عرض وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون في جملة مقابلات صحافية لمناسبة انتهاء “عيد العرش اليهودي”، جملة المخاطر والتحديات التي تواجهها إسرائيل في العام المقبل في الشمال والجنوب على حد سواء.
وفي نظره فإن إسرائيل غارزة في منطقة معادية، وعليها أن تناور داخلها بحزم وحذر وأن مواجهة “داعش” تقترب. وقال إنه لو احتلت إسرائيل قطاع غزة في الحرب الأخيرة لكانت حتى الآن تستقبل جثامين القتلى من جنودها.
وأشار يعلون إلى أنه بعد حوالي شهر ونصف من وقف القتال في غزة صارت الحوادث تقع في الشمال، من إسقاط الطائرة الحربية السورية إلى زرع “حزب الله” عبوات ناسفة في مزارع شبعا. واعترف بأن “من الجائز أن حزب الله استجمع ثقة بالنفس أكثر مما اعتقدنا”، موضحاً أن هذا الحزب “يحاول تحديد معادلة ردع جديدة في الجبهتين اللبنانية والسورية، التي فيها يرد بهجمات على أراضينا في مقابل كل عمل عسكري ينسبه إلى إسرائيل في لبنان“.
وأضاف أن “ثمة انقلاب أدوار مقارنة بالماضي. في الماضي كان النظام السوري يستخدم حزب الله لضربنا في جنوب لبنان من دون أن نتمكن من تحميله المسؤولية المباشرة. الآن حزب الله يعمل بالطريقة ذاتها في هضبة الجولان”.
وأكد يعلون أن العملية الأخيرة لـ”حزب الله” كانت طموحة، لكنه ينفي احتمال أن الاستخبارات الإسرائيلية تقلص شدة نيات الحزب، الذي يبدو كأنه مستعد للمجازفة بتصعيد لو أفلحت خطته في قتل عدد كبير من الجنود عند تفجير العبوات.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي إن “حزب الله” يرسل مقاتليه إلى العراق وسوريا ليس راغباً، وإنما بإملاءات من إيران، وأن الحزب غارق أيضاً في معركة “مع جهات سنية متطرفة” في البقاع اللبناني. وأضاف أن “الحوادث معنا لا تثبت أن وجهة حزب الله هي التصعيد. لقد رددنا بشدة، وحزب الله سيجري حساباً إن كان يجدر به التصعيد”.
ولكن يعلون في مقابلته مع “ماكور ريشون” اليمينية، قال إن عبوات “حزب الله” الأخيرة تقع “في إطار محاولة الحزب الحفاظ على قواعد اللعبة أو ردعنا عن العمل في لبنان وليس كعمل يقود إلى التصعيد في الشمال”.
من جهة ثانية، وبحسب مقابلة يعلون مع صحيفة “هآرتس”، فإن الرئيس السوري بشار الأسد يسيطر على 25 في المئة من أراضي سوريا. وقال إن هذه “ليست سوريا، إنها علوستان ـ مدن الساحل الشمالية وممر يربطها حتى دمشق. والمتمردون يسلبونه السيطرة على الحدود معنا في الجولان. شرق الدولة محكوم من داعش وفي شمالي شرق الدولة حكم ذاتي كردي”.
وقال إن وجود قوى إسلامية متطرفة مرتبطة بتنظيم “القاعدة” مثل “جبهة النصرة” في الجولان “مقلق لنا”، لكن الوضع تحت السيطرة، مشيراً إلى أن السيطرة على الحدود هي لـ”جهات معتدلة” مثل “الجيش الحر” التي “ليس سراً أنها تستفيد من المعونات الإنسانية التي نقدمها لسكان القرى كالمعالجة في مستشفياتنا وطعام الأطفال وأعتدة وبطانيات في الشتاء. وكل ذلك مشروط بعدم سماحهم للمنظمات الأكثر تطرفاً بالوصول إلى الحدود”.
ولاحظ يعلون أن حرب الخمسين يوماً في غزة، علمت “حزب الله” والمنظمات الأخرى أن “مسألة بيت العنكبوت ليست مقنعة”. وفي رأيه فإن خطاب “بيت العنكبوت” الذي ألقاه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في بنت جبيل بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني في العام 2000 كان يجمل عقد التسعينيات. لكن إسرائيل في العام 2002 شنت حرب “السور الواقي”، وفي الصيف الأخير شنت حرب “الجرف الصامد” “وهذه مقاربة مغايرة وعزم مختلف”.
وفي نظره، استخلص العرب من حرب الخمسين يوماً أنه “خلافاً لتوقعاتهم فإسرائيل مؤهلة للصمود في حرب استنزاف. وهي تدافع عن نفسها وتجبي ثمناً باهظاً من أعدائها”.
وفي مقابلة أخرى مع “ماكور ريشون”، اعتبر يعلون أن “داعش لا تهددنا حالياً. كما أنها ليست قريبة من حدودنا. ولكنها كظاهرة، نحن ننظر إليها أنها خطر على مصالحنا، لأن رجالها قد يقتربون منا في الجولان، وقد يتسللون إلى الأردن ويزعزعون استقراره. كما أنهم يحاربون داخل لبنان في عرسال وبريتال، وهناك حرب يومية مع قوات مشتركة من داعش وجبهة النصرة. وكلاهما يحارب حزب الله، ونحن نتساءل كيف أن حزب الله والجيش اللبناني، اللذين يعملان سوياً، لا ينجحان في معالجة الوضع من جذوره ويتكبدان قتلى ومخطوفين. وإذا لم تتوقف، فإن الظاهرة قد تصل إلى حدودنا”.
وفي مقابلة رابعة مع موقع “والا” الإخباري، قال وزير الدفاع الإسرائيلي عن حرب غزة، أنه لو قامت إسرائيل باحتلال القطاع لكانت حتى الآن تعيد من هناك نعوش جنودها القتلى.
وأضاف يعلون أن حماس حتى قبل الحرب وجدت نفسها في وضع استراتيجي صعب: “واقع اقتصادي قاس حاولت حله عبر المصالحة مع السلطة الفلسطينية. وقد ذهبت حماس إلى المصالحة محشورة للتحرر من الحصار. كنا نعرف ذلك قبل العملية وفكرنا في إيجاد حل، وعدم السماح لطنجرة الضغط بالانفجار. ولكن حدث ما حدث”.
وأشار إلى أنه لا يعلم إن كان الواقع الراهن وعودة السلطة ستقود إلى تغيير استراتيجي، ولكنه يعلم أن هذا “يفتح كوة للأمل. بالتأكيد هناك حاجة لتنفيس الضغط وتمكين أهل غزة وليس حماس من العيش بكرامة. هناك 120 ألف مشرد جراء العملية في القطاع. لقد دفعوا ثمناً باهظاً. ينبغي تمكينهم من العيش، ولذلك فإن قسماً من مصالحنا هو السماح بهذه السيرورات”.
سي أن أن: تحذير بايدن من النووي الروسي لم يبن على معلومات استخبارية
قال العديد من المسؤولين الأميركيين لشبكة CNN إنّ "تحذير الرئيس جو بايدن ليلة الخميس من أن العالم يواجه أعلى احتمال...