كشفت «الهدنة الموقتة» في غزة مدى الاجرام الصهيوني والحقد ضد المدنيين الفلسطينيين جراء الاف اطنان المتفجرات من الطائرات والبوارج والمدفعية على الاحياء الشعبية في غزة الذي سويت بالارض في منظر يشبه دمار مدينة هيروشيما بعد القاء القنبلة الذرية الاميركية عليها.
اسرائيل استخدمت في قصفها على غزة اسلحة محرمة دوليا، كما استخدمت السلاح الكيميائي ضد المدنيين الذي خلف 1040 شهيدا و6500 جريح.
ورغم ذلك صمدت غزة واغرقت اسرائيل رسميا بمقتل 47 جنديا ومئات الجرحى، فيما الصحف الاسرائيلية تؤكد ان اعداد القتلى والجرحى مضاعفة كما اكد مسؤول عسكري اسرائيلي اننا خسرنا العمود الفقري لسلاح المشاة وخسرنا عددا من خيرة الضباط من ذوي الرتب العالية.
وعلى صعيد الاتصالات السياسية فقد وافقت اسرائىل على تمديد هدنة الـ 12 ساعة الى 4 ساعات تنتهي منتصف الليل وطلبت تحويل الهدنة الى اتفاق دائم لوقف اطلاق النار لكن الفصائل الفلسطينية في غزة رفضت الامر اذا لم يؤد الى رفع شامل للحصار.
وكان اتفاق التهدئة الإنسانية في قطاع غزة دخل حيز التنفيذ بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، وذلك بعدما وافق الطرفان على طلب الأمم المتحدة وقف القتال لمدة 12 ساعة، بينما تجري جهود دولية لإبرام وقف طويل لإطلاق النار، حيث احتضنت فرنسا اجتماعاً دولياً لبحث اتفاق نهائي لوقف الحرب.
وقد بدأ سريان التهدئة الإنسانية في الثامنة صباح السبت ، ونزل مئات الفلسطينيين في القطاع إلى الشوارع بمجرد بدء سريان الاتفاق لمعاينة الأضرار التي خلفها العدوان الإسرائيلي، كما ذهب بعضهم لسحب الأموال من البنوك أو التزود بالحاجات الغذائية.
وكان متحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قال إن جميع فصائل المقاومة ستلتزم باتفاق التهدئة، في حين قالت متحدثة عسكرية إسرائيلية أمس إن قوات بلادها ستواصل خلال فترة الهدنة البحث عن الأنفاق التي يستخدمها مقاتلو المقاومة.
وتوعدت المتحدثة بالرد إذا اختارت المقاومة استغلال الهدنة لمهاجمة القوات الإسرائيلية أو أطلقت النار على «المدنيين الإسرائيليين»، وأضافت أنه يجب «على مدنيي غزة الذين طُلب منهم إخلاء منازلهم الامتناع عن العودة».
وأكدت القيادة الفلسطينية في جلسة طارئة ضرورة ربط الهدنة القصيرة بالتعامل الجاد مع المطالب الوطنية وتلبيتها، معلنة أنها تتشاور مع مختلف القوى الوطنية الفلسطينية و»عدد من الدول الشقيقة والصديقة -خاصة مصر»- للوصول إلى موقف موحد يؤدي إلى «وقف تام للعدوان».
وجاء الاتفاق على هدنة إنسانية بعد إخفاق وزير الخارجية الأميركية جون كيري في انتزاع تهدئة أطول بين المقاومة وإسرائيل بعدما تقدم بـمقترح لوقف إطلاق النار رفضته تل أبيب، وقال كيري إن السعي الآن ينصب على إيجاد فترة هدوء قصيرة لسبعة أيام يتم خلالها وضع الخطط لوقف إطلاق النار إلى مدى أطول.
ميدانيا انتشلت طواقم الإسعاف أكثر من مائة جثة من تحت الأنقاض في قطاع غزة بعد دخول الهدنة الإنسانية لمدة 12 ساعة حيز التنفيذ، ليرتفع بذلك عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 1040.وقالت مصادر بوزارة الصحة الفلسطينية إن حوالي مائة جثة نقلت إلى المستشفيات في شمال ووسط وجنوب غزة، وكذلك مدينة غزة وإن الحصيلة يمكن أن ترتفع.وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية أشرف القدرة إن «13 من هذه الجثث انتشلت من تحت الأنقاض في حي الشجاعية» شرق مدينة غزة الذي شهد دمارا هائلا، ونقلت إلى مستشفى الشفاء بالمدينة، مشيرا إلى أنه تم انتشال 13 جثة أخرى في دير البلح ومخيم النصيرات ونقلت إلى مستشفى دير البلح جنوب القطاع.
