تقول احدى الاوساط السياسية المحايدة، كم في لبنان من المضحكات ولكنه ضحك كالبكاء، لا احد يعرف ما الذي يحدث؟ ولماذا؟ أو متى يتوقف؟ والمحللين السياسيين يحشون ساعات الفضائيات ويعيدون تذكيرنا بأصوات العربات الفارغة التي تربط بالقطارات العائدة. لم يبق لنا سوى ان نتوجه صباح كل يوم بطلب الرحمة من الارهاب، ونردد: يا ارهاب أرحمنا، لعل قلوب الإرهابيين تلين قليلا ، فقد امضينا سنوات نبتهل بالقول، يا الله أرحمنا، لكن نداءاتنا تعود فتسقط على الأرض،لا تجد طريقا الى السماء، السماء امتلأت بنداءات وصرخات يا «يسوع ارحم» او «الله واكبر» التي يطلقها المذبوحون من «داعش» وبقية ابناء الحرام.
وتسأل الاوساط، أليس هذا هو حالنا في لبنان اليوم، أليست احوالنا مثيرة للبكاء، الا نستحق أن يتندر علينا الاخرون. ولنبدأ باستعرض ما يسمــّى بالرئاسات الثلاثة، ولنبدأ برئاسة الجمهورية التي يبدوا انها ستبقي كرسيها يعتليها فخامة الفراغ حتى يبصر المؤتمر التأسيسي النور.
هذا عن زعامتنا الاولى، أمــّـا رئاسة مجلس النواب فالتمديد سيد الموقف تضيف الاوساط وليذهب اللبنانيين بشهداءهم ومهاجريهم ليشربوا من ماء البحر، أمـــا رئاستنا الثالثة اي مجلس الوزراء ورئاسته، فهي أشبه بفريق كرة قدم يعرف لاعبوه كل شيء الا لعب الكرة، لاعبون بلا مهارات ولا انسجام ولا تكنيك يقودهم رئيس فريق جيء به لسد النقص وملأ الفراغ ليس الا. واليوم يجابه لبنان في هذه المرحلة الحرجة والعصيبة والخطرة، المواجهة العسكرية مع تنظيم «داعش» المجرم، فبدلاً من حصره وتشديد وتضييق الخناق عليه، وتطهير الاراضي اللبنانية من خلايا هذا التنظيم النائمة في معظم الاحياء واتقاء شروره الجهنمية، وحفظ ارواح المواطنين من المجازر الجديدة، يحدث العكس تماماً، فان «داعش» الارهابي هو صاحب المبادرة كما يحصل في قضية خطف العسكريين، ويتمدد ويتوسع تقول الاوساط، وتسقط الضحية تلو الاخرى ويرتكب جرائم بشعة، بحق الجنود والمواطنين الابرياء، وهي نتيجة طبيعية لحكم المحاصصة الطائفية، الذي انهزم سياسياً واجتماعياً، وتلقى ضربات موجعة وقاسية، تركت آثارها السلبية في كل مكان. لان القادة السياسيين، انفصلوا عن الشعب كلياً، وانغمروا في الفساد بكل طريقة شيطانية، والتعارك والخصام والمزاحمة الدامية والعنيفة، على المناصب والشهرة والنفوذ، اضافة الى ان ادواتهم السياسية، تتمثل في السذاجة والعجز والعناد والتعصب والتعجرف والمكابرة الفارغة، جعلتهم غير مهتمين في مجريات الامور الخطيرة المحدقة بلبنان، وتقول الاوساط، لهذا المواطن اللبناني الفقير يدفع ثمن تهورهم السياسي، بثمن باهظ في القتل اليومي . وبذلك فقد لبنان مقومات الدولة، التي تأخذ على عاتق مسؤوليتها بصدق وامانة، في الحفاظ على الامن والامان والاستقرار، وصيانة المواطن من كل الاخطار، والدفاع عنه. ان لبنان فقد كل شيء ثمين ومفيد، بسبب الدس الطائفي الاعمى والمتعصب الى حد الانتقام البشع، وقد ساهم القادة السياسيين من كل الاطراف السياسية، في قسطهم الكبير بتحويل لبنان الى بلد طائفي، متناحر.
لكن تقول الاوساط يبقى هناك في مكان ما بصيص امل لان نحن اللبنانيون ابناء هذه الارض المقدسة بقديسيها وبدماء شهدائها، نحب الحياة ولن يرعبنا الاعلام الارهابي المضاد او افلامهم عبر «اليوتوب» وهم يجتزون جنودنا وعيونهم البريئة الجريئة تقول لنا: لا مجال لكم بالحياة الا بالقصاص من هؤلاء الاوباش لا تنتظروا المنقذ ان يحميكم بل احموا انفسكم اصمدوا تشبثوا بالحياة لا تتركوا بيوتكم للافاعي والثعابين ولا تبكونا لان في تاريخكم شهداء شواهد كثر منهم العسكريين علي السيد وعباس مدلج واستشهدا بشير الجميّل ورينيه معوض ورفيق الحريري وسمير قصير وجبران تويني ومحمد شطح ووسام عيد ووسام الحسن ووسام حنا… وغيرهم كثر . «الداعشيون» يريدوكم ان تعيشوا المأساة ليرموكم في البحر بدل من ان ترموهم انتم، ان الخوف الذي يحاولون زرعه فينا من خلال التمدد «الداعشي».
وتختم الاوساط نحن نعد ابطالنا العسكريين وشهداؤنا بالقول لـ«الداعشيين»، اهلا بكم فلن تمروا من ديارنا الا على اجسادنا المفخخة التي ستحرقكم فان الموت بعز هو الولادة الحقيقية والابدية، وسنكررها دوما مع كل الاحرار على الارض «الله واكبر» ويا «مسيح ارحم» إما الموت بالعز او العيش بكرامة ورفعة راس واباء.
لماذا يهدّد الروس العالم بالسّلاح النووي؟
كان الخطاب الذي أطلقه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال الاحتفال بضمّ الأقاليم الأربعة إلى روسيا بمنزلة استكمال للخطاب السابق الذي...