بالرغم من غياب المخرج الحقيقي لمسلسل انتخاب رئيس جديد للجهمورية الا ان نتائج الجلسة الاولى بانت نتائجها سريعاً على الشكل التالي:
1- لبى رئيس المجلس النيابي نبيه بري دعوات البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لعقد جلسات انتخاب رئيس للبلاد ولم يستطع النواب المسيحيون عندها الوقوف عكس ما تشتهيه بكركي بالدعوة الى حضور الجلسات وكان لها ما ارادت.
2- استطاع رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان يخوض معركة اعلامية بامتياز يضاف اليها بعض الملح السياسي خصوصاً من حزب الكتائب الذي رمى الكرة لجعجع لعلمه الاكيد ان لا رئيس في هذه الجلسة و«نحن مشينا معك وفي الدورات المقبلة سوف تعيد الكرة الينا»، مع حصول جعجع على اصوات وازنة في المجلس النيابي تمكنه من رفع الستر عن بعض العورات التي يتهمه البعض بها كلما لاح اسمه في الافق.
وتقول مصادر نيابية في 14 آذار ان الدين المستحق لجعجع لدينا قد سددناه منذ الدورة الاولى وبشكل علني ومن هون وطالع صافي يا لبن» واصوات القوات اللبنانية سوف تكون الى جانبنا عند الدورات المقبلة وبالطبع فان الدكتور جعجع ربح ونال ما أراده ولا يمكنه ان يخذلنا».
3- احتفظ العماد ميشال عون على حد قول مصادر سياسية متابعة لملف الاستحقاق الرئاسي بما اراده بعدم ترشيح نفسه بمواجهة أحد وهو حتى الساعة نجح بذلك خصوصا انه يعرف ان الاوان لم يحن بعد للوصول الى بعبدا ومستلزمات هذه المرحلة لم تنضج اقليميا على الاقل ان لم يكن دوليا.
4- في هذه الجلسة كانت حرب الاوراق البيضاء المحور الأهم بالنسبة لقوى الثامن من اذار التي حاولت جاهدة توجيه رسالة الى الدكتور سمير جعجع بأن هذه الاوراق أكثر عددا من اوراق انتخابه وبالتالي حث قوى 14 اذار على الحضور مع نوابهم في الجلسات المقبلة اي عندما يحين موسم القطاف الحقيقي وانضاج الطبخة بما يصب لمصلحة الثامن من اذار، وبمعنى اخر تأخير الانتخابات الرئاسية الى وقت تنقشع فيه الرؤية من الخارج وهذا ما يعرفه الجميع.
5- ربح النائب وليد جنبلاط تضيف المصادر بأن ضرب عصفورين بحجر واحد ان من خلال ترشيحه للنائب هنري حلو والوقوف في الوسط واحتفاظه باوراقه الذهبية الى حين الموقعة الحقيقية، وبالتالي نجح ايضا في اعادة لمّ شمل اللقاء النيابي الديمقراطي ونفخ الروح فيه. ولكن مصادر الثامن من اذار توحي بأن جنبلاط بموقفه هذا التمهيدي سوف يترجمه كذلك اقله حتى الساعة مع العماد ميشال عون فيما بعد.
6- وبالرغم مما تقدم فان هذه النتائج التي افرزتها الجلسة الاولى التي لم تخرج عن السيناريو الذي تم اعداده سلفاً، بحسب المصادر نفسها، والذي اصبح معلوما كورقة مفتوحة للسجال الرئاسي الذي سيتمد اشهرا تخلط فيه الاوراق من جديد محليا واقليميا خصوصا على المحور السعودي – الايراني، وبالتالي فان اتفاق التسوية لن يكون حاضرا الا بعد التمديد للرئيس السوري بشار الاسد ونضوج الحوار الاميركي – الايراني، وعلى هذا الاساس يمكن العبور الى مرشح تتوفق عليه الدول وتشير للنواب المحليين باسمه وتقترع. وبالتالي تقول المصادر هناك ضرورة لتكبير الزنود والسواعد المحلية على اعتبار ان الوزن الحقيقي السياسي للبلاد حاليا يأتي في سلم اولويات الدول الكبرى في المرتبة الثانية والثالثة وان ما يحدث في العراق على ابواب الانتخابات يوحي بتشابه الساحات مع لبنان محليا في بغداد او بيروت. وتقول المصادر ان المرحلة الحالية التي يمر بها لبنان تفترض على خلفية ارتباطه بساحات مشابهة في سوريا والعراق وحتى مصر انها مرحلة انتظار صعبة متحدثة عن امكانية ان يمتد الفراغ الى اكثر من المدة التي يتحدث بها المعنيون، وذلك برغبة غربية وخصوصا فرنسية التي استلمت هذا الملف حسب هذه الاوساط بالتوافق مع الولايات المتحدة الاميركية. وهنا يكمن التخوف من فراغ حقيقي يتلاقى مع عدم الاهتمام الدولي بالساحة اللبنانية بالتوازي مع حتمية تصاعد المعارك الميدانية في سوريا والتي ستكون لها تداعيات عسكرية غير مباشرة على الساحة اللبنانية بالتوازي مع رفع الاهتمام السوري والسياسي بها من جديد، وفق تقديرات هذه الاوساط تنقل تداولات عن رفع نسبة اعادة الاهتمام السوري بما يجري في لبنان وخصوصا الاستحقاق الرئاسي وهذا مؤشر لم يكن حاضرا منذ ثلاث سنوات او ما قبيل العام 2005.
تعميم المركزي يخفض سعر صرف الدولار؟
بعد أن اصدر مصرف لبنان تعميماً جديداً يلزم المصارف بالحصول على موافقة مسبقة منه قبل فتح اعتمادات او دفع فواتير...