوّرها، فيها من يحتفل بولادة المسيح تارة، ومن يعزي بوفاة الرسول محمد طوراً، الضاحية ليست باسم أحد، و ليست ملك أحد، لقد كانت ولا زالت حاضنة للمقاومة باختلافها وتنوعها، بقيت حاضنة لها، وهذا ما لم يستطع الكتّاب المأجورون تقبلّه وما لا يطيقون تحمّله.
وان ما يثير جدلاً، الخطأ الذي يرتكبه جمهور المقاومة في كل مرة، حيث يسارع الكثير في نشر المقال المسيء والترويج له ولموقعه مجاناً، غير آبهين بتحقيق هدف الكاتب، ولأن الفاعل يدرك تماماً هذه النتيجة، لا يتردد قيد أنملة في التطرّق لمواضيع مشابهة، فمتى نكفّ نحن عن خدمة هؤلاء، ومتى نتعلّم أن حل المشكلة لا يكون بالترويج والسبق الصحفي. للصبي أقول، من السهل جداً أن تثير الجدل لكن من الصعب أن تبقى جديراً بالاحترام، عليك أن تشكر الله ليلاً نهاراً على نعمة وجود المقاومة وشعبها، فمن وجودها تجمع قوت يومك، ومن استغلال اسمها تحصّل لقمة العيش، طابت هي كما هي ..