وانتشلت أيضا جثث تسعة شهداء في بلدة بيت حانون شمال القطاع ونقلوا إلى مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا المجاورة.
وفي الساعات الأولى من فجر السبت، وقبل بدء الهدنة الإنسانية المؤقتة، استشهد35 شخصا -بينهم 11 طفلا – في غارة إسرائيلية بخان يونس جنوب القطاع.
كما استشهد متطوع من أجهزة الطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة وأصيب ثلاثة آخرون، أحدهم بجروح خطيرة، في هجوم على سيارتي إسعاف.
وبدورها قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن 192 طفلا على الأقل استشهدوا في العدوان الإسرائيلي، في حين أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) لجوء أكثر من 160 ألف فلسطيني إلى مقارها.
في الجانب الاخر أعلن الجيش الإسرائيلي أن ثلاثة من جنوده قُتلوا في معارك دارت في قطاع غزة، لترتفع بذلك حصيلة ما اعترف به من خسائر بشرية منذ بدء عدوانه على غزة إلى 37 قتيلا.
فيما كشف المحلل العسكري الإسرائيلي رون بن يشاي، لصحيفة «يديعوت احرنوت» أن الجيش الاسرائيلي خسر منذ بداية العملية البرية داخل قطاع غزة عدداً من خيرة الضباط من ذوي الرتب العالية المتمرسين بشتى أنواع العمل العسكري الميداني، ومنهم قادة كتائب.وقال المحلل العسكري «هؤلاء الضابط هم العمود الفقري لسلاح المشاة» بالجيش الإسرائيلي.
في غضون ذلك دعا المشاركون في اجتماع دولي بالعاصمة الفرنسية باريس إلى تمديد الهدنة الإنسانية التي بدأ العمل بها في قطاع غزة لمدة 12 ساعة صباح السبت، وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للصحفيين «ندعو كل الأطراف إلى تمديد وقف إطلاق النار الإنساني».
بدوره أعرب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو عن ارتياحه لدخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وأضاف في تغريدة على حسابه في تويتر «لو قبلت إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الذي أعددناه في قطر لكنا انصرفنا إلى التفاوض على وقف إطلاق النار لمدة أطول. لكن موقف إسرائيل يؤكد أنها ليست صادقة في جهودها من أجل السلام».
ونقل عن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) فوزي برهوم قوله «نتمنى أن تكون مخرجات هذا الاجتماع تصب في صالح الضحية الشعب الفلسطيني بوقف العدوان، وألا تعطي غطاء لجرائم المحتل»، مرحبا «بأي دور إقليمي أو دولي يوقف العدوان ويرفع الظلم عن غزة».
وبحث المجتمعون في باريس الأوضاع في غزة بدعوة من وزارة الخارجية الفرنسية، وذلك في إطار الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ نحو ثلاثة أسابيع.
وشارك في الاجتماع وزراء خارجية كل من الولايات المتحدة وقطر وتركيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن الاجتماع يهدف «إلى إعلان هدنة دائمة في غزة».
وفي وقت سابق نقل عن الناطق باسم الوزارة رومان نادال قوله إن «وقف النزاع الدامي هو أولوية ملحة مطلقة»، وتابع أن الاجتماع يهدف إلى دعم المبادرة المصرية وأنه نظم بالتفاهم مع القاهرة.
ولم تشارك إسرائيل أو الفلسطينيون أو مصر في هذا اللقاء، الذي أطلق عليه اسم «الاجتماع الدولي لدعم وقف إطلاق النار الإنساني في غزة»، والذي جاء بعد سريان هدنة إنسانية في قطاع غزة تمتد حتى مساء السبت.
وكان وزير الخارجية الأميركي جون كيري كشف في مؤتمر صحفي مشترك القاهرة مع نظيره المصري سامح شكري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، أنه سيلتقي وزيري خارجية قطر وتركيا في باريس، وأنه سيتم البحث عن إعلان هدنة لسبعة أيام بمناسبة عيد الفطر، لكي تجتمع كل الأطراف في محاولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار مستمر.وتحدث كيري عن تقدم مهم نحو صياغة مبادرة لوقف إطلاق النار، لكنه قال إنه لا تزال هناك خلافات بشأن صياغة اتفاق محتمل لإنهاء الحرب.
وزير إسرائيلي: اتفاق الترسيم مع لبنان جيد..”الموساد” و”الجيش” يريدانه
أعرب وزير السياحة في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، عن "أمله في أن يُنجز الاتفاق مع لبنان بشأن ترسيم الحدود...