الجميع ينظر الى ما يجري في المنطقة على انه خطر جدا وحساس لدرجة ان هذا الامر قد يتحول في لحظة ما الى مواجهات محتملة بين هذا الطرف او ذاك، كون الموضوع بات واضحاً لدرجة يمكن للمواطن العادي ان ينظر الى ما يجري ليعلم ان الاجهزة الاميركية والعربية والاوروبية التي انشأت «داعش» ومختلف الجماعات التكفيرية، ابتلت فيها تماما كما حدث مع طالبان في اقغانستان وانقلاب بن لادن على مشغليه، ما جعل واشنطن والغرب يستثمرون بالمال والنفط العربي لسنوات لماّ تنتهي بعد الى ان صدروا «داعش» «النصرة» ومختلف التسميات في سوريا والعراق، وانطلق الاستثمار مجددا على سنوات مقبلة.
اللافت ان التكلفة العسكرية والاعلامية «والبروباغندا» التي سبقت وترافق عمليات التحالف كانت اكثر بكثير من الاهداف التي تم تدميرها واصابتها على حد قول المصادر اذ حتى اليوم لم يتجاوز عديد «داعش» المقتول الـ 220 عنصرا بتكلفة مالية يدفعها باهظة اهل الخليج ، خصوصا اذا علمنا ان اقل صاروخ من نوع «توما هوك» تكلفته 600 الف دولار ويصل «المتور» منه والذي استخدم في سوريا ، الى مليونين و مئتي الف دولار اميركي، هذا عدا الطائرات الاستراتيجية والنفاثة المتطورة وحاملات الطائرات والطعام والشراب وكل الامور اللوجستية التي جرى تحضيرها من التحالف لضرب «داعش».
كل هذا وفق خبراء عسكريون – اي تكلفة يومين من عمليات القصف كلفت ما يقارب المئتي مليون دولار، وقد كلّف بذلك قتل كل عنصر من «داعش»، تزيد عن ثلاثة ملايين دولار لاستهداف «الداعشي» الواحد ، فيما كمين الغوطة الشرقية الذي تعرّض له «الدواعش» منذ اشهر قتل منهم ما يزيد عن مئتين مقاتل، بتكلفة لا تصل الى مئة الف دولار ما يعني ان الاستثمار الاميركي والغربي بالمال العربي سيكون باهظا وربما يصل الى حد افلاس الموازنات العربية – الخليجية بالتحديد.
في المقابل تقول المصادر في 8 آذار، ان ما يجري في المنطقة اثبت رؤية ايران وسوريا وحزب الله السباقين في محاربة التكفيريين والذين قالوا للجميع ان هؤلاء من صنيعة المخابرات الغربية ويعملون لمصلحة المشروع الاسرائيلي في المنطقة، وان وباءهم سيطال الجميع، لكن مع الاسف كما قال وزير خارجية سلطنة عُمان في آخر اجتماع لدول مجلس التعاون الخليجي ، ماذا ينتفع بعض العرب في الخليج من دعم «داعش» و«النصرة» والجماعات التكفيرية التي ستنقلب على المجتمعات الخليجية والعربية ككل.
وتضيف المصادر ان طائرات الخليج العربي تتحدث عن انها تستهدف ابار النفط السورية ، وهو مؤشر خطر كون ذات الدول موّلت التكفيريين الذين ضربوا البنى التحتية السورية اضافة الى كل ما وصلت ايديهم اليه من مشاف ومراكز اجتماعية واقتصادية واجتماعية حتى الماء، واليوم تأتي الطائرات الخليجية ، لتدمر ابار النفط بحجة وقف منابع تمويل داعش.
مع العلم ان الاميركيين وفق المصادر واوباما على رأسهم طلبوا علانية من دول خليجية بالتحديد وعربية عموما ان تتوقف عن مدّ «داعش» و«النصرة» وكل التكفيريين بالمال والسلاح ، وهو اشار بكل وضوح الى تلك الدول التي هي نفسها تضرب البنى الاستراتيجية للدولة وللشعب في سوريا، هذا في الوقت الذي افتضح امر من يشتري النفط الخام من داعش تركيا وعبر تركيا.
وتشير المصادر الى ان المشكلة الحقيقية التي سيعانيها العرب هي عدم وجود خطط لمستقبلهم السياسي وانهم لعبوا بالنار في العراق وسوريا ولبنان كثيرا وهذه النار وصلت الى حدودهم وقد تتجاوز في وقت قريب الحدود، ما يؤشر الى تطورات كبيرة في الساحات العربية خلال السنة الحالية والمقبلة على ابعد تقدير، وهو امر في منتهى الخطورة.
في مقابل هذا الامر سألت المصادر، الا يلاحظ العرب ان واشنطن والغرب تنجز تسويات دولية واقليمية مع محور ايران – سوريا – العراق ومن ورائهم روسيا، على الطريقة اليمنية وما سيجري في البحرين وفي لبنان قريبا
عبد السلام: دول العدوان تتحمل مسؤولية إفشال الهدنة باليمن وتفاقم المعاناة
كشف رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبد السلام، اليوم الإثنين، عن آخر مستجدات الهدنة أثناء التواصل مع الاتحاد الأوروبي للشؤون